«انتحار».. قصة قصيرة سعيدة!

"الاكتئاب".. ذلك الوحش الذي يهدد حياة الشخص، فيتحول داخله إلى ساحة للقتال قد تنتهي به في نهاية المطاف إلى محاولات الانتحار، أو العزلة أو البكاء والصراخ أو على النقيض من ذلك، فقد يقوده إلى هيستيريا ضحك غير مبررة أو فعل أشياء غريبة بدون سبب!

أصابني ذلك الداء اللعين، الذي لم يخرج مني بسهولة، ولم أستطع التغلب عليه إلا بعد أن نلت منه كثيرًا من الأذى والتعب، حتى وصلت إلى محاولة الانتحار لكنها باءت بالفشل لتتحول حياتي بعدها إلى سعادة وراحة وثقة بالله كنت افتقدها خلال فترة مرضي. 

كنت أشعر بالرغبة في الصراخ والبكاء والغضب أحيانًا، وأحيانًا أخرى في الضحك الهستيري، كنت أخرج كمية الغضب الكامنة بداخلي في الأكل حتى وصل وزني 95 كيلو فكرهت ذاتي أكثر كرهت "داليا".

كنت أهرب من أصدقائي، لا أريد العمل أو حتى الخروج من المنزل، عشقت العزلة والوحدة فقد كان التحدث إلى الآخرين يرهقني كثيرًا.

ولأن قطي "ميكي" الوحيد الذي كنت لا أمل التحدث إليه، زاد اكتئابي بعد فقداني إياه، وزاد أكثر بعد سقوطي على الأرض وإصابتي بظهري مرة ثم بقدمي مرة أخرى، وكأن لعنة الأمراض أصبحت تلاحقني لتزيد اكتئابي فوصلت لمرحلة الغضب من الله لأنني كنت اسأل نفسي أسئلة كثيرة ولم أجد إجابة فاكتئب أكثر.

دخلت حرب نفسية لا أعلم قوانينها، وكنت أحاول دائمًا الخروج من هذه الحالة، فكرت بالموت وأخذت أرتب له أفكارًا وأحدد وقتًا معينًا له، فكرت في عمل مشنقة وأنهي حياتي شنقًا، لكني لم أنفذ هذه الفكرة، تراجعت عنها، مثلما تراجعت أيضًا عن تقطيع شرايين يدي خوفًا من الألم، وتردد مشهد القبر وظلمته أمام عيناي، لكن كل ذلك لم يمنعنِ من تناول أدوية كثيرة للتخلص من حياتي البائسة.

وبعد فترة، قررت العلاج، وكنت اتذكر دائمًا أغنية "دينا الوديدي"، وأردد: "إلعن همومك وانفض تراب الذكريات من فوق هدومك وأعلن كمان إن اللي قتلك كانت سمومك"، فكرت بهذه الكلمات كثيرًا، ودعمني صديقي "فادي" الذي أصر على إخراجي من سجن الحزن والكآبة والوحدة، ونصحني بعمل ريجيم حتى أصل إلى وزني الطبيعي، وبالفعل خرجت وفقدت 18 كيلو، وعدت للاهتمام بهواتي المفضلة "التصوير".

وفي ديسمبر الماضي، رجعت داليا "بتاعة زمان"، داليا جديدة لا أعرفها لكني أحببتها، وعادت علاقتي بالله أفضل من أي وقت مضى، رجعت أدور على شغل، نظرتي للأمور اختلفت، أصبحت الأمور أفضل، أصبح لدي أسباب للضحك وأسباب أيضًا للبكاء، ودعت اللامبالاة والعشوائية التي تغلبت على تصرفاتي خلال فترة اكتئابي، جددت أحلامي، تواصلت مع أهلي وأصدقائي، ودعت الانتحار وبطلت أكره حياتي، وخرجت من المعركة منتصرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً