كشفت صحيفة "مديكال نيوز توداي" الفرق بين مصطلحي فيروس نقص المناعة المكتسبة "HIV" ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة "AIDS"، مؤكدة أنهما ليسا مرضًا واحدًا.
وقالت الصحيفة إن فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV من الفيروسات التي تهاجم أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، تسمى خلايا عنقود التمايز 4 (CD4) في الجهاز المناعي للجسم.
ويعمل على تقليل قدرة الجسم على مقاومة العدوى والأمراض، وبالرغم من قدرة جسم الإنسان على مقاومة العديد من الفيروسات الأخرى، إلا أنه لا يمكنه التخلص من فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV إذا انكمش.
بينما تعتبر متلازمة نقص المناعة المكتسبة AIDS من الحالات التي من الممكن أن تتطور بعد إصابة الشخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV.
وهذا يعني أنه يمكن أن يُصاب الشخص بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV دون أن يتطور إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة AIDS، ولكن ليس ممكنًا الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة AIDS دون الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV أولًا.
وقالت ليس بالضرورة أن يتطور فيروس نقص المناعة المكتسبة "HIV" إلى متلازمة نقص المناعة المكتسبة "AIDS"، ومع ذلك فمن الضروري وضع برنامج علاجي مناسب للحد من هذا التطور أو إيقافه.
وإذا لم يُعالج، يستمر فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV في تدمير الجهاز المناعي ويُزيد من خطورة تطور العدوى الانتهازية والتي قد تتطور إلى:
السرطانات: مثل سرطان عنق الرحم الغروي، وسرطان الرئة، وساركوما كابوسي، وسرطان اللمفوما.
داء المبيضات: عدوى فطرية تصيب الفم أو الحلق أو المهبل.
فيروس مضخم للخلايا: عدوى فيروسية يمكن أن تتسبب في العمى.
ذات الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية: من الأشكال الفطرية لذات الرئة، التي قد تكون قاتلة.
داء المقوسات: عدوى طفيلية تصيب المخ.
السل: عدوى بكتيرية تصيب الرئة.
الإيدز: المرحلة الثالثة من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV
ويعتبر الإيدز وفقًا للصحيفة هو المرحلة النهائية من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة HIV، وقد جرى تشخيصه بناءً على عدد خلايا عنقود التمايز 4 (CD4)، أو تطور نوعٍ أو أكثر من العدوى الانتهازية.
إذ يتراوح عدد خلايا عنقود التمايز 4 (CD4) في الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة بين 500 إلى 1600 خلية في كل مم3 من الدم (خلايا مم3).
ووفقًا لموقع AIDS.gov، فإن هؤلاء المصابين بفيروس HIV ظهرت لديهم أعراض الإيدز عندما انخفض عدد خلايا عنقود التمايز 4 CD4 إلى أقل من 200 خلية في كل مم3.
أسباب الإصابة بفيروس HIV ومتلازمة AIDS
يُعتقد أن الفيروس ظهر أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في غرب ووسط إفريقيا، ويفترض العلماء أن الشكل الأولي للفيروس انتقل إلى البشر الذين قاموا بقتل وتناول الكائنات المصابة.
وانتقل فيروس HIV بين البشر عن طريق نقل الدم، كما يمكن للفيروس أن ينتشر من خلال:
- الاتصال الجنسي: يُعتبر مرض الإيدز في المقام الأول من الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس، فينتقل فيروس HIV من شخص لآخر عن طريق الاتصال الجنسي الفموي والشرجي والمهبلي.
- الحمل والولادة: ربما تنقل الأم المصابة بفيروس HIV أو الإيدز الفيروس إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة أو حتى من خلال الرضاعة.
- عملية نقل الدم: على الرغم من أن فيروس HIV يمكن أن ينتقل خلال عملية نقل الدم، فإن الخطر محدود للغاية في الدول المتقدمة نظرًا لأنظمة الفحص الشامل.
- استخدام الحقن والإبر: قد ينتشر المرض بين متعاطي المخدرات الذين يتشاركون الحقن مع الآخرين، كما يعتبر الأشخاص الذين يقومون بعمل الوشم والثقوب في أجسامهم في خطر متزايد أيضًا إذا لم تكن الإبر نظيفة بالشكل المناسب.
علاج فيروس HIV ومتلازمة AIDS
تشير خطط العلاج المناسبة والتدخل المبكر إلى أن هؤلاء المصابين بفيروس HIV يمكنهم الاستمتاع بحياة جيدة نسبيًا، إلا أنه بدون علاج، يعيش هؤلاء الذين جرى تشخيصهم بـAIDS لمدة ثلاث سنوات إجمالًا، وإذا تطور أحد الأمراض الانتهازية ولم يجر العلاج، ينخفض المتوسط العمري إلى 12 شهرًا.
فيما يتكون علاج فيروس نقص المناعة المكتسبة HIV ومتلازمة نقص المناعة المكتسبة AIDS في المقام الأول من الأدوية، ومن ضمنها:
وقاية ما بعد التعرض (PEP)
يعتبر هذا ضمن العلاج الطارئ الذي يهدف إلى تقليل احتمالية الإصابة بفيروس HIV، ولكي يكون مفعوله أكيدًا، يجب تناوله في غضون 72 ساعة من التعرض وإكمال البرنامج العلاجي الذي يستمر لمدة 28 يومًا.
وتقدر منظمة الصحة العالمية WHO تقليل PEP من خطورة الإصابة بفيروس HIV بنسبة تزيد على 80%.
العلاج المضاد للفيروسات (ART)
يوصف للأشخاص المصابين بفيروس HIV أو مرض الإيدز عقاقير علاجية عالية الفعالية ضد فيروسات النسخ العكسي (HAART) للمساعدة على الحد من تطور فيروس HIV. وقد جرى تعديل هذا الدواء ليتناسب مع كل فرد، فيما يجب تناوله مدى الحياة.
الوقاية من فيروس HIV
يمكن اتخاذ العديد من الخطوات للوقاية من انكماش فيروس HIV. ومن ضمن هذه الخطوات:
- تجنب استخدام الإبر بشكل متبادل: ولا بد أيضًا من التأكد أن الإبر التي تستخدم بالمستشفيات أو العيادات الخاصة جديدة ولم يسبق استخدامها.
- اتخاذ خطوات محددة أثناء الحمل: يمكن تقليل خطر انتقال فيروس HIV من الأم إلى طفلها عن طريق أدوية فيروس HIV. أو من خلال الولادة القيصرية، وكذلك الرضاعة الصناعية بدلًا من الطبيعية.
- استخدام الواقي الذكري: نظرًا لأن فيروس HIV يمكن أن ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي دون حماية، إذًا يمكن لاستخدام الواقي الذكري أن يقلل من خطورة انتقال الفيروس.
- تقليل التعرض لسوائل الجسم: يجب على عمال الرعاية الصحية استخدام القفازات والأقنعة وأشكال الحماية الأخرى للحد من خطورة التعامل مع الدم المصاب بفيروس HIV. كما يقلل غسل الجسم جيدًا وبشكل منتظم بعد التعامل مع سوائل الجسم من هذا الخطر.
ويمكن لهؤلاء الذين جرى تشخيصهم على أنهم مصابون بفيروس "HIV" الحد من الفيروس أو إيقاف تطوره كي لا يصل إلى مرحلة الإيدز، من خلال اتباع خطة العلاج التي يضعها الطبيب الخاص بهم، وتفادي التعرض لأي عدوى أخرى، والاستمرار في أسلوب حياة صحيٍّ لتعزيز جهازهم المناعي.