قالت السفيرة مرفت التلاوي المدير العام لمنظمة المرأة العربية، إن المراة تسجل حضورا ضعيفا في مجال تقلد الوظائف في المناصب الإدارية العليا في الشركات بما يشمل منصب المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة ورئيس مجلس الإدارة، فلا يتعدى متوسط عدد النساء اللائي يعملن مديرا تنفيذيا في الشركات في منطقة الشرق الأوسط 13% وتقل النسبة إلى 7% فيما يتعلق بمنصب رئيس مجلس الإدارة.
وأرجعت التلاوي الأمر، إلى عوامل ثقافية في الأغلب تعتبر المرأة أقل قدرة على الإدراة وهو يتنافى مع ماتوصلت إليه دراسات حديثة في مجال الإدارة من وجود ارتباط إيجابي بين تمثل المرأة في مناصب الإدارة العليا وتحسن أداء الشركة.
وأشارت في كلمتها في الملتقى الذي يحمل عنوان "تمكين المرأة في القطاع المالي والمصرفي" والذي عقد برعاية وحضور معالى الأستاذ جان اوغاسبيان وزير الدولة اللبناني لشئون المرأة وذلك يوم 3 مارس 2017 ببيروت، أن التمكين الاقتصادي للمرأة يعنى منح المرأة القدرة على التحكم في حياتها والقدرة على اتخاذ القرارات الخاصة بها وبأسرتها، وأن هذا التمكين لا يعنى فحسب إدخال المرأة إلى سوق العمل وإنما يرتبط بأمور أخرى مثل شروط دخولها السوق ونوع العمل والإطار القانوني الناظم لعملها ودرجة الحماية المتوفرة لها وقدرة المرأة على تملك الأصول والتصرف فيها ومدى المساواة بينها وبين الرجل في الحقوق والأعباء.. إلخ.
وأضافت أن حضور المرأة في مجال العمل الحر سيظل أقل بكثير من الرجل، وذلك لأسباب كثيرة على رأسها القيود الاجتماعية والثقافية، وافتقار المرأة إلى الدعم الذي تحتاجه في شكل برامج للقروض تناسب ظروفها وسياسات لحمايتها.
وأكدت أن المرأة تتواجد بشكل أكبر في القطاع الحكومي بنسب تصل إلى النصف وأكثر، وذلك في دول عربية كثيرة مثل مصر والمغرب والجزائر والبحرين وغيرها، وذلك لأن القطاع الحكومي نسبيا هو الذي يقدم الشروط الأقل تعقيدا بالنسبة للمرأة ومسئوليتها الاجتماعية.
لم تتحدث تلاوي فحسب عن حسن استثمار المرأة المواطنة بل تحدثت أيضا عن المرأة اللاجئة وأعربت عن صادق التعاطف مع سائر اللاجئات والنازحات العربيات اللاتي يخضن ظروفا انسانية صعبة، ووجهت الشكر والتقدير العميق للبنان حكومة وشعبا التى طبقت نظام تحويل اللاجي من عبء ثقيل على الدولة إلى فاعل منتج يفيد نفسه والمجتمع الذي يستضيفه حيث أن لبنان تستضيف عدد كبير من اللاجئين السوريين حيث يشكلون نحو ربع عدد المواطنين ويشاركونهم موارد الدولة المحدودة.
وتتطرقت إلى أن العالم اليوم يطرح أجندة التنمية المستدامة كإطار للعمل الدولي حتى عام 2030 وأن منظمة المرأة العربية أولت اهتماما كبيرا لإبراز الارتباط الوثيق بين المرأة والتنمية من المستدامة حيث عقدت المنظمة مؤتمرا موسعا في هذا الشأن في نوفمبر 2015 قدمت فيه 24 ورقة علمية ناقشت الأبعاد المختلفة لعلاقة المرأة بالتنمية ووضعت مؤشرات تضمن حضور المرأة كفاعل لتنفيذ التنمية المستدامة.
وفي ختام كلمتها دعت إلى تفعيل الإمكانات الكامنة لدى المرأة وتحويلها من الضحية الأكبر في مجتماعتنا إلى الفاعل الأهم في مواجهة كل هذه التحديات، حيث أن المرأة المثقفة والأديبة والأكاديمية والإعلامية قادرة على إنتاج خطاب جديد مستنير يناهض الثقافة المجتمعية الرجعية ويؤكد على مكانة النساء وأدوارهن والأدوار الجديدة التى يمكن أن يقمن بها في مواجهة التحديات، كما أن المرأة الأم تستطيع أن تنشيء أبناءها على قيم الإنتماء وحب الوطن والتسامح وتقبل الآخر ونبذ العنف والإرهاب وعلى المرأة في الميدان التربوي والإعلامي عليها أن تبث الأفكار الإيجابية التى تحارب المظاهر السلبية وتكشف وتهدم الأفكار الرجعية التى ليس لها أي سند ديني أو أخلاقي إلا المصالح المادية الرخيصة والنزعات النفسية المريضة.