النقيب الذي لا يستطيع التواصل مع أجهزة الدولة «يقعد في بيتهم أفضل»
ضد استغلال قضية النقيب وعضوي المجلس في أغراض انتخابية
لدي مشروعات نقابية خدمية مدروسة بعناية وحلول واقعية وليست شعارات انتخابية
سيعود لـ«كارنية النقابة» «هيبته» مرة أخري في عهدي.. والمجلس فشل في إدارة الأزمة الأخيرة
"وعود وليس شعارات انتخابية" هكذا وصف الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة مدير تحرير جريدة الأهرام، والمرشح علي منصب نقيب الصحفيين، في الانتخابات المقرر إجراؤها الجمعة المقبلة 3 مارس، برنامجه الانتخابي الذي قال إنه يضع به جميع الحلول للمشاكل المتفاقمة للصحفيين، خاصة خلال الفترة الماضية، علي حد تعبيره.
"أهل مصر" التقت عبد المحسن سلامة المرشح لمنصب النقيب، للحديث عن ملامح برنامجه الانتخابي، والوعود التي يطرحها على الجماعة الصحفية حال فوزه بمنصب النقيب.
بداية.. لماذا أعلنت ترشحك للانتخابات في هذه المرحلة ؟
لأن المهنة تمر بأزمة حقيقية وأصبحت في خطر فعلي وواضح للجميع، بالإضافة إلي أنني استهدف لم شمل الجماعة الصحفية واستعادة الدور الحقيقي للنقابة في الدفاع عن مهنة الصحافة وحماية أبنائها، وتقديم الخدمات التي تليق بهم وبرسالتهم، والارتقاء بهم ماديا ومعنويا، مع العمل على سرعة وضع حد لانهيار المهنة التي تتعرض للفناء.
ولماذا لم تعلن عن برنامجك الانتخابي بشكل رسمي حتي الآن؟
كان سيكون بين أيدي الصحفيين اليوم، ولكن أخطاء مطبعية هي التي أخرته، وخلال ساعات سأعلن عن برنامجي بشكل كامل، وسيكون واضح ويجيب علي كل الأسئلة التي تشغل ذهن الصحفيين.
وما هي أهم ملامح برنامجك الانتخابي ؟
برنامجي نقابي متكامل يشمل حلول واقعية وعاجلة لجميع الملفات النقابية، للارتقاء بمستوى الصحفي ماديا ومهنيا، والتي تأتي علي رأسها« الأوضاع الاقتصادية ومشروعات الإسكان والعلاج والحريات والمحبوسين والصحف المغلقة والمتعطلين»، بالإضافة إلي إنشاء مركز تدريب على أعلى مستوى، في شكل معهد أكاديمي للصحافة واللغات والكمبيوتر وكل أدوات التعليم الجديدة، وسيتم الانتهاء منه خلال عام على أقصى تقدير، مع العمل علي إنشاء جمعية إسكانية تخدم جميع أعضاء الجمعية العمومية.
ولكن كل ملف من التي ذكرتها يحتاج جهد كبير.. فهل تملك آليات مدروسة ومعدة لذلك ؟
بالفعل.. أن أستعد للانتخابات منذ فترة كبيرة، بعدما شعرت أن المهنة والصحفيين أصبحوا في خطر فعلي، ولابد من العمل علي عودة الصحافة لعصرها الذهبي، وكل ملف له دراسة وافية ومعدة بآراء خبراء وحلول واقعية، وليست شعارات انتخابية، بالإضافة إلي تواصلي مع جميع الأجهزة بالدولة لوضع حلول عاجله لمشاكل الصحفيين المتراكمة.
ولكنك كنت عضوًا بمجلس النقابة ووكيلًا لها من قبل ولم تحل تلك الملفات ؟
هذا الكلام غير صحيح، فعندما كنت عضو بمجلس النقابة كان ملف الإسكان منتعش واستطعت الحصول على 15 فدان بمدينة العاشر من رمضان لصالح النقابة، و500 شقة بمشروع إسكان الشباب الاجتماعي، بالإضافة لوجود منفذ للتموين بالنقابة، وخصصت مكتب بمقر النقابة لاستخراج قرارات العلاج على نفقة الدولة، فضلا عن وجود مركز للخدمات الحكومية بمقر النقابة افتتحه الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية، حتي « الواي فاي» تم تركيبه في عهد تواجدي بالمجلس، وأنا الذي تواصلت مع الشركة المعدة لذلك، كما لم يحبس صحفي أثناء وجودي بمجلس النقابة.
كيف تري قرار مغادرة شركة "المقاولون" المسئولة عن خدمات الصيانة بالنقابة ؟
قرار صادم، ويتحمله النقيب والمجلس، لأنه ترك الأمور حتي تفاقمت إلي هذا الحد.
كيف تري أداء المجلس الماضي ؟
أداء غير مرضي واخفق في جميع الملفات الصحفية سواء كانت للمهنة أو الصحفيين، والحقيقة لا توجد إنجازات، وما يُقال عن فائض الميزانية هو إدانة وليس إنجاز، بمعنى أن أموال كانت متاحة وفي المقابل الخدمات متردية، وأوضاع الصحفيين الاقتصادية في منتهى السوء، وكذلك المعاشات، والعلاج المتدهور.
كيف تري واقعة اقتحام النقابة من وجه نظرك؟
أنا ضد اقتحام النقابة، ورفضت ذلك آنذاك، وأعلنته في مقال صحفي تم نشره في جريدة الأهرام، ولكنني في نفس الوقت ضد سوء إدارة الأزمة التي أوصلتنا لما نحن فيه الآن.
وماذا تراه من وجهة نظرك خطأ المجلس في تلك الأزمة؟
المجلس لم يدير الأزمة بطريقة صحيحة وأدخل رئيس الجمهورية في خصومة وأصبح طرفا في الأزمة، وأصدر 17 قرار غير مدروس، وكان عليه ترشيد الموقف مثلما حدث في أزمة قانون 95 في عهد إبراهيم نافع، حتى لو كان هناك بعض الآراء ضد ذلك، وبالتالي ما حدث مشكلة النقيب.
وماذا حدث في إدارة أزمة قانون 95؟
أزمة قانون 95 كانت أعنف بكثير، لأن هذا تشريع ومن الصعب تغييره أو إلغاؤه وبالرغم من ذلك نجح في إلغاؤه وصدر قانون بديل، وحينها خرج النقيب إبراهيم نافع وأدار الأزمة بذكاء وأحتكم لرئيس الجمهورية وقال «نحتكم لرئيس الجمهورية»، وتواصل الرئيس معه، واجتمعت الجمعية العمومية الحاشدة وتم التفاوض مع الدولة، عن طريق رئيس الجمهورية، ولكن في أزمة النقابة من يستطيع الحل تم وضعه «خصم»، وساءت العلاقة مع جميع أجهزة الدولة.
وفي حالة فوزك بمنصب النقيب.. هل ستعود تلك العلاقة؟
بالفعل.. ستعود العلاقة وستعود النقابة قوية، ويعود لكارنية النقابة هيبته، بعدما أصبح الصحفيون مهانون في كل شيء، والعلاقة بينهم وبين جميع المؤسسات سيئة.
أطلق عليك البعض «نقيب الدولة».. فهل هذا حقيقي ؟
شرف لي أن أكون كذلك، وإذا كانت الدولة ستدعمني من أجل تحقيق مصالح الصحفيين فهذا أمر جيد، لكن هذا الكلام شائعات يروجها البعض فأنا مرشح الصحفيين ولست جديدا على هذا العمل، وسبق أن كنت وكيلا أول للنقابة وليست أول مرة أترشح على منصب النقيب.
تتحدث كثيرًا عن هيبة كارنية النقابة والصحفي.. هل ستعود في حالة فوزك؟
نقيب الصحفيين كانت له هيبة ومكانة عند الجميع خاصة مؤسسات الدولة المختلفة، والصحفي كان يعلم ذلك ويلمسه ويؤثر عليه في كل شيء، سواء في تعامله اليومي أو من خلال عمله، ويكفي أن في عهد وجودي بالمجلس لم يحبس صحفي، وكان كارنية النقابة له «هيبة» عند الجميع، عكس الآن، وكل ذلك سيتحقق بالعلاقات، وأقولها «النقيب الذي لا يستطيع التواصل مع أجهزة الدولة لحل مشاكل الصحفيين يقعد في بيتهم أفضل»، لأننا لسنا في معزل عن الدولة ومؤسساتها.
تحدثت أنه لم يحبس صحفي..هل ذلك سيتكرر في حالة فوزك بمنصب النقيب؟
بالفعل.. فلن يحبس في عهدي في حالة فوزي بمنصب نقيب الصحفيين أي صحفي أو حتي "نقيب".
المجلس الحالي يتحدث عن انجازات تحققت وأهمها ميزانية النقابة التي تصل فائض لـ40 مليون جنية.. كيف تري ذلك؟
المجلس يتحدث عن ميزانية 40 مليون جنية وهناك صحفيون تحت خط الفقر، فلماذا لم تستثمر تلك الأموال لصالح أعضاء النقابة، ولماذا نري صحفيون يعيشون حياة صعبة، ولماذا زادت حالات الفصل التعسفي وغلق 124 جريدة في عهد المجلس الحالي إذا تكلمنا عن انجازات، فكيف يعقل الحديث عن انجازات وبدل التكنولوجيا لأول مره لم يزيد.
بالحديث عن البدل كم ستكون الزيادة التي وعدت بها؟
لن أتحدث عن أرقام، ولكن يكفي أن أقول أنها ستكون زيادة «معقولة»، خاصة وأن البدل أصبح دخل أساسي لبعض الصحفيين بعد قرارات الفصل التعسفي، وغلق كثير من المؤسسات الصحفية.
ولماذا لم تعلن رسميًا حتي الآن عن الزيادة ومقدارها؟
قريبًا سيتم الإعلان عن كل التفاصيل التي ستطمئن الصحفيين، ولن تكون للبدل فقط بل للمعاشات.
كيف تري قانون النقابة الحالي وهل ستعمل علي تعديله؟
قصدك "نسفه".. القانون الحالي بحاجة إلي عمل كثير وسنعمل عليه فور تشكيل المجلس الجديد في حالة فوزي، فهناك مواد لابد من سرعة تعديلها، خاصة المتعلقة بالقيد والانتخابات.
تحدثت كثيرًا عن ضرورة زيادة موارد النقابة.. كيف ذلك؟
أملك مشروع معد ومدروس وسيكون مستقل فكرته قائمة على دمغة الإعلانات على غرار طابع الشرطة والمحاماة وسيحتاج إلى تعديل تشريعي خاص به لفرض رسوم الدمغات، ولدي مقترح به وسأنفذه، والمشروع سيطبق على كافة الصحف الورقية أو أي جريدة إعلانية، وأي موقع إلكتروني تابع لمؤسسة صحفية أو تابع للنقابة، وأي إعلان سينشر سيكون عليه طابع الدمغة وبفئات ميسرة، وهذه الفكرة قابلة للتطبيق وليس كلام.
ولكن هذا سيكون عبء علي المؤسسات الصحفية وهي في حالة لا تستطيع تحمل ذلك؟
لن يكون علي المؤسسات الصحفية بل سيكون علي المعلن بتلك المؤسسات.
كيف تري تفسير البعض بأن تأجيل قضية النقيب لـ25 مارس سياسية زمتعلقة بالانتخابات؟
لا أعلق علي أحكام القضاء الذي أحترمه وأقدره وأثق في أحكامه، ولكني ضد أن يحاول البعض استغلال الحكم لأغراض انتخابية، وأن نستخدم هذا الكلام لصالح التأثير على سير الانتخابات، وأتمنى البراءة للزملاء الثلاثة.