ظلت المؤسسات الصحفية الحكومية الثمانية متمثلة في «الأهرام، الأخبار، دار التحرير، وكالة أنباء الشرق الأوسط، دار الهلال، القومية للتوزيع، روزاليوسف، دار التعاون»، عنصر الحسم في انتخابات نقابة الصحفيين، سواء على مستوى النقيب أو المجلس، نظرًا لامتلاكها كتلة تصويتية كبيرة في الجمعية العمومية، ولكن في حالة مشاركتهم.
ولكن هناك حالة من تغيير المشهد الانتخابي داخل النقابة، خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 وقبول أعداد كبيرة من قبل المؤسسات الخاصة، وظهر ذلك خاصة بعد واقعة اقتحام النقابة للقبض على «عمرو بدر ومحمود السقا» والاجتماع الذي دعا له النقيب يحيي قلاش في 4 مايو والذي حضر فيه الشباب بقوة المدافعين والرافضين للواقعة، وليس دفاعًا عن أشخاص بل عن كيان تعرض للانتهاك.
كل ذلك يبرز للمشهد أن هناك كتلة تصويتية من أعضاء الجمعية العمومية ظهرت وطفت علي السطح بخلاف كتلة المؤسسات القومية التي دائمًا ما تكون لها الأكثرية.
تلك الكتلتين وقفا موقف المتفرج الجمعة الماضية بالجمعية العمومية ولم يسجل بها سوي 1178 صحفي، برغم حضور كثير من أعضاء الجمعية العمومية الذي فضلوا عدم التسجيل، لتعلن اللجنة المشرفة علي الانتخابات تأجيل انتخابات التجديد النصفي، إلى 17 مارس الجاري، لعدم اكتمال النصاب القانوني« نصف أعضاء الجمعية العمومية+1»، على مقعد النقيب و6 من أعضاء مجلس النقابة، والتي ستعقد بربع عدد أعضاء الجمعية العمومية.
«أهل مصر» ترصد خلال تلك السطور توقعات المرشحين حول الكتلة الانتخابية للمؤسسات القومية هل ستختفي، أم ستكون لها الكلمة في اختيار النقيب و6 من أعضاء المجلس القادم.
باب الصحفيين
في البداية، قال أيمن عيسي المرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين«تحت السن»، إن الكتلة الانتخابية للمؤسسات القومية ستكون حاضرة بقوة يوم 17 مارس ولكن لن يكون لها الكلمة العليا، خاصة أن هناك شباب الصحفيين المنتمين للمؤسسات المستقلة والحزبية، وسيكون لهم دور حاسم في اختيار أعضاء المجلس.
وأضاف في تصريحات لـ«أهل مصر» أن فكرة سيطرة المؤسسات القومية على انتخابات النقابة والتي ظلت لعقود، ستتواجد في الانتخابات المقبلة، ولكن على منصب النقيب فقط، خاصة وأن أكثر المرشحين حظًا يحي قلاش النقيب الحالي من مؤسسة «دار التحرير» وعبدالمحسن سلامة مؤسسة «الأهرام» كلاهما من مؤسسات قومية، وهو ما غلب دائمًا علي منصب النقيب أن يكون من المؤسسات القومية، ولكن علي منصب أعضاء المجلس ستختلف كثيرًا.
وأشار إلي أن الشباب سيكون عامل رئيسي في انتخابات التجديد النصفي لأنهم يملكون من الوعي والثقافة ما يجعلهم ينظرون لبرامج المرشحين ومدى مصداقية كلًا منهم، وليس لاسماء مؤسساتهم، خاصة وأ هؤلاء أكثر من عانوا خلال الفترة الماضية.
المؤسسات المستقلة والحزبية
وشدد فواز محمود المرشح لعضوية مجلس الصحفيين، على أن الجمعية العمومية الحالية انضم لها عنصر حيوي متمثل في شباب الصحفيين، والذين سيكونوا أكثر وعيًا، خاصة أن أكثرهم ينتمون لمؤسسات مستقلة وحزبية؛ لأن التعيين في تلك المؤسسات يأتي سريعًا عكس المؤسسات القومية، منوهًا إلي أن ظهر ذلك في أزمة النقابة الأخيرة وحضور الآلاف من الصحفيين الشباب لمقر نقابتهم، مدافعين عنها.
واستطرد في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر» أن هناك مؤسسات معلومة توجهاتها كالأهرام خاصة وأن مرشحها عبدالمحسن سلامة لمنصب النقيب، مقابل يحيي قلاش مؤسسة دار التحرير، ولكن هذا لا يعني أن كل مرشح سيكون له مؤسسته كامله، لأن الصحفيون يختلفون ولا يسيرون وراء الحديث عن الانتماء لأبن المؤسسة، لأن ذلك خطأ كبير.
مكرم محمد أحمد
وتابع: «لكن وجود شخصيات حول المرشحين لمنصب النقيب وإعلان تمسكهم بأنتخابهم مثل مكرم محمد أحمد النقيب السابق وإعلانه التصويت لسلامة، ودعوته للصحفيين لانتخابه، سيكون له مردود واضح للمؤيدين لفكر مكرم، مقابل أن هناك كتلة انتخابية لها أسمائها وراء قلاش، وتتحرك بكل خبرة».
الصحفيين خارج سيطرة رؤساء تحريرهم
وأشار إلى أن هناك مؤسسات قومية منقسمة علي تأيدها لأحد، فهناك بعض المؤسسات وهذا الغالب علي أكثرها يرفض التوجيه حتي إذا كان من قبل رؤساء التحرير، ويأتي ذلك بالعكس معهم، مؤكدًا أن جميع المؤسسات القومية أقامت مؤتمرات للمرشحين علي منصب النقيب الاكثر حظًا سواء كان قلاش أو سلامة، وهو ما يؤكد أن الصحفيون لا يستطيع احد السيطرة عليهم.
تفتيت الأصوات
وأكد أن تعداد مرشحي المؤسسات القومية علي منصب العضوية، سيعمل الآن على تفتيت أصواتها، ولن يكون لها تأثير في انتخابات التجديد النصفي.
وأوضح أسامة زايد المرشح لعضوية مجلس الصحفيين "تحت السن"، أن تاريخ انتخابات الصحفيين، يشير إلى أن المؤسسات القومية كتلة تصويتية لا يستهان بها، مشيرًا إلى أنه في السنوات الماضية أصبحت هناك كتل تعادل تلك المؤسسات، من المؤسسات الخاصة والحزبية.
مجلس قوي قادر علي المواجهة
وتابع زايد، في تصريحات لـ«أهل مصر» أن النقابة فتحت أبوابها مؤخرًا لعدد كبير من الصحف الخاصة مما سيجعل البوصلة في الانتخابات المقرر لها الجمعة بعد الماضية، تميل في عضوية المجلس لشباب المهنة سواء كانت بالمؤسسات الحكومية أو المستقلة والحزبية.
ونوه إلى أن ما يهمنا في المقام الأول والأخير أن تفرز تلك الانتخابات مجلس قوي قادر علي مواجهة مخاطر المهنة، والعمل علي خدمة الزملاء أعضاء الجمعية العمومية.