وادى الريان وشلالاته ضحية إهمال "البيئة " أصبح مستنقع للغربان وهاجرتها طبيعته المعروفة لا نرى الرمال الصفراء ولا غزال شارد الآن، وتحولت صخوره إلى منزلقات بفعل الطحالب الخضراء التى تراكمت بكثافة عند مصب الشلال، كان يعرف خمسة شلالات مائية في قلب صحراء محمية وادي الريان بالفيوم.
وادى الريان وشلالات
يقع منخفض وادى الريان على عمق 60 مترا تحت سطح البحر ويمثل الجزء الجنوبى الغربى من الفيوم، وهو منخفض عميق من الحجر الجيرى الأيوسينى، ويحتل مساحة إجمالية إلى 1759 كم مربع، يرجع تاريخ إنشائها أوائل السبعينيات من القرن العشرين وتم تحويل مياه بحيرة قارون إلى هذا المنخفض فتكونت البحيرة العليا، واتجهت منها المياه إلى البحيرة الصغرى السفلى أو الكبرى، مكونة منظر بديع وشلالات رائعة فتكونت البحيرة السفلى التى تبلغ مساحتها 113 كم مربع.
أدى تكون البحيرتان إلى تغير شكل الحياة والبيئة الجغرافية التى أصبحت بيئة صالحة للنمو وانتشار أنواع مختلفة من النباتات والطيور المهاجرة، وتم إعلان المنطقة كمحمية عام 1989 بهدف حماية البيئة الطبيعية فيها والعمل على تحقيق معدل النمو السياحى.
طبيعة المحمية
يوجد بمحمية وادي الريان كساء نباتي يمد الحيوانات بالمأكل والمأوى، وتوجد مياه جوفية تبعث الحياة لتلك الحيوانات على مدار العام، وتوجد بالمحمية أربع عيون طبيعية ومسطحات مائية واسعة، وحياة نباتية مختلفة، حيث تتميز منطقة العيون بوجود مجموعات من النباتات الصحراوية بالمنطقة، أهمها نبات نخيل البلح، والرطريط الأبيض، والسمار “السعد”، والغاب، والعاقول، والغردق، والحلفا، والرسو، وتتغذى هذة النباتات على مياه العيون الطبيعية.
وتوجد أنواع مختلفة من الطيور المقيمة والمهاجرة كالصقر الحر، وحمراى، كيش، خضارى، شرشيرشتوى، بشاروش، بلشون رمادى، بلشون أبيض، بكاشين، نكات، نورس قرقطى، مطوق أبو الرؤوس، ومن الطيور البادية فرخة سلطانية. ويشير أستاذ علم النبات أن وادي الريان يصرف فيه حوالي ثلث مياه الصرف الزراعي بالفيوم من مصرف الوادي، عن طريق قناة مكشوفة طولها حوالي 9 كيلو مترات، ثم نفق بطول 8.5 كيلو متر مربع، وقطر 3 كيلو مترات، لتخفيف ضغط مياه الصرف الزراعي على بحيرة قارون.
كيف تعمل شلالات الريان
قال عصام السعداوي، باحث بيئي ونائب مدير المحمية أن البحيرتين تكونتا عام 1973، وأصلها من مياه النيل التي تغذي فرع بحر يوسف ويتفرع منه قنايا لري الأرض الزراعية، ثم يتجمع فائض مياه الصرف الزراعي من القنايا، ليصب فيما يعرف ببحر المشروع وهو عبارة عن قناة تمتد لمسافة 13 كم فوق الارض، و8 كم داخل نفق، ومنه تكونت بحيرة وادي الربان العليا، التي يمر ماؤها على منطقة الشلالات، ومن ثم تتساقط مع اختلاف ارتفاع طبقات الارض، لتتكون البحيرة السفلى،
أهمال وادى الريان
نقص المساحة
قال أيمن سالم، مدير المحمية، أن البحيرة التي تغذي الشلالات، قد تراجع حجمها بسبب التعديات الزراعية المحيطة بها، حيث تستهلك الزراعات كميات كبيرة من مياهها
وضع يد على إرضي المحمية
أضاف مدير المحمية إن عقب الثورة بدأ الفلاحون يتسرب من القرى المجاورة للمحمية، يزرعون محاصيل مختلفة، بعد أن وضعوا أيديهم على الأرض المحيطة بالبحيرة
صعوبة فرض السيطرة
ومع المساحة الشاسعة للمحمية" 1759 كم مربع"،كان من الصعب إحكام السيطرة، ووصل حجم التعديات إلى ألفي فدان، وصدرت ضدهم أحكام قضائية وإلزامهم بإزالة التعديات، لكن بسبب صعوبة الظروف الامنية خلال السنوات الاخيرة وعدم تفرغ الشرطة، تم التمكن فقط من إزالة 850 فدانًا.
الطحالب تؤدى بحياة البعض
حيث تحويله صخورها لمنزلقات تؤدى بحياة بعض الشباب الذين يهون التفاعل مع الطبيعة فيخونهم التقدير بالوقوف داخل الشلالات ومع تحركهم ينزلقوا بفعل الطحالب الخضراء التى تراكمت بكثافة عند مصب الشلال.
لم يتوقف الحال عند هذه الطحالب ولكن فى حال لا قدر الله سقوط أحد الشباب فيكون مصيره الموت فورا إما بفعل الاصطدام بالصخور أو لأنه لن يجد من ينقذ حياته، فلا يوجد غواصون للحالات الطارئة أو للإنقاذ.
اختفاء الاسماك
أن هناك المشكلات التي تواجه الأسماك الموجودة بالريان حاليا هي نقل الزريعة ووضعها في أماكن غير مناسبة، لأنه توجد أسماك ضخمة تأكل الزريعة فتؤثر عليها والإشراف على العملية التنظيمية والمسطحات ليس بالشكل الصحيح، وبدأت الأسماك تتحول من مرحلة إلى مرحله أخرى بسبب بدء تملح المياه الذي ينتج عن زيادة نسبة البخر وسحب المزارع السمكية الكثير من المياه، فبدأت نسبة الملوحة تزيد في المسطح الثالث بنسبة 5 أو 6 %.
وتؤدي زيادة نسبة الملوحة إلى اختفاء أنواع من الأسماك مثل سمك القرموط، وبعض الأسماك النيلية كالبلطي النيلي والأبيض التي لا تناسبها المياه المالحة على الإطلاق، وكلما زادت الملوحة اختفت أسماك المياه العذبة.