"أهل مصر" في منزل الإمام الورع الشيخ عمر سطوحي (فيديو وصور)

لا يخفى اسمه عن أحد ولا يذكره شخص إلا بالخير ويترحم عليه، إنه الشيخ عمر سطوحي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، ابن مركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، ذلك الشيخ الذي لاقى من متاعب الحياة ما لم يلاقيه أحد لكن إيمانه القوي بالله وتمسكه بصحيح دينه، وعدم خشيته فى الحق لومة لائم، جعله على تلك المتاعب جلدًا.

في ذكرى الأربعين لوفاته انتقل "أهل مصر" لمنزل الإمام الراحل وتجول بداخله لرصد ذكريات، تحتفظ بها أركان المنزل.

نشأته

الشيخ عمر أحمد سطوحى حسن، من مواليد 1948، بقرية سفاى مركز أبو قرقاص محافظة المنيا، تخرج في كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، ثم عمل واعظًا بمركز أبو قرقاص عام 1974، حتى تدرج إلى واعظ أول محافظة المنيا، وثم مفتش عام الوعظ، ثم مراقب عام الوعظ بالمنيا، ثم مدير عام الوعظ بالفيوم، وبعدها تدرج فى عدة مناصب حتى وصل الى منصب وكل وزارة بالأزهر والمدير العام للوعظ والإرشاد بالجمهورية عضو لجنة الافتاء، وأنهى المطاف إلى منصب الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف سابقًا.

حياته

من الله عليه بحفظ القرآن الكريم كاملا وهو فى الصف الأول الإعدادي، عمل في مجال الدعوة وهو في المرحلة الثانوية، جاب بلاد ومحافظات فى مجال الدعوة كما أنشأ عدة منشات ومساجد من أشهرها مسجد الجمعية الشرعية بأبوقرقاص وأنشأ بجوارة مركز طبي كما قام بتشييد معهد دينى بقرية سفاى والعديد من المنشات الأخرى.

رحله مرضية

ألتقينا بـ"أحمد عمر أحمد سطوحي"، ليروى لنا آخر اللحظات فى حياة الشيخ "عمر سطوحي" قائلا: توفى والدى وهو يكبر لصلاة العصر، ففي الأيام الأخيرة له كان الوقت الأمثل للجلوس والتحدث معه هو ما بين صلاة المغرب والعشاء، وكان يصعب الحديث معه ليلا لأن المرض كان يشتد عليه مساء كل يوم فى الأيام الأخيرة له، فقد عانى والدي طيلة حياته بالعديد من الأمراض فقد أصيب منذ شبابه بالضغط وعقب زواجى مباشرة شعر بإجهاد في العين وتوجهنا به إلى الطبيب، وبسبب علاج خطأ اضطر إلى إجراء عملية لتفريغ عينة "إحدى حبيبته"، طالبنا منه مرارا وتكرارا برفع دعوه قضايئة على الطبيب المتسبب فى فقدان عينك، حتى لو كان التعويض معنويًا، فنحن لم نبغى من رفع الدعوة، الحمد لله ربنا ساترها علينا وبزيادة"، ولكن كان الهدف الأوحد أنه يأخذ حقه من المتسبب، ولكن رفض رفضًا نهائيًا، وقال لي حديث شريف عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأضاف "أحمد": كما أصيب بالغدة الدرقية وأجرى لها عملية، كما قام باستئصال المرارة، وإجراء عملية وزراعة كبد، فقد عانى كثيرا فى حياته من المرض ولكن لم يمنعه هذا من أداء واجبة الدينى والوظيفى فنحتسب هذا التعب والمرض عن الله فى ميزان حسناته، فكان دائما يردد: على قدر إيمان المرئ يكون الابتلاء".

معاشر الانبياء

واستكمل "احمد" حديثه قائلا: من ضمن المفارقات العجيبة أن من الطبيعى أن أى شاب له طموح يحققه فى المجال التجارى والاقتصادى، فعندما كنا نعرض الأمر على والدى كان يقول لنا قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم "نَحْنُ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ فَهُوَ صَدَقَةٌ"، وقال "احنا زرعتنا ليكم العلم"، لافتا إلى أن الشيخ توفى ولكن أعماله باقية، فقد ساهم فى إنشاء العديد من المعاهد الدينية، فى قرى محافظة المنيا، رحل وبقيت السيره العطره، حتى تعيش بها غاب عنا جسدا لم يعيب عن وجدان الكثير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
الرئيس السيسي ورئيس دولة الأمارات يشهدان حفل تخرج طلبة الكليات العسكرية (بث مباشر)