كشفت صحيفة الفايننشال تايمز عن أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي النازحين من سوريا والعراق يقصدون اليمن مستغلين الفراغ الأمني وغياب الحكومة للإنضمام إلى الحرب، التي بدأت تأخذ "طابعًا طائفيًا".
و تقول الصحيفة أنه بعد ظهور داعش في العراق والشام، حدثت خلافات داخل قيادة تنظيم القاعدة في اليمن حول مبايعة أبوبكر البغدادي، وبعد انتصاراته السريعة أصبح ينافس القيادة العالمية لتنظيم القاعدة بعد أن أعلن نفسه خليفة للمسلمين أواخر يونيو 2014.
وعقب مقتل أمير القاعدة ناصر الوحيشي، بطائرة أميركية بدون طيار، تولى قاسم الريمي قيادة التنظيم، ورغم ما أشيع بأنه كان على رأس مؤيدي البغدادي، إلا أنه لم يصدر عنه حتى الآن أي بيان رسمي بمبايعته وفقًا للصحيفة.
و أشارت الصحيفة إلى أن في هذه الأثناء لوحظ انخفاض راية تنظيم القاعدة في مقابل تنظيم داعش اليمن، الذي أصبح مؤخرًا يتبني كل عملية إرهابية مقابل عدم ظهور سياسي أو إعلامي لتنظيم القاعدة في اليمن، رغم أنه ظل طوال الفترة الماضية يسوق من قبل الاستخبارات الأميركية بإعتباره فرع القاعدة الأقوى على مستوى العالم.
و أكدت الصحيفة أن تنظيم داعش الإرهابي في العراق والشام، خرج عمليًا من عباءة تنظيم القاعدة إثر خلاف جوهري تمثل في رفض تنظيم داعش مواصلة الالتزام بأحد مبادئ تنظيم القاعدة القائم على عدم استهداف الشيعة.
وطبقا لما كشفته الصحيفة من وثائق مسربة بين القيادة المركزية للقاعدة بأفغانستان، وأبو مصعب الزرقاوي، فإن الزعيم الروحي للتنظيم أسامة بن لادن هو من وجه بعدم استهداف الشيعة منذ وقت مبكر، بسبب العلاقة الجيدة التي ربطت التنظيم بإيران لوقوفها ومساعدتها لعناصر التنظيم بتسهيل طرق المرور والإمدادات عبرها، واللجوء إليها كأحد الملاذات الآمنة بعد الضربات الأميركية القاصمة التي لحقت بالتنظيم في أفغانستان وباكستان.
و أضافت الصحيفة إلي إن الحرب بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بدأت تأخذ "طابعًا طائفيًا"، بعدما تدخلت السعودية لدعمه، وإيران في صف الحوثيين الشيعة، وهو ما يوفر مناخًا لانتشار أفكار تنظيم داعش.
وترى الصحيفة أن تنظيم داعش الإرهابي قد يشرع في إعادة بناء نفسه في اليمن اعتمادًا على فروعه هناك، ومن خلال علاقاته القبلية، وقد يؤدي هذا إلى مواجهات بين عناصره وعناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، نظرًا للإختلافات بينهما بشأن إعلان الخلافة، وأسلوب التعامل مع المدنيين، مما ينذر باستمرار الاضطرابات في اليمن.
و أكدت الصحيفة أن بالنسبة لتنظيم القاعدة، كانت واحدة من إستراتيجيته الرئيسية تقوم على استهداف العدو أميركا والغرب قبل العدو القريب الدول العربية الحليفة للغرب، كأولوية تهدف إلى استنزافه وإضعافه.
أما تنظيم داعش برز أساسًا كقوة صاعدة في مواجهة الدولة الشيعية الجديدة في العراق، الموالية والمحكومة من إيران، وقد ساعده على ذلك الإقصاء الذي تعرض له السنة في العراق بعد الاحتلال الأميركي.
كما أنه وخلافًا لتنظيم القاعدة الذي كان يؤمن بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية المستقبلية بشكل تدريجي، كهدف مستقبلي يأتي بعد إضعاف وإنهاك العدو البعيد انتهج سياسة أخرى تجعل من تأسيس دولة الخلافة هدفًا.