لا تتعجب حينما تجد بجوار سيارتك مُهرة عربية من سلالة كنت تراها في أفلام هوليوود فقط، أو جواد عربي أصيل، من النوع الذي لم نراه يسير في شوارع المحروسة منذ 90 عاما.. قريبا سيكون أمرا اعتياديا أن نجد المصريين يتجولون بأحصنتهم بدلا من جعلها للتريض وأيام العطلات فقط.
الفكرة استوحتها عدد من المبادرات الشبابية التي ظهرت مؤخرا، من عشق العرب للخيول رياضةً رئيسية وأساسية لا يستغنى عنها المحب للمغامرة والأصالة، إلا أن الشباب لا يجد معظمهم الوقت الكافي لممارستها وحسن انتقائها واقتنائها وكيفية العناية بها، لذا ظهرت مبادرتي "Go Ride" و"IRide" ونظموا فاعليات دورية إسبوعية وشهرية مثل "هنركب خيل" و"Horseback riding" بخلاف وجودهم خارج القاهرة مثل "ٌRide Egypt" التي تجعل من الفكرة ترويجا سياحيا وتتواجد في شرم الشيخ والغردقة والأقصر.
مبادرات شبابية غير رسمية ارتبط أصحابها بالخيول ارتباطا وثيقا، تلقوا تدريبات كثيفة وحظي بعضهم بفرصة نشر هذه الثقافة في مصر رغم عدم مبالاة واهتمام الجهات الرسمية في مصر بتبنيهم إلا أنهم يواصلون جهودهم في إنجاح مبادراتهم.
ولع الشباب بالخيول وافتقار وجود الثقافة التي تمكنهم من التواصل مع أحد المهتمين بها والشغف إلى البحث عنها وركوبها جعل أحمد الجوهري مؤسس مبادرة "IRide" أقدم وأول مبادرة نشأت عام 2013 دعت لنشر ثقافة ركوب الخيل واقتنائها في مصر، قال إنه والمؤسسين (2 مؤسسين و2 منظمين) للمبادرة من هواة ومحبي ركوب الخيل آمنوا بالفكرة لنشر الثقافة وتعريف الناس بالخيل الذي لا يحظى بالاهتمام والانتشار في مصر.
3500 شاب مصري يركبون الخيل في 3 سنوات
في الوقت الذي لا يمنع فيه القانون المواطنين من اقتناء والسير بالخيول والحيوانات في الشارع ويسمح بامتطائها فيما لا يخالف قواعد المرور المنصوص عليها، اتجهت المبادرات إلى تشجيع الشباب على استخدام هذا الحق، الجوهري أوضح أنه في خلال 3 سنوات نجحت المبادرة في تنظيم 67 فاعلية وبمشاركة 2000 راديدر "راكب خيل" كما حظيت المبادرة باهتمام واسع من مجلة الرفق بالحيوان العالمية التي لها فروع في لندن وهولندا وأمريكا ونظموا مؤتمرا في جامعة "MTI" للحديث عن الصحة النفسية للخيل وتأثير ركوبها على صحة الإنسان.
وأضاف أنهم نظموا عددا من الفاعليات وبرامج للتثقيف بالخيل ولجذب الناس للخيل في أحد أكبر مزارع الخيول بالمنصورية يوم الجمعه من كل أسبوع، ويبدأ برنامج الفاعلية بإطعام الخيل وهي فقرة مخصصة لكسر الحاجز النفسي بين المبتدئ والحصان وبالأخص الفتيات لأن أغلبهن مصابات بفوبيا الخيول رغم حبهن لها، أما المتمرسين والمحترفين يسمح لهم بتجربة الحصان بمفرده ثم الخروج بالخيل بعد فقرة تعليم وتأهيل ومحاضرة خاص بطب الخيل بصحبة طبيب بيطري خاص بالمبادرة وأحد المنظمين ثم فقرة للتعريف بالحصان العربي للتعريف به وشرح بطولات الحصان العربي وكيف يتم احتساب النقاط في مسابقات الجمال.
لم يكتف مؤسسو مبادرة "IRide " فقط بالتوعية عن الخيل وأنواعها ومساعدة المبتدئين على تخطي الخوف منها، بل ساعدت البعض أيضا على اقتنائها وشراءها بتقديم نصائح عن أفضل الاماكن وكلك العناية الجيدة بها بعد شرائها وهو ماحدث مع 10 رايدر بحسب قول أحمد الخولي.
وانتقلت المبادرة إلى الشارع في عدد من الفاعليات منها تدريب فرق الكشافة وتنظيم فاعليات توعوية في عدد من الجامعات، كما أكد الجوهري أنهم بصدد التجهيز لتنظيم أطول رايد خيل من الجيزة إلى الفيوم كمبادرة لنشر وتعريف الناس بثقافة ركوب الخيل وفوائدها ومن المقرر ان تستغرق الرحلة يوما كاملا لكنه يحتاج تصاريح من الجهات الأمنية للسماح بذلك.
موقف طريف جعل حمدي شعبان يبادر بتأسيس مبادرة "Go Ride" قال إن الفكرة جاءته من حبه للخيول منذ الصغر لدرجة تجعله يواظب على امتطائها من مرة إلى 3 مرات إسبوعيا، على مدار السنوات الماضية ونشره لصوره الخاصة عبر الفيسبوك جعل رفاقه يسئلونه على مكان أمين وموثوق يؤجرها بدلا من النصب الذي يتعرضون له من بعض العاملين في المجال، وشيئا فشيئا زاد عدد المجموعة وطلب رفاقه منه تعلميهم ركوب الخيل والتعامل معها وكيفية انتقاء السلالات الجيدة لشرائها حتى وصل الآمر إلى تنظيم 70 فاعلية ركوب خيل في عام واحد وبمشاركة مايقرب من 1500 رايدر بالإضافة إلى الفاعليات الخاصة التي نظمها بمشاركة عرب ومصريين وسياح وعدد من المشاركين بالفاعليات ابتاع حصانا.
وتعجب مؤسس "جورايد" رغم حب الشباب وولعهم وشغفهم بالخيول وأن المئات يريدون ممارسة هذه الرياضة ولو في أوقات ضيقة ورغم الأهمية الكبيرة التي تضفيها حياة الخيول على الناس من تعلم الشجاعة وحسن المعاملة والتريض الذي يقوي البدن ويهذب النفس ورغم ما أوصى به الدين الإسلامي من اقتناء الخيول وأننا دولة عربية، إلا أن الجهات الرسمية في مصر لا تسمح ولا تبالي لهذه المطالبات للشباب ولا تهتم بالخيول في مصر الاهتمام الكافي الذي يجعلنا نتصدر دوليا مثل باقي الدول العربية التي تقيم عدة مهرجانات للخيول مثل الأردن والإمارات التي تقيم 15 مهرجانا للخيول سنويا.
وأوضح مؤسس "جو رايد" أن الدولة ترفع أيديها عن متابعة وإشراف المتخصصين في الخيول في المناطق السياحية وأن العديد من المحبين لركوب الخيل يتعرضون للنصب لأنهم لايستطيعون التمييز بين الخيل الجيد والآخر ولا يعرفون أنواعها وأغلب النصابين في هذا المجال يعرفون أن "الزبون" يأتي ليركب مرة واحدة فقط ولا يهمه أن يكون الحصان جيدا أو لا، لافتا أن السياح يشكون من النصب الذي يتعرضون له في منطقة الأهرامات.
أما عن فاعلية "جو-رايد" فتبدأ الجولة في منطقة المنصورية بمحاضرة تعريفية بالخيل والعناية بها وأساسيات ركوب الخيل باسم "قواعد الأمان" وكيف يحمي الراكب نفسه من الخيل، ثم فقرة تعليم للمبتدئين على ركوب الخيل بمساعدة أحد المنظمين للفاعلية وكيفية الركوب والنزول والتعامل معه بدون خوف، ثم التدريب على تجهيز الحصان ثم التحرك بالخيل إلى الصحراء وصعود هضبة الأهرامات.
وقال إن الفاعلية التي ينظمونها "جو رايد" لا تحتوي فقط على كيفية ركوب والتدريب على التعامل مع الخيل فقط بل تحتوي أيضا على استعراضات وفقرات تشجيع للشباب المشارك الذي يمتلك موهبة العزف أو الغناء.
وأوصى مؤسس "جو-رايد" الدولة بمراعاة اهتمام الشباب بهذه الرياضة خاصة مع انتشار البلطجة وسوء الأخلاق لأن الخيول تهذب الأخلاق قائلا "بدل من تضييع وقتهم في كلام فاضي وتعالج الدولة المشاكل دي، الدولة تهتم بهم وتوفرلهم نوادي وأنشطة لركوب الخيول".
محمد المصري: أسير بالحصان في شوارع القاهرة
محمد المصري أحد الشباب الذين تفاعلوا مع مبادرة "جو-رايد" وأعجب بهم وظل على تواصل معهم ويشارك في معظم الفاعليات التي ينظموها، إلى أن جاءت الفرصة لمحمد ليعلن بعزم عن نيته شراء حصان واقتناءه بعدما تلقى عدد من التدريبات اللازمة والكافية علاوة على حبه منذ الصغر لركوب الخيل.
المصري قال لـ"أهل مصر" ليس فيها أذى لأحد بل المهم أن من يتعامل معها يكون مدربا جيدا لأن الخيول حساسة كما أنها تصيب راكبها بالشجاعة ولا خوف من وجودها في الشارع فأنا أسير بها في الطرقات بحرية تامة طالما أستطيع التحكم بها، كما أن الخيول أسعارها ليست رخيصة والذي يستطيع شرائها سيكون متدربا جيدا ويعلم كيفية التحكم بها؛ متمنيا أن تنتشر المبادرات مثل "جو رايد" و"أي رايد" ويصبح لدينا العشرات منها لتوعية الناس والشباب بأهمية ركوب الخيل وفوائده، قائلا "المبادرات دي هتنتشر لما تكون موضة".
في مارس 2012 أطلق المجلس القومي للرياضة مبادرة "يا تركب بسكلتة يا حصان بكارتة" برعاية نادى سايكل إيجيبت، وهى مبادرة "خمسة فروسية" كجزء من تشجيع الرياضة بصفة عامة وركوب الدراجات بصفة خاصة، وتوجه المشاركون في المبادرة بدراجاتهم إلى نزلة السمان بالهرم، لعمل جولة رياضية وسياحية فى الأهرامات وكذلك ركوب الخيل.
وعن أبرز النوادي التي تدرب على ركوب الخيل والفروسية نادي أكاديمية أجياد للفروسية بمدينة 6 أكتوبر وJump Riding Academy بمصر الجديدة وEgyptian Riding School وSakkara Country Club بطريق سقارة وEgypt Horse Riding School بالهرم.