يتنقل جنود عراقيون في زورق داخل بحيرة صناعية لاقامة جسر باشراف مدربين اميركيين يواصلون اصدار توجيهات لمنحهم خبرة ومهارة يقدموا من خلالها دورا اساسيا لتحقيق النصر خلال الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وتتنقل قوارب معدنية خضراء اللون يقودها جنود عراقيين ليصلوا قطع جسر عائمة ببعضها البعض داخل البحيرة التي تمتد في قاعدة التاجي العسكرية الى الشمال من بغداد.
ينتشر غالبية مقاتلو "كتيبة التجسير" الوحيدة التي تتولى مهمة نصب جسور عائمة في الجيش العراقي، حاليا في الموصل حيث تشن القوات العراقية معركة لاستعادة ثاني مدن البلاد.
ونفذ عناصر هذه الكتيبة، مهمات متعددة من قبل خلال مواجهات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في مناطق متفرقة في العراق.
يعود استخدام الجسور العائمة كما كان يحصل لربط ضفتي نهر دجلة في بغداد على وجه الخصوص الى العصر العباسي واستمر استخدامها حتى بداية القرن الماضي.
وقال النقيب علي رعد من كتيبة التجسير في الجيش العراقي، لفرانس برس "شاركت قواتنا في العديد من المعارك من خلال نصب جسور عائمة لدعم القوات العراقية في محاربة داعش ". واشار الى "تنفيذ مهام في محافظات الانبار وصلاح الدين والان هي معركة الموصل" ثاني اكبر مدن العراق سيطر عليها الجهاديين في يونيو 2014.
واكد الضابط ان "اكثر من 350 مقاتل من كتيبة التجسير يتواجدون حاليا في الموصل".
ويمثل ربط جانبي مدينة الموصل التي يقطعها نهر دجلة، تحديا كبيرا امام القوات العراقية لتأمين عبور قوات الامن الى الجانب الغربي من المدينة، بعد ان دمرت جميع الجسور التي تربط ضفتي المدينة خلال معارك ضد الجهاديين في الفترة الماضية.
سيطرت القوات الامنية قبل ايام على موقع جسر واحد فقط ، يقع في القسم الجنوبي من الموصل، فيما يعد نصب جسور العائمة امرا اساسيا لتنقل ودعم القوات حاليا.
وتمكنت القوات العراقية من استعادة الجانب الشرقي من الموصل ، لكن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على القسم الاخر من المدينة والذي يعد اصغر مساحة لكنه اكثر اكتظاظا .
خلال التدريب، يستخدم الجنود زورقين لتحريك قطع الجسر لجمعها ثم تثبتها بمساعدة اذرع معدنية تؤمن قفل التوصيلات التي تربط هذه القطع.
وقال السرجنت مايكل مكونهي احد الجنود الاميركيين المشرفين على التدريب، إن الجنود يتعلمون خلال التدريب "قيادة (توجيه) الجسور النقالة والعمل على الزوارق اضافة الى بناء الجسر العائم".
ويتولى جنود اميركيين الاشراف على سير التدريب في هذا المعسكر، فيما شاركت قوات بريطانية في اجراء تدريبات مماثلة في مواقع اخرى.
وأضاف مكونهي "حاليا، هناك 90 (جندي عراقي) تم تدريبهم فعليا واصبحوا ومتقنين، اضافة الى هؤلاء ال25 ، ليكون هناك اكثر من 100 (جنديا) جاهزين لانجاز مهام الجسور " العائمة.
واشار السرجنت الى ان الجسر بامكانه تحمل "دبابة على ظهر شاحنة ،ويمكن ان يؤمن عبور اثقل مركبة لدينا".
وقطع الجسر والزوارق والشاحنات والمعدات المستخدمة في بناء الجسور التي يتدرب عليها الجنود، هي ذاتها التي تستخدم من قبل الجيش الاميركي، وفقا للنقيب علي.
لعبت الجسور العائمة التي يتم نصبها بشكل سريع دورا مهما في معارك استعادة السيطرة على مناطق متعددة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي اجتاح مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد بعد هجوم شرس عام 2014.
وقام الجهاديين بتفجير حافلة مفخخة ومرة اخرى من خلال زورق مفخخ، خلال عام واحد لتدمير جسرين في بلدة الضلوعية، الى الشمال من بغداد، التي تمكنت قوات العشائر هناك من حمايتها ومنع الجهاديين من السيطرة عليها.
بين الكادر التدريبي في معسكر التاجي، رئيس عرفاء حيدر كاظم (30 عاما) احد جنود كتيبة التجسير اصيب بجروح بليغة في بطنه خلال انشاء جسر عائم على نهر الضلوعية.
واستذكر كاظم صاحب البشرة السمراء والبنية الممتلئة، قائلا ان "اصعب مهمة شاركت فيها كانت في محافظة صلاح الدين، كان النهر منخفض والمسلحين في منطقة مرتفعة" وتابع "قدمنا شهيد و خمسة جرحى (انذاك)، وتمكنا من نصب جسر وعبرت قواتنا وانتصرت عليهم".
واكد ان كل الجسور "اساسية لتأمين الدعم اللوجستي ومساندة القوات خلال المعارك".
واطلقت القوات العراقية في 17 اكتوبر، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية واسعة لاستعادة الموصل اخر اكبر معقل للجهاديين في البلاد.