"لماذا جاءت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى القاهرة؟".. سؤال أثير مؤخرا حول الهدف الرئيسي وغير المعلن من زيارة أقوى امرأة في العالم لمصر، وهناك تكهنات ومعلومات بدأت في التداول عن أن "اللاجئين" هو السبب الرئيسي الذى جعل ميركل تترك ألمانيا وتذهب إلى القاهرة ثم تونس بعدها.
المعلومات، التي أكدها سؤال لمراسلة ألمانية في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بين السيسي وميركل، حول إمكانية إقامة مخيمات للاجئين في مصر، تحدثت عن مقترح ألماني بإنشاء مصانع في مصر تستوعب هذه الأعداد من اللاجئين بتمويل من برلين.
وأكدت هذه المعلومات أيضا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض هذا المقترح.
وفي هذا السياق؛ يرصد "أهل مصر" آراء بعض الخبراء حول خطورة المقترح على الهوية المصرية.
مقترح "ميركل"
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن مصر هي محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، ويمكن التعويل عليها إيجابيًا في الاستقرار الإقليمي، ضاربة المثل بتوقيع الدولة المصرية لاتفاقية سلام مع إسرائيل منذ ما يقارب الـ40 عامًا.
وقدم المثال الذي ضربته المستشارة الألمانية مقاربة تعريفية لما تقصده بالاستقرار الإقليمي، حيث تحدثت صراحة عن دور مصري في إقرار حل الدولتين لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافةً إلى وضع حل للأوضاع المضطربة في ليبيا.
وبإضافة تصريح ميركل بشأن زيارتها إلى مصر، كشفت متحدثة بإسم وزارة الداخلية الألمانية عن محادثات مع القاهرة بشأن استقبال مصر لللاجئين والمهاجرين في ألمانيا، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، مقابل دعم مصر اقتصاديًا.
وتبحث الحكومة الألمانية جديًا في خطة جديدة، للتخلص من اللاجئين في أوروبا، وأوضحت الخطة الألمانية مقترح نقل اللاجئين إلى مصر، وإقامة معسكرات لهم، وتوفير الدعم اللازم لمصر لاستقبال اللاجئين بدلًا من ونزوحهم نحو أوروبا.
"السيسي" يرد
وردًا على مقترح "ميركل"، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مصر بها أكثر من 5 ملايين لاجئ يعاملون كالمصريين، معقبًا: "مصر مبتعملش معسكرات لاجئين".
وأوضح أن جميع اللاجئين فى مصر يعاملون كالمصريين، مشيرًا إلى أن جميع اللاجئين يعيشون بين المصريين وفى بيوتهم يأكلون من طعامهم دون أي تمييز.
خطورة أمنية وثقافية
ومن جانبه، أكد أحمد العناني، خبير العلاقات الدولية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن مقترح "ميركل" بنقل لاجئين أوروبا إلى مصر سيكون له خطورة على الهوية والثقافة المصرية من منظور ثقافي ومن منظور أمني أيضًا، موضحًا أنه هناك عناصر تحارب في صفوف داعش من جنسيات مختلفة، ومن الممكن أن تخترق مصر عن طريق اللاجئين وتنقل الأوضاع داخل دول كـ"ليبيا وسوريا" وغيرها إلى مصر.
وأضاف العناني، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الوضع في ألمانيا يختلف كثيرًا عن مصر، وأنها لا تعلم طبيعة الوضع الأمني في مصرـ لافتًا إلى أنه عندما تتكون لها رؤية أمنية عن الوضع الأمني في مصر سيكون هناك تغير في رأيها خاصةً وان الموضوع كان مجرد طرح.
وتابع العناني، إن "ميركل" نفسها مهددة بالهزيمة في الانتخابات الألمانية القادمة بسبب اعتراض المعارضة في ألمانيا عليها وعلى حزبها الحزل المسيحي الحر بسبب استقبالها للاجئين.
ستقضي على الهوية المصرية
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور طارق عبد الوهاب، خبير العلاقات الدولية، أن مقترح "ميركل" بتجهيز مصر لاستقبال اللاجئين، يشكل خطورة كبيرة على الوضع الديمغرافي في مصر، موضحًا أن رد الرئيس السيسي على هذا المقترح كان كافيًا.
وأضاف عبد الوهاب، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن مقترح "ميركل" سيقضى على الهوية المصرية حال تنفيذه، موضحًا أن إقامة معسكرت للسوريين في مصر، سيؤدي إلى انصهار الهوية السورية في الهوية المصرية عن طريق النسب والزواج، مما سيؤدي إلى تغيير الطبيعة الديموغرافية للدولةالمصرية وانهيار الهوية المصرية والثقافية.
وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن مقترح "ميركل" جاء تنفيذًا لمخطط الدول الأوروبية بحل مشكلة اللاجئين على حساب الدول العربية، والقضاء على هوية الدول العربية وأهمها مصر باعتبارها الدولة الوحيدة التي تتمتح باستقرار أمني حتى الآن.