انتخابات الرئاسة الفرنسية ما بين اليمين المتطرف وإلى الأمام

ينتظر الفرنسيون، سباق الانتخابات الرئاسية 2017 على صفيح ساخن، لاختيار الرئيس الحادي عشر للجمهورية الخامسة لدخول قصر الإليزيه، حيث أعلن الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند يوم 1 ديسمبر 2016 عدم ترشحه لولاية ثانية.

من المزمع إقامة الجولة الأولى من الإنتخابات في 23 من أبريل 2017 وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية المطلقة، تقام جولة أخيرة بين المُرشحَيْن الأكثر أصوات في 7 مايو 2017.

تستبعد استطلاعات الرأي فوز أي المرشحين من الجولة الأولى، وتشير الاستطلاعات للتقارب الشديد بين مرشح حزب الجمهوريون اليميني فرنسوا فيون ومرشح حزب إلى الأمام! إيمانويل ماكرون، واحداهما سينافس مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان المتوقع وصولها للجولة الثانية من التصويت.

ومن أبرز المرشيحن للرئاسة

فرانسوا شارب أماند فيون

عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، على الرغم من تمتعه من الحصانة البرلمانية يواجه "فيون" وزوجته "بينيلوب"، التحقيق في قضية وظائف وهمية استفادت منها قرينته وأفراد من عائلته، فهل يمكن أن تحميه حصانته البرلمانية من الملاحقة القانونية!!؟ بعد أن أعلن "جوبيه" استعداده التام للترشح بدلًا منه في حال انسحابه

ويملك (فيون) مشروعا لبيراليًا على الصعيد الاقتصادي يشمل إلغاء حوالي نصف مليون وظيفة وخفضًا في المساعدات الاجتماعية وتقليص النفقات الحكومية وانتخب فيون.

وعلى المستوى الأمن الداخلي، دعا فيون إلى ضخ 12 مليار يورو لتعزيز إمكانيات الشرطة الفرنسية والدفاع والعدل، كوسيلة قوية للدفاع عن فرنسا، وكشف عن رغبته في منع عودة من وصفهم "بالجهاديين" إلى فرنسا وإبعاد الأجانب الذين "ينتمون للمنظمات الإرهابية"، في الوقت نفسه رفض الدعوات التي تطالب بمنع ارتداء الرموز الدينية في الشوارع الفرنسية، " كالحجاب فى الاسلام"، كما دعا إلى إعطاء سلطة أكبر للدول في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي.

مارلين لوبان

تحذر السياسية الفرنسية البالغة من العمر 48 عامًا وهي زعيمة حزب الجبهة الوطنية، ونجلة الزعيم اليميني المتطرف "جون ماري لوبان" الذى يعتبر مؤسس الجبهة نفسها، من خطر الاسلام على فرنسا فى برنامجها الانتخابي

ولدت مارين فـ الخامس من أغسطس 1968 بمدينة نوبي سوغ وهي واحدة من ثلاث بنات، وبدأت العمل بالمحاماة في عام 1992، كما تم انتخابها فى عام 2012 رئيسة لحزب الجبهة الوطنية حيث حصدت مارين أكثر من 18% من أصوات الناخبين فى الدور الأول.

واستمرت الأزمات تلاحق مارين لوبان بعد ان ذكرت في الكثير من خطاباتها انها لاترفض الهجرة كظاهرة وأنها ترحب بالمهاجرين ولكن بشرط أن يندمج المهاجرين في الثقافة الفرنسية، أما الثانية وهي تحذيرها من خطر الاسلام الذى تعتقد أنه يهدد الثقافة الفرنسية على حد تعبيرها.

وتم رفع الحصانة عنها من قبل البرلمان الأوروبى بعد أن نشرت صور لجرائم تنظيم داعش حيث صوت أعضاء البرلمان الأوروبي لصالح قرار رفع الحصانة البرلمانية عن مرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبان" إثر طلب قضائي بعد أن نشرت صور لجرائم تنظيم داعش على صفحة في "تويتر"، احتجاجًا على "المقارنة المشينة" التي قام بها، الصحافي "جان جاك بوردان" على شبكتي "بي إف أم تي في" و"راديو مونتي كارلو" بين المجموعة الجهادية والجبهة الوطني.

وتضمن برنامج لوبان على أنها فى حالة فوزها سوف تسعى على الفور إلى إصلاح شامل للاتحاد يفضي إلى تقليصه إلى كيان تعاوني بين الدول، دون عملة موحدة وحدود، موضحةً أنه حال رفض شركاء فرنسا في الاتحاد، ستدعو لوبان إلى استفتاء للخروج من التكتل.

إيمانويل ماكرون

سياسي ومصرفي فرنسي سابق، ولد إيمانويل ماكرون في 21 ديسمبركانون الأول 1977، التحق بمعهد العلوم السياسية بباريس، وتخرج فيه بشهادة وهو في سن 24 عام 2001، ثم درس في المعهد الوطني للإدارة في ستراسبورغ (2002-2004).

بعد انكسار البيضة على جبينه من قبل مجهول خلال تصريحات أدلى بها أثناء مشاركته في أعمال معرض خاص بالزراعة بالعاصمة باريس، اقترح ماكرون، حلولًا للمشاكل الملحة والتي تريد بحثًا، لكن عندما تختلف الآراء حول بعض القضايا، يبدأ البعض بإلقاء البيض، وهذا جزء من الحياة السياسية في فرنسا التي كانت دائمًا كذلك.

وفي عام 2012 دخل قصر الإليزية، حيث تولى بعض المناصب مثل أمين عام قصر الإليزيه ووزير الاقتصاد.

ويتبع ماكرون الفكر الليبرالي في الاقتصاد وهو ما يظهر في مشروع "تكافؤ الفرص وتنشيط النمو" الذي قدمه للحكومة في عهد رئيس الوزراء مانويل فالس الذي يضم جملة من القرارات الاقتصادية الجديدة لإعطاء انتعاش جديد للاقتصاد الفرنسي وحل مشكلة البطالة.

كما شغل منصب وزيرًا للاقتصاد في عهد الرئيس هولاند في عام 2014 دون ان يكون عضو في الحزب الاشتراكي بعد ان انسحب منه ودون ان ينتخب لآى مقعد حيث التقى ماكرون والرئيس هولاند في عام 2006 ودعم ماكرون الرئيس فى ترشح انتخابات الحزب الأشتراكى.

وفي مطلع أبريل 2016 أسس ماكرون في خطوة مفاجئة حركته السياسية "إلى الأمام"، مؤكدًا أنها "لا يمينية ولا يسارية"، مما أثار تكهنات بشأن طموحاته الرئاسية لانتخابات 2017، وجمعت الحركة بحسب أوساط ماكرون هبات بقيمة 2.8 مليون يورو.

وفي المقابل، وبعد أن كشف عن طموحاته السياسية، أصبح ماكرون منبوذا من قسم من اليسار الذي بات يرى فيه تجسيدا للتحول الاشتراكي الليبرالي للسلطة التنفيذية.

وفي 16 نوفمبر 2016، أعلن ماكرون ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017.

ومن أهم الأزمات التي واجهة حملة ماكرون الانتخابية مؤخرًا، تعرض موقع حملته لـهجمات متكررة من قراصنة يأتي الكثير منها من أوكرانيا، وندد بهجمات تشنها عليه وسيلتا "إعلام روسيتان" هما سبوتنيك وروسيا اليوم"، على حد قوله.

كما قال أيضًا في حديث له الجمعة، إن "الانتخابات ليست مزورة لكننا تعرضنا لهجمات متكررة ومتعددة من قراصنة على موقعنا الإلكتروني والعديد منها آتية بحسب شبهات قوية من أوكرانيا".

وتابع "أود الإشارة إلى أن العديد من المواقع مثل سبوتنيك أو روسيا اليوم حيث هناك الكثير من الصحافيين الفرنسيين ذوي التوجه السياسي الواضح شنت هجمات من خلال إما نشر شائعات أو التشهير لا تمت إلى الصحافة بل إلى أسوأ أنواع صحافة الرأي".

وجاء رأي ماكرون عكس رأي المرشحين الآخرين بالنسبة لفكرة الهجرة حيث وعد بأن "لا يكون هناك منبوذون ومنسيون في فرنسا"، واعتبر أن "العالم اليوم أمام مرحلة تتسم بالهجرات الجماعية، وعلينا الاستعداد للمزيد من تلك الهجرات"، في إشارة إلى موجة الهجرات التي اجتاحت أوروبا خلال الخمس سنوات الأخيرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً