بصوت محبوس ونظرة حسرة ووجه متألم، يحكي عادل منير، أحد الأقباط القادمين من العريش إلى الإسماعيلية، عن ظروف قدومه وأمنيات عودته وتحويشة عمره، التي تركها بالعريش، وسط حالة قلق أبداها عن مصير كل ما جمعه طوال حياته.
يقول: "اسمي عادل منير يعقوب، 53 عاما، أعمل عامل خدمات بمجلس مدينة العريش، وأسكن بحي الصفا، وعدد أفراد أسرتي 9، أقيم في مدينة العريش منذ عام 1994، وكنا نقضي أنا وأسرتي يوما عاديا تفاصيله تتلخص في الذهاب إلى عملي وأبنائي إلى مدارسهم وفوجئنا منذ 10 أيام تقريبا بحوادث القتل التي انتشرت في المدينة مستهدفة الأقباط".
ويضيف: "قررنا الهروب وترك المدينة لحين إشعار آخر ولننجو بأنفسنا وأبنائنا من جحيم الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي لا تفرق بين صغار أو كبار، وتركنا كل شيء، أموال وممتلكات ومتعلقات سعينا عليها صباحا ومساء، على أمل العودة مرة أخرى".
وتابع منير: "التهديدات جاءتنا على شكل منشورات في الشوارع أو على الأبواب، ورأيت حادثا أمامي عندما قتل جمال توفيق، بائع أحذية، يفترش بضاعته أمام مسجد، بعدها قررت الرحيل وترك المدينة حتى تستقر الأوضاع، وكانت طريقة قدومي للإسماعيلية ميسرة رغم منعهم السيارات من نقلنا إلا أننا استطعنا الخروج من العريش عبر سيارات".
يضيف: "لدى 3 أبناء في المدارس تركوا مدارس وجاءوا قبلي، ووجدنا الإقامة ميسرة وسبل الإعاشة متوفرة، لم يبخل علينا أحد بشئ والجميع سهرانين على راحتنا بكل السبل وجميع مطالبنا مجابة خصوصا الرعاية الطبية والمسكن والملابس وسننتقل إلى بورسعيد".
وعن حلم العودة إلى العريش، قال: "أرغب في العودة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فأنا أمتلك منزلا من 3 طوابق وقطعة أرض مساحتها ألف متر وجهاز أبنائي الثلاثة المقبلين على الزواج وأثاث منزلي ومئات الآلاف من الجنيها، تركته ولا أعلم عنها شئ".
وأضاف: "عشنا لحظات رعب ولم نذق طعم النوم خوفا من قدوم ملثمين مسلحين يركبون سيارة كبيرة ويهددوننا بالقتل أو الرحيل".