لا صوت يعلو فوق زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمصر، التي تبدأ الخميس والجمعة المقبلين، ولمدة يومين، حيث تلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث عدة قضايا السياسية والاقتصادية، إلى جانب بحث سبل التعاون والعلاقات التاريخية بين البلدين.
" الزيارة تسعى لبحث قضايا اللاجئين وتصنيف الإخوان جماعة إرهابية".. هكذا أعلنها السفير الألماني في القاهرة، بوليس جيورج لوي، في مؤتمر صحفي له، اليوم الثلاثاء، حول أبرز القضايا التي سيتم مناقشتها خلال زيارة ميركل إلى مصر، مؤكدا على أن ميركل ستجري خلالها مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والسياسي والتطورات الجارية في مصر وألمانيا.
وأضاف لوي، أنه من المتوقع أن يتم عقد لقاء موسع بين السيسي وميركل مع الوفد ألماني رفيع المستوي الذي يضم رؤساء كبري الشركات الألمانية، ثم يعقبه مؤتمرا صحفيا، مشيرا إلى أن المباحثات المرتقبة بين السيسي وميركل سوف تتناول تطور العلاقات السياسية والاقتصادية التي شهدت طفرة وتطور في السنوات الأخيرة وكذلك تطورات الأوضاع في إفريقيا والوضع في ليبيا، حيث تلعب مصر دورًا كبيرًا لوحدة ليبيا وجمع الفرقاء الليبيين علي مائدة المفاوضات بجانب قضية الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب ووضع المؤسسات الألمانية العاملة والمجتمع المدني في مصر، الذي يحظي بأهمية كبيرة في ألماني.
أزمة اللاجئين.. لم تكن القضية الأولى من نوعها التي سعت ميركل للتحدث عنها، فمنذ أيام قليلة، توجهت المستشارة الألمانية، إلى الجزائر لمناقشة أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب فى شمال إفريقيا، كما أن ميركل تسعى للحصول على تأكيدات من الجزائر للإسراع فى عملية إعادة اللاجئين الذين يقيمون بشكل غير قانونى على الأراضى الألمانية،
واتسمت تصريحات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بالتناقض فيما يخص سياساتها إزاء اللاجئين في الأشهر الأخيرة؛ حيث اختلف خطابها الموجه للداخل عن نظيره للدول الأخرى، حيث بدا في خطاب ميركل الداخلي أنها تتجه للحد من تدفق اللاجئين إلى ألمانيا، خاصة بعد ظهور مشاكل أمنية واقتصادية نتيجة زيادة أعدادهم، وبعد وقوع تفجير برلين الإرهابي في ديسمبر الماضي.
وفي المقابل أظهرت ميركل خطابها الخارجي للعالم تعاطفا مع قضية اللاجئين والرغبة في استقبال المزيد منهم ودمجهم في ألمانيا، باعتبار أن هذا تجسيد لقيم الحرية والإنسانية.
وفي سياق متصل، يقول الخبير السياسي، رفعت سيد أحمد، إن زيارة ميركل لمصر رغم ما يتم الترويج له على أنها تهدف لمناقشة التطورات الأمنية والاقتصادية والسياسية بين البلدين، إلا أن الهدف الحقيقي ورائها هو بحث أزمة اللاجئين في ألمانيا، والذي أكدته زيارتها الأخيرة إلى الجزائر، مشيرا إلى أن ميركل تسعى للتفاوض مع دول شمال إفريقيا حول اتفاقية اللاجئين، فضلا عن طرق إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، وإحباط عمل المهربين والأعمال الإجرامية في هذا النطاق.
وتابع سيد أحمد في تصريحات خاصة، أن مصر تسعى لتوحيد أغلب دول العالم حول إعتبار جماعة الإخوان منظمة إرهابية، مستنده على الدعم الأمريكي الأخير في هذه القضية، إلا أن ما أشارت إليه التقارير الصحفية حول مناقشة ميركل لأزمة الجماعة الإخوانية ، وعدم إعتبار الإخوان منظمة إرهابية، يشير دلالات عدة تشهدها القمة المرتقبة بين الطرفين، وعليه ربما تتسبب في ضغوط على مصر للتراجع عن القرار، إلا أن الأمر يبدو مستحيلا بعض الشئ، قائلاً "هي بالتأكيد مهمة سياسية صعبة"
وفي سياق متصل، قال الدكتور طارق فهمي، المحلل السياسي، إن القانون الألماني يقضى بعدم إعتبار الإخوان جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أن ظروف الحظر لا تنطبق في هذه الحالة على جماعة الإخوان، مما يؤكد تصريحات السفير حول، عدم تصنيفها كجماعة إرهابية، وهذا الأمر ينطبق كذلك على دول الاتحاد الأوروبي.
وتابع فهمي، إن السبب في مناقشة ملفي الهجرة غير الشرعية واللاجئين على رأس الملفات المطروحة على أجندة زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، هو بسبب ما يشكلاه من تهديد لأمن دول الاتحاد الأوروبي ويثير مخاوفهم.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى القاهرة، المقررة يوم الخميس المقبل، هي أكبر دليل على حيوية العلاقات بين الجانبين المصر والألمانى، خاصة أن عددًا كبيرًا من المسئولين الألمانيين زاروا مصر خلال الفترة الماضية.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن ألمانيا تهتم بمصر بشكل كبير منذ فترة وذلك لاعتقاد ألمانيا أن مصر هي محور استقرار منطقة الشرق الأوسط، والمحرك لأي تغيير بالمنطقة، مشيرا إلى أن ألمانيا تعتبر مصر شريكا اقتصاديا هاما، كما أن ألمانيا ترأس حاليا مجموعة العشرين، ولديها اهتمام خاص بإفريقيا، منوها إلى أن حجم التجارة بين مصر وألمانيا 4.4 مليار يورو، منها 1.7 مليار يوريو صادرات مصرية، لافتا إلى أن شركة سيمنز أحدثت طفرة كبيرة في مجال الكهرباء بمصر.