فى تصاعد متتالي للأزمة الحالية بين مجلس النواب والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وافق البرلمان على تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد عيسى، بتهمة إهانة المجلس فى صحيفة المقال، حيث أكد رئيس المجلس على أن البرلمان يقدر الصحافة وحريتها، لكن الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى دأب على مهاجمة البرلمان بأحط الألفاظ.
وهاجم النواب خلال الجلسة العامة للبرلمان، عيسى بسبب ما وصفوه بأنه تطاول في حق رئيس المجلس وأعضاءه، إلى جانب تصريحاته ضد رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى مانشيت جريدة المقال، والتى تضمنت عبارات وصفها النواب بأنها جريمة فى حق الشعب المصرى والبرلمان.
وأكد النواب، على أن مجلس النواب يؤمن بالحرية الكاملة للصحافة، ولكن عندما يتطاول أحد على المجلس فهذا أمر مرفوض، وهذا لا يمثل نقدا ولا احتراما للبرلمان، ويمثل سبا وقذفا فى حقنا واستباحة لكل المحرمات.
ويعد إبراهيم عيسى أحد أكثر الصحفيين المصريين نشاطاً واحتجاجاً على ممارسات السلطة السياسية في مصر، ونتيجة لمواقفه أغلقت السلطات ثلاث صحف كان يرأس تحريرها كما صودرت إحدى رواياته "مقتل الرجل الكبير" وله أيضا رواية "أشباح وطنية".
اتهم عيسى من قبل بالسب والقذف والتحريض والإهانة والتطاول على رئيس الجمهورية هو والصحفية سحر زكي والمحامي سعيد عبد الله وذلك عندما كتبت الصحفية سحر مقالاً بجريدة الدستور تحت عنوان "مواطن من وراق العرب " يطالب بمحاكمة مبارك وأسرته ورد مبلغ 500 مليار جنيه قيمة القطاع العام والمعونات الخارجية.
وفي 26 يونيو 2006 حكم عليه بالسجن لمدة عام وكفالة 10 آلاف جنيه، غير أن محكمة الاستئناف خففت الحكم إلى غرامة تصل إلى 4000 جنيه.
كما حاكمته أجهزة الأمن المصرية بتهمة نشر أخبار كاذبة عن صحة رئيس الجمهورية، وصدر يوم 13 سبتمبر 2007 حكم ضده بالسجن سنة، وتمت إعادة محاكمته أمام دائرة أخرى والتي أصدرت في 28 سبتمبر 2008 حكمها عليه بالحبس لمدة شهرين، وكان الحكم مشمولاً بوجوبية النفاذ فسلّم نفسه للسلطات في نفس اليوم، ولكن الرئيس حسني مبارك أصدر قراراً جمهورياً بالعفو عنه في 6 أكتوبر 2008.
وترصد "أهل مصر" رحلة الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى من تأييد النظام إلى مواجهة النائب العام، وتشمل:-
_تأييد ثورة 30 يونيو
إبراهيم عيسى الكاتب الصحفي.. أحد الداعمين لثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أكثر المتحمسين للرئيس عبد الفتاح السيسى، وأحد أهم الأبواق الإعلامية للنظام الجديد ومن أكثر الإعلاميين والصحفيين تحمسًا ودفاعًا عن ترشح السيسى لرئاسة الجمهورية، ووضح ذلك من خلال اللقاء الإعلامى الذى أجراه الرئيس مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، الذى أٌذيع عبر عدد كبير من الفضائيات خلال فترة الدعاية الخاصة بالانتخابات الرئاسية.
_انتقاد المسؤولين
خلال فترة العام الأول من حكم الرئيس السيسى، كسر عيسى التقليد الذى كان يسير عليه من انتقاد رأس السلطة، فكان يوجه هجومًا لاذعًا للمسئولين بالدولة على رأسهم الحكومات المتعاقبة التى جاءت على مصر بداية من إبراهيم محلب، حتى شريف إسماعيل، بالإضافة إلى انتقاده القوى لأداء عدد كبير من الوزراء وذلك عبر برنامجه الذى كان يذاع عبر فضائية القاهرة والناس، بعنوان "مع إبراهيم عيسي", وعبر صحيفته "المقال".
_انتقاد الرئيس السيسي
فى عام الرئيس الثاني، أعلن عيسى التمرد على النظام والرئيس، وبدأ فى توجيه انتقادات لسياساته فى التعامل مع الأزمات، خاصة الاقتصادية والأمنية، وكانت آخر الأزمات التى كتبت شهادة اختفاء إبراهيم عيسى هو هجومه على قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالموافقة على التنازل عن تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية حيث كتب فى صدر صحيفته "المقال" مانشيت بعنوان "زيارة السيد الكفيل"، فى إشارة إلى زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الأخيرة للقاهرة.
_الهجوم على السعودية
حول الجريدة إلى منبر للهجوم على المملكة العربية السعودية، وعلى الفكر الوهابي، ووصف عبر برنامجه فترة حكم الرئيس السيسى لمصر بأنها "لا رابحة، ولا جاية، ولكنها واقفة فى الضل"، ووجه انتقادات لاذعة وحادة لمشروع قناة السويس الجديد، بعد عام من إنشائه مؤكدًا انه كان من باب أولى أن يتم الإنجاز فى مشروعات أهم من ذلك، وأنه كان هناك أولويات أخرى كانت بأهمية تساوى مشروع القناة، لم تشهد ما يشير إلى أننا ننجز أى تقدم، بل على العكس نعود فى بعضها إلى الوراء بسرعة مفرطة". على حد قوله.
_الهجوم على البرلمان
لم يكتف عيسى وهجومه إلى هذا الحد، بل وصل الأمر إلى هجوم عيسى على مجلس النواب، من خلال صحيفة المقال، حيث صدر مانشيت الصحيفة أمس الثلاثاء يقول فيه "أفضل فيلم كارتون: البرلمان"، وأن أفضل إخراج لجهاز الأمن الوطنى فى إخراجه للبرلمان المصرى والقنوات الفضائية"، وهو ما جعل مجلس النواب فى جلسته العامة، مناقشة الموضوع وإقرار إحالة إبراهيم عيسى إلى النائب العام بتهمة الإهانة والإساءة إلى مجلس النواب ونوابه.