تعتبر محافظة البحيرة إحدى المحطات الهامة للاجئين السوريين عند نزولهم إلى مصر هربًا من أهوال الحرب وإنقاذا لأنفسهم من الموت ومكانا للجوء، قد يكون الأقرب لقلوب السوريين التي تمتاز بطبيعة الريفية من الهدوء وعدم الزحام بين الأهالي وتعتبر مكانا ممهدا لبدء المشروعات والاستثمارات السورية الذين يشتهرون بها من توفير مطاعم المأكولات السورية لتكون المحافظة بداية لفتح تلك النوعية من المطاعم للماكولات والتي استهدفت مدينة دمنهور عاصمة المحافظة.
وبدأ السوريون المقتدرون ماليا في التعايش مع المواطن البحراوي بتأجير الوحدات السكنية والمحلات التجارية ليدخلون داخل النسيج المواطن البحراوي بإقامة المطاعم التي بدأ الأهالى يتعرفون ويتوافدون عليها ومن أشهر تلك المحلات التي أقيمت بمدينة دمنهور ومنها "لولودي" لتقديم الحلويات الشامية السورية والشرقية حيث يجتمع به العائلات بالإضافة لتوفير للماكولات المجهزة بمحل ليالي الشام والذي يتزايد مبيعاته على أطعمة التيك واي ليكون منافسا لمحلات الأطعمة بمحافظة البحيرة.
كما يضطر السوريون الاجئون الفقراء إلى التسول بعد توغلهم فى القرى واستهداف أبواب المساجد بعد إقامة شعائر صلاة الجمعة أو التجمع أمام المصالح الحكومية خاصة ديوان عام المحافظة، طلبا المساعدة من الأهالي كما تقوم سيدات منهن بالإضطرار لبيع البخور لتوفير العائد المادي الي يساعدهن في الإقامة، كما يلجأ السوريون غير المقتدرين إلى القيادات السلفية لمساعدتهم بأموال يأتي ذلك في غياب توفير مركز فعلي لتقديم الإغاثات للسوريين بمحافظة البحيرة وتقديم لهم المعونات اللازمة التي تساعدهم علي البقاء داخل المحافظة دون اللجوء إلى التسول خاصة السيدات برفقتهن الأطفال من أجل توفير الطعام والقدرة على المعيشة بعد فقدانهم كل شئ في أهوال الحرب ببلادهم.
كما يعاني بعض السوريين في مصر بالتزامن مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد من ارتفاع في الأسعار لتكون محافظة البحيرة وخاصة مدينة رشيد البوابة الرئيسية للهروب إلى دولة معيشتها أفضل خاصة إنها الأقرب للبحر الأبيض المتوسط، ومنفذا للهروب إلى الدول الأجنبية واللجوء إليها لتكون محافظة البحيرة مهبطا لتجمع السوريين اللاجئين للوصول إلى دولة إيطاليا ومنها إلى غيرها من الدول الأوروبية كلاجئين عبر مراكب الصيد في واحدة من أشكال الهجرة غير الشرعية التي تحمل الآلاف بواسطة انطلاق رحلات متتالية ضمن جنسيات أفريقية مختلفة على مدار كل عام التي تتصف برحلة الموت لما يواجهون خلالها بالعديد من المخاطر منها غرق المركب خاصة مع نقل بتلك المراكب اسر كاملة تضم السيدات والاطفال معرضين حياتهم للخطر علي امل وصولهم الي البر الثاني لدولة ايطاليا حيث بلغ تسعيرة الهجرة الغير شرعية لللاجئ السوري بالانتقال عبر مراكب من محافظة البحيرة الي دولة ايطاليا 2000 دولار يتم دفعهم لسماسرة متخصصين في تهجير الجنسيات الاجنبية المختلفة حيث تبدأ الرحلة بانتقالهم بسيارات الي ساحل رشيد عند منطقة البرج التي تعتبر اقرب نقطة الي ساحل البحر الابيض المتوسط تمهيدا لركوبهم احد المراكب الصيد لدخولهم في اعماق هربا من قوات حرس الحدود.
وتستمر المعاناة لدى اللاجئين السوريين عند إلقاء القبض عليهم أثناء محاولتهم الهجرة غير شرعية أو دخولهم بطريقة غير شرعية إلى البلاد ليتم حجزهم بمركز شرطة رشيد حيث اشتكت منظمة العفو الدولية من انتظار المجهول لمن يقبض عليه من السوريين، سواء احتجازه داخل مركز شرطة إلى أجل غير مسمى أو ترحيله من مصر، مطالبين الحكومة المصرية بالامتناع عن ترحيلهم خاصة أن من ضمن المقبوض عليهم أطفال.