"السياحة" ترفع أسعار تذاكر المناطق الأثرية للأجانب.. وخبراء: "قرار غير مدروس"

صورة ارشيفية

ظلت مصر تعانى فترة طويلة من ركود السياحة وهذا أثر بشكل سلبى على الاقتصاد المصرى الذى يسعى المسئولين إلى إنعاشه فى الفترة الحالية، وفقد مجال السياحة المصرية كثيرًا من محبيه وزواره بعد ثورة الـ 25 يناير 2011 وعزوف الكثير من الدول عن السماح لأبنائها بالقدوم إلى مصر بغرض السياحة نظرا لأن مصر فى هذا الوقت كانت تعمل على إعادة الأمن والأمان إلى أرضها مرة أخرى عقب كل ما حدث الفترة السابقة، هذا بجانب معاناتها من عدم الاستقرار السياسي.

حملات ترويجية

وفى الآونة الأخيرة أصبح المسئولين يسعون بشكل كبير وملحوظ إلى تشجيع السياح من كافة الدول للرجوع إلى مصر مرة أخرى، وذلك من خلال عدة حملات ترويجية للمناطق السياحية التى تتمتع بها مصر، وأكبر حدث فى مجال تنشيط السياحة هو قدوم اللاعب العالمى "ميسى" إلى مصر خلال مؤتمر حول علاج فيرس سي الجديد، وكان لهذا المؤتمر نتائج كبيرة فى تنشيط السياحة.

تنشيط السياحة

وتظهر نتائج هذا الحدث سريعا بقدوم الفنان العالمى "ويل سميث" لزيارة الأهرامات وقام بالفعل بزيارة الهرم الأكبر ومنطقة البانوراما، وهذا من دوره أن يشجع الجنسيات المختلفة على زيارة مصر بهدف السياحة والاستمتاع بالمناطق الأثرية وسط أمان مصر.

زيادة أسعار التذاكر

ولكن بعد هذه الإجراءات التى أثرت بشكل واضح فى مجال السياحة المصرية وبدأت مصر فى استقبال السياح، يخرج المجلس الأعلى للآثار بقرار زيادة أسعار تذاكر المواقع الأثرية والمتاحف للأجانب على أن تطبق اعتبارًا من أكتوبر المقبل، الذى من دوره يمكن أن يؤثر بشكل سلبى مرة أخرى على تنشيط السياحة.

قرار غير مدروس

وفى هذا الشأن قال الدكتور محمد عبده، عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن القرار الذى اتخذه المجلس الأعلى للآثار والذى يفيد بزيادة أسعار تذاكر زيارة السياح للأماكن الأثرية بدءًا من شهر أكتوبر القادم، قرار كان بحاجة إلى المزيد من الدراسة لأن صدوره فى الوقت الحاضر خطأ، موضحًا أن الوقت الحالى هو وقت صعب بالنسبة للدولة وأنها بحاجة إلى جذب السياح وتقديم خدمات لهم وليس رفع سعر تذاكر الزيارات، وهذا القرار يعتبر ضد ما تحتاج له مصر فى مجال السياحة، مشيرًا إلى أن هذا يعد طريقًا غير ممهد أمام عودة السياحة.

لن يضر السياحة

فى حين قال الدكتور أحمد حفنى، المحلل والخبير الاقتصادى، فى تصريح خاص لـ "أهل مصر" أن هذا القرار لن يضر مجال السياحة الخارجية بشئ، نظرا لأن السياح لديهم الأموال التى هم بحاجة إليها أثناء الزيارة وأن رفع سعر تذاكر زيارات الأماكن السياحة لن يشكل خطرا على قطاع السياحة الخارجية، ولكنه سيكون خطرًا على السياحة الداخلية وتقليل عدد الليالى السياحية فى الفنادق والمزارات السياحية، موضحًا أن هذا القرار سليم تماما ولكن يجب إبلاغ شركات السياحة الخارجية حتى يتم التنسيق معها ولكى تتخذ هى إعادة جدولة أسعار رحلاتها إلى مصر وإبلاغ السائحين القادمين، لأنه فى حالة عدم إخبار شركات السياحة الخارجية بشكل رسمى ستكون هذه أزمة بين مصر وشركات السياحة الخارجية.

وأشار حنفى إلى أن رفع سعر التذاكر سيعود بالنفع على الاقتصاد المصرى بشكل كبير وخصوصًا فى الوقت الحالى الذى يعانى منه الاقتصاد، لافتًا إلى النظر إلى السياحة باعتبارها من أهم مصادر الاقتصاد وتسبب غيابها لفترة طويلة بالتأثير بشكل سلبى على الاقتصاد.

القرار جاء في وقته

وقال المهندس ماجد الراهب، رئيس مجلس إدارة جمعية الحفاظ على التراث، فى تصريح خاص لـ "أهل مصر" أنه من الضرورى إبلاغ شركات السياحة الخارجية برفع سعر تذاكر زيارات الأماكن السياحية للأجانب، حتى يتم تنسيق البرامج الخاصة بهم، ومنعاَ لحدوث مشكلات فيما بعد من جانب هذه الشركات نتيجة لرفع أسعار تذاكر دخول الأماكن السياحية.

وأشار الراهب إلى أن مصر بحاجة إلى هذا القرار وأن وقته صحيح فى الوقت الحاضر، نظرًا لأن وزارة السياحة بحاجة إلى زيادة مواردها نتيجة معاناتها من ركود طال مدته وأثر بشكل كبير على الاقتصاد المصرى.

السائح.. ماتفرقش معاه

فى حين أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار والمستشار الإعلامى لاتحاد المرشدين السياحيين العرب، فى تصريح خاض لـ "أهل مصر" أن رفع أسعار الدخول للمواقع الأثرية ضرورة لأن أسعار دخول المواقع الأثرية بمصر ضئيلة جدًا بالنسبة لأسعار الدخول بالمتاحف العالمية وإذا قيس بقيمة الدولار حاليًا فهو ضئيل، مشيرًا إلى أن السائح لا تشغله الأسعار وخصوصًا بالمواقع الأثرية لأنه يعلم أنها تستحق أكثر من ذلك ويدفع فى أماكن كثيرة فى العالم أسعار تفوقها فى آثار أقل أهمية وفى متاحف عالمية تعتمد أساسًا على الآثار المصرية الموجودة بها وما يسئ للسائح هو استغلاله من أصحاب البازارات مثلًا أو سائقى التاكسى أو غيرها.

وأفاد ريحان بأن رفع سعر التذاكر لن يؤثر بأى شكل من الأشكال على السائحين، ومن الممكن أن يؤثر على الشركات السياحية نفسها لو تم بقرار مفاجئ ولكن الوزارة لن تفاجئ أحد وتعلن عن الزيادة قبلها بشهور، وما يؤثر على السياحة بالسلب أو الإيجاب هى الخدمات المقدمة للسائح بالمواقع السياحية والفنادق ومواقع الإقامة المختلفة وعدم دراسة شخصية كل سائح وثقافة كل شعب من الشعوب من حيث نوعية المأكولات والمشروبات والعادات والتقاليد.

وفى هذا السياق طالب ريحان بحسن استغلال زيارات رؤساء الدول والملوك والشخصيات الرياضية والفنية وتجولهم بشكل آمن بالمواقع الأثرية فى مصر فى الترويج السياحى لأنها رسائل قوية للعالم بأن مصر آمنة ويجب استغلال صور زياراتهم لتوزيعها على المكاتب السياحية بالخارج وإظهارها بشكل مستمر فى الإعلام المصرى وعمل أفلام تسجيلية توثق لهذه الزيارات وتسويقها خارجيًا بشكل جيد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً