الإهمال والسرقة والاستثمار.. ثالوث الخطر على المحميات الطبيعية

تعد مصر من الدولة الغنية بالمحميات الطبيعية، حيث تملك 22 محمية، بمساحة تتجاوز الـ200 ألف كيلو متر مربع، وتتميز بانها ذات الحياة البرية النادرة في كثير من الأحيان، وتراثها الجيولوجي من صخور يرجع تاريخها لآلاف السنين، وتواجه المحميات الطبيعية بمصر، عدة مشاكل وتتراوح بين السرقة وتحويلها على مقالب زبالة، والانقراض النباتات والحيوانات وجفاف مصب مياه وادى الريان، وتحطيم الشعاب المرجانية، ولم لم يسلم قاع البحر من الانتهاكات.

الإهمال يضرب المحميات الطبيعية

محمية الغابة المتحجرة أو جبل خشب

هضبة مساحتها 7 كيلومترات شبه مستوية، تقع بمنطقة التجمع الخامس بمحافظة القاهرة، تحتوي على أشجار عتيقة تحولت لأحجار شامخة بفعل العوامل الجيولوجية والجوية، ومنها جاءت تسميتها "الغابة المتحجرة "، تعيش نباتات وحيوانات وزواحف نادرة

من أكثر من ٢٣ مليون سنة

الإهمال أدى إلى تحطيم بعض اللصوص السور الصخري الضخم الذي تم بناؤه لحماية المحمية، إذ توجد عشرات الفتحات في عدد من الأماكن المتفرقة، من أجل السماح لسيارات النقل واللوادر لتحميل الرمال وسرقتها، وبيعها لاستخدامها في أعمال البناء، فضلًا عن تحويل ها إلى مقلب قمامة لسكان التجمع الخامس، كما طرحت وزارة الإسكان والبيئة المحمية للاستثمار ضمن 6 مشاريع سيتم طرحها للقطاع الخاص، بدعوى وقف التعديات القائمة على المحمية، وإيجاد مصدر تمويل مستدام للإنفاق عليها.

شلالات وادي الريان

يتكون وادى الريان من البحيرة العليا، والبحيرة السفلى، ومنطقة الشلالات التي تصل بين البحيرتين، ومنطقة عيون الريان جنوب البحيرة السفلى، ومنطقة جبل الريان وهى المنطقة المحيطة بالعيون، ومنطقة جبل المدورة التي تقع بالقرب من البحيرة، بمساحة 1759 كيلو متر مربع، بمحافظة الفيوم.

أصحبت البحيرة تعانى نقص المياه التي تغذي الشلالات، قد تراجع حجمها بسبب التعديات الزراعية المحيطة بها، حيث تستهلك الزراعات كميات كبيرة من مياهها، فضلًا عن الحياة البرية فيها مهددة بالانقراض، حيث كانت تحتوى على أنواع من النباتات الصحراوية وحوالى 5 أنواع من الحيوانات البرية و16 نوعًا من الزواحف وما يزيد على 100 نوع من الطيور المقيمة والمهاجرة.

محمية مرسي علم

وبتحديد محمية صمداى أو كما تسمى أيضا محمية بيت الدرافيلتقع منطقة شعاب صمداي جنوب مدينة مرسى علم بحوالي 2 كيلو متر وعلى بعد 77 كيلو متر من الشاطئ وهى عبارة عن جزء من الشعاب المرجانية المغمورة.

أعلنت محميات مرسى علم، عن وفاة الدولفين الذي وجد نافقا على أحد الشواطئ "طبيعية"، وترجع الوفاء لإصابة الدولفين ببندقية صيد، ولكن مجرد جروح ناتجة عن احتكاكه بالشُّعب مع المد والجزر، وآثار ذلك قلقً لدى المعنيين بالشأن البيئي وأهالي المنطقة.

محمية نبق

تقع "نبق"، على خليج العقبة في المنطقة ما بين شرم الشيخ ودهب ووادي أم عدوي في جنوب سيناء، وتبعد المحمية 35 كيلو مترا شمال شرم الشيخ، تكون من 600كم2 منه 440 كيلو متر مربع يابس يتخلله الكثبان الرملية الذهبية، بسحر صحراء جنوب سيناء، إضافة إلى 130 كيلو متر في نطاق البحر الأحمر، وتحتوي على حوالي 134 نوعا من النباتات منها نحو 86 نوعًا

وتغرق محمية "نبق" في الصرف الصحي، إضافة للإهمال الشديد، من قبل المسئولين، على الرغم من الثروات التي تضمها، وتعرضها للسرقة، ويرجع البعض، أن الاغلاق وراءه بيع المحمية.

محميات البحر الاحمر

تعد محميات البحر الاحمر التى تضم وادى الجمال وجبل علبة والجزر الشمالية، من أهم وأكبر محميات مصر الطبيعية الغنية بالتنوع البيئى البرى والبحرى، لكنها تفتقد الحماية الكافية لترامى مساحتها بين الصحراء الشرقية ومياه البحر الأحمر، ونقص العاملين بها، وعدم الردع القانونى للمخالفين، حيث يتم إخلاء سبيل المخالفين بكفالات مالية لا تتعدى 10 آلاف جنيه.

وتسبب ضعف الحماية لهذه الكنوز البرية والبحرية فى تشجيع التعديات عليها بالصيد الجائر لحيواناتها من الغزال المصرى والكبش الأروى والصقور وأسماك القرش والسلاحف والدلافين، وتحطيم الشعاب المرجانية التى تعد أهم عوامل الجذب السياحى للبحر الأحمر.

لم يسلم قاع البحر من الانتهاكات والتعديات من البيئة البرية بالمحميات الطبيعية الممتدة من شمال إلى جنوب البحر الأحمر، إلى قاع البحر نفسه، ما يهدد بتدمير وفناء الكنوز البحرية والثروات الطبيعية الموجودة فيه من شعاب مرجانية وأسماك زينة ملونة ودرافيل وسلاحف وعروس بحر وخيار بحر، وجميعها مهددة بالانقراض ومحظور صيدها، ومصر من الدول الموقعة على اتفاقيات دولية لحمايتها.

أسباب عدم استغلال المحميات

ويقول المهندس محمد عيسوي، مدير عام محميات المنطقة الشمالية، عن أسباب عدم استغلال المحميات: "إن أغلب المحميات المصرية تفتقر إلى الخدمات، ولا توجد استراتيجيات واضحة لبناء تنمية فيها، لافتًا إلى ضرورة استغلال المساحات الشاسعة من المحميات المصرية".

حلول تحويل الإهمال إلى ثروة

وأجّمع خبراء ومسئولون على ضرورة تنمية السياحة البيئية والتي قد تعوض مصر فقدان السياحة الشاطئية، إضافة لكونها تكمل السياحة الثقافية، وتستطيع تعويض الـ13 مليار دولار التي خسرتهم مصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً