أشاد اللواء أحمد سمك، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية المعنية الأخرى مثل القوات البحرية والجوية والقوات المسلحة والجمارك في مكافحة المخدرات فضلا عن التنسيق مع الدول الأخرى في منطقة شمال البحر المتوسط، مشيرا إلى أن مصر كانت أول دولة في العالم تقيم جهازا لمكافحة المخدرات وذلك عام 1929.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم، بمناسبة إطلاق التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2016 بمقر المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة.
وقال اللواء أحمد سمك إن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات دعت الحكومات في تقريرها هذا العام إلي بذل الجهود من أجل أن تأخذ المراة في الحسبان عندما تضع الدول سياساتها وبرامجها المتعلقة بالمخدرات والمطالبة أن تعطي أولوية لتيسير حصول النساء المرتهنات للمخدرات علي خدمات الرعاية الصحية فضلا عن توفير المزيد من التمويل والتنسيق من أجل خدمات الوقاية والعلاج من تعاطي المخدرات المعنية بالمرأة.
وأفاد بأن نسبة النساء والفتيات بين متعاطي المخدرات في العالم تبلغ الثلث وهي الأعلى بين النساء في البلدان المرتفعة الدخل مضيفا أنه يتم توفير 20 في المائة فقط من النساء العلاج ضد المخدرات علي مستوى العالم بينما دول المنطقة العربية لا توفر سوي 2% فقط.
بدوره، قال علي البرير منسق برامج ومدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في ليبيا إن مصر شهدت تراجعا في المضبوطات لنبات القنب من 54 طنا عام 2014 إلي 5ر33 طن عام 2015 بينما نجحت السلطات المصرية في إبادة المحاصيل في سيناء حيث تم إبادة 225 هكتارا من خشاش الأفيون و360 طنا من عشب القنب عام 2015.
وأشار إلي انخفاض المضبوطات في مصر من الهيرون من 613 كيلوجراما عام 2014 إلي 516 كيلوجراما عام 2015 وكذلك أقراص الترامادول من 145 مليون قرص عام 2012 إلي 90 مليون قرص عام 2015 بعد أن تم إدراج أقراص الترامادول علي قائمة المراقبة الوطنية، مضيفا أن إفريقيا مازالت واحدة من مناطق العبور الرئيسية والمستخدمة في أنشطة الإتجار بالمخدرات.
كما أن مازال نبات القنب عقار التعاطي الرئيسي في إفريقيا حيث يقدر معدل الانتشار النسوي بـ7.6% وهو ضعف المتوسط العالمي البالغ 3.8%.
وأفاد بأن 11 في المائة من متعاطي الافيونات علي المستوي العالم يعيشون في أفريقيا ونصفهم في غرب أفريقيا لافتا إلي أنه مازال إمكانية الحصول علي العقاقير المخدرة والمؤثرات النفاسية للأغراض الطبية والعلمية محدودة وغير ميسورة في إفريقيا.
وعن غرب آسيا، قال البرير إن الصراعات المسلحة المستمرة في المنطقة تغل من جهود السلطات في مراقبة المخدرات خاصة في سوريا والعراق واليمن وتسهم تدفقات الهجرة الواسعة النطاق وزيادة معدلات تعاطي المخدرات والإتجار بها في المنطقة في إضافة تحد آخر إلي التحديات الأوسع نطاقا في مجالي التنمية والعدالة الجنائية.
وأوضح أن إنتاج الأفيون غير المشروع ارتفع في أفغانستان حيث زادت المساحة المزروعة بخشخاش الأفيون عام 2016 بنسبة 10% مقارنة بعام 2015.
وتوقفت الجهود للقضاء علي الأفيون بشكل شبه تام وزاد تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، مشيرا إلي أن عدة دول من غرب آسيا أبلغت عن تعاطي الترامادول من بينها الأردن وتركمانستان وعمان وقطر ولبنان والسعودية وأرمينيا.
وأفاد بأنه لا تزال منطقة جنوب آسيا عرضة بوجه خاص للاتجار بالأفيونات والهيرون فضلا عن القنب والمخدرات الاصطناعية والمؤثرات النفسانية الجديدة ولا تزال تشهد هذه المنطقة تزايدا في صنع الميثامفيتامين والإتجار به علي نحو غير مشروع.
وعن التعاون مع مصر، أشار البرير إلي أن أمانة الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة تعاونت مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لإجراء دراسة حول العلاج بالبدائل والتي أظهرت أنه هناك 100 ألف شخص مرتهن بالمخدرات في مصر من بينهم 50 في المائة يتعاطون أقراص الترامادول والهيروين، موضحا أنه الدراسة أوصت بعلاج 200 شخص في مستشفى المطار وعين شمس هذا العام.
ومن جانبه، صرح اللواء هشام الزغبي مسؤول التعاون الدولي في إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية بأنه سوف يتم إطلاق التقرير السنوي لإدارة مكافحة المخدرات الشهر المقبل وأن وزارة الداخلية تبذل جهودا كبيرة لمكافحة المخدرات التي تؤثر على التنمية والشباب والمجتمع، مشيرا إلى وجود تنسيق دولي ومحلي في جهود مصر لمكافحة المخدرات.