تعد المستشفيات الجامعية أمل كل مواطن غير قادر، ولكن حاليًا تحولت إلى أمل ضائع يتعلق به الفقراء للحصول على الرعاية الصحية، ففى ظل وجود أجهزة طبية عفا عليها الزمان، مع غياب أطباء النوبتجيات والعيادات الخارجية في أغلب الأوقات، والعديد من الأخطاء الطبية إذ أثبتت الدراسات أن ما يقرب من 2100 مواطن يقعون ضحية الإهمال الطبى سنويًا.
قالت الدكتورة ألفت.ح، طبيبة بإحدى العيادات الخارجية بالقصر العيني أن مشكلات العيادات الخارجية بالقصر العيني شأنها شأن ما تعانيه المستشفيات الحكومية من ضعف الإمكانيات ونقص التنظيم، ونقص عدد الأجهزة الخاصة بالأشعة والتحاليل، إضافة إلى اضطرار المرضى شراء بعض الدوات الطبية لعدم توافرها بالمستشفى.
أما الدكتور محمد.ع، طبيب بقسم طوارئ مستشفى امبابة فيؤكد أن العناية المركزة لا يوجد بها عدد كاف من السراير، ومعظم أجهزة العناية المركزة غير صالحة ومن الطبيعى أن يحصل المريض على خدمة طبية جيدة، ولكن معظم المستشفيات الحكومية الآن أصبحت تحتاج إلى دعم مادي واهتمام بالمكان وتفعيل مكافحة العدوى الذي ليس له أي أثر حتى الآن.
وفي مستشفى النيل للأورام بشبرا الخيمة، بداية من التلوث المحيط بالمستشفى وانتهاءً بتقصير القائمين على العمل من شتى النواحي، إذ تئن المستشفى من ضجيج محطة قطار شبرا الخيمة، وسوق الخضار المحيط بها فى مشهد مثير للدهشة، ولكن أين رئيس الحي من تلك المهزلة؟ بداية من القمامة التى تراكمت على جدران المستشفى.
وأما عن الإهتمام بالمرضى فهم يخرجون من غرف العمليات على غرف لا يتابعهم الأطباء، من أجل حتى متابعة حالتهم الصحية فى صورة بشعة لمدى إهمال المرضى، والأسوأ أنه لا توجد مقاعد للزائرين، فلأهالى يفترشون الأرض أثناء زياراتهم لأهاليهم في منظر أشبه بالحدائق والمنتزهات العامة.
وأما عن إحدى مريضات قسم الأورام، فقد اشتكت من إهمال الممرضات وعدم نظافة الحجرات، وعدم متابعة الأطباء للحالات وإعطاء الرشوات للممرضات.
أما عن أحد الأهالي الذين جاءوا لزيارة المريضة فقد اشتكت من عدم توافر بطاطين كافية، ولا كراسي وكل ممرضة تريدي في كل توقيت "فلوس"، كما أن دورات المياه غير صالحة آدميا، مضيفًا أنه طالب ببطانية زيادة إلا أن الممرضة لم تأذن لأن لكل مريض بطانية واحدة بس.
ويعد الإهمال الطبي الأبرز بين حوادث الإهمال في المستشفيات ومنها ما حدث مؤخرا إذ انقلب اتوبيس طلبة كلية الصيدلة الذين لم تتوافر لهم المسكنات والادوية اللازمة فى مستشفى شرم الشيخ الدولى، وتأخر الأطباء عن متابعتهم برغم الامكانيات الهائلة التى تتمتع بها المستشفى.
كل ذلك بالإضافة إلى إهمال طاقم التمريض أيضا فى مستشفى النيل للتأمين الصحى بالقليوبية، وغياب أطباء المتابعة لما بعد العمليات الجراحية، وغياب وحدات الغسيل الكلوى، وعدم الاهتمام بنظافة المستشفى العام.
كل ذلك يتضمن العنصر الفعال لتأهيل العنصر البشرى وتدريبه، ثم تطوير المستشفيات بما يطابق المواصفات العالمية، مرورا بغياب دور تفعيل مواجهة الأزمات في القطاع الصحي، وغياب المعايير العالمية لمكافحة العدوى داخل بعض المستشفيات متضمنا أجهزة التعقيم المركزي، والفحص الدوري للمنظومة الصحية داخل الأروقة الحكومية خاصة، من أجل رفع العبء عن كاهل المواطن أثناء تلقيه خدمة طبية مميزة داخل أروقة المستشفيات الحكومية.
كما يعيش مرضى الأورام بالفيوم معاناة حقيقية نتيجة عدم افتتاح مركز معتمد لعلاج الأورام، وانما تقتصر على الكشوفات والفحوصات، ثم يتجه بعد ذلك المرضى الى القاهرة لتلقى العلاج فورا، من أجل ذلك يسعى القائمون عليه لافتتاحه من أجل انقاذ المرضى بمحافظة الفيوم.
وفى السياق ذاته، قال محمد السيد الذي أصيب بسرطان القولون منذ نحو 20 يومًا، وتم إجراء الفحوصات بمستشفى الفيوم الجامعي التي أفادت بشأن جراحه عاجلة واستصدار قانون العلاج على نفقة الدولة، ثم اكتشفت فيما بعد أنه يجب على الذهاب للقاهرة لعدم توافر الإمكانيات اللازمة، لتبدأ بعدها رحلة كبيرة من الآلام والمعاناة والتي أنفقت خلالها ما يقرب من4 آلاف جنيهات فى تلك الرحلة الى القاهرة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
