أعلن أحد الدبلوماسيين الروس، في تصريحات صحفية له، مساء أمس، أن الحائل الوحيد حاليا أمام عودة الرحلات الروسية إلى مصر، هو إتمام اتفاقية أمن الطيران، والتي تشرف عليها لجنة مشتكرة تضم خبراء مصريين وروس، والتي من المفترض التوقيع عليها مايو المقبل، ويليها عودة الرحلات السياحية.
التصريحات في مضمونها، تشير إلى اتجاه روسيا القوي، لعودة الرحلات الروسية إلى مصر من جديد، بعد توقف دام قرابة العامين، ففي نوفمبر 2015، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقف الرحلات السياحية إلى مصر خاصة مطار شرم الشيخ لحين الانتهاء من تحقيقات سقوط الطائرة الروسية في سيناء، خاصة بعد توصيات الأجهزة الأمنية الروسية بتعليق السفر إلى مصر.
يأتي ذلك بالتزامن مع قرار الحكومة البريطانية بوقف السفر إلي شرم الشيخ وإعادة السياح الإنجليز من مطار شرم الشيخ فورا وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقف حرج، خاصة وأن الطائرة التي سقطت في سيناء كانت تقل مواطنين روسيين، مما دفع "بوتين" للموافق على تعليق الرحلات الجوية إلى مصر، ووضع آلية لعودة السياح الروس الموجودين في شرم الشيخ ومدن البحر الأحمر مثل الغردقة ومرسي علم والسخنة.
وعلى مدار الشهور الماضية، تبادل الجانبين المصري والروسي، التصريحات والقرارت التي تمهد لعودة الرحلات الروسية إلى مصر، بالإضافة إلى وعود روسيا المتكررة حول رغبتها المستمرة في فتح صفحة جديدة مع مصر، فأكد رياض عبدالستار، عضو لجنة السياحة في مجلس النواب، في تصريحات صحفية سابقة له، أن اللجنة تلقت تأكيدات من السفير المصري لدى موسكو، بأن أولى الرحلات الجوية الروسية إلى مصر ستكون في 23 فبراير، لذلك فقد عقدت اللجنة عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية، ناقشت فيها الاستعدادات لاستقبال الروس.
إلا أن روسيا أرجأت البت في قرار عودة السياحة الروسية، نظرا للمخاطر الأمنية التي تشهدها مصر، مع استمرار إرسال اللجان الروسية، للتأكد من الحالة الأمنية لمطار القاهرة.
وردا على تساؤلات "أهل مصر"، حول مدى صدق الجانب الروسي في دعوته، يقول الخبير السياحي ثروت العجمي، عضو غرفة شركات السياحة بالأقصر، إن وعود روسيا هذه المرة تختلف، نظرا لارتباطها بإتفاقية محددة الموعد، وهي إتفاقية أمن الطيران، والتي تعمل عليها اللجنة المشكلة من الجانبين، مشيرا إلى أن الإتفاقية تسمح بمشاركة خبراء روس في الإجراءات الامنية في المطار، إلا أنها لربما تحدد بمدة معينة، مؤكدا أن من مصلحة مصر العمل على سرعة الإنتهاء من الإتفاقية وتشديد الإجراءات الأمنية والتأكد من سلامتها، قبل توقيع الإتفاقية، حتى لا يعوق إتمامها أي إجراء.
وتابع ثروت، في تصريحات خاصة، أنه في حالة توقيع الإتفاقية، تضع مصر روسيا في حرج، وتلزمها بعودة الرحلات، وفي حالة تأجيلها مرة أخرى، يظهر الجانب الحقيقي للتلاعب الروسي بمصر، حول عودة الرحلات السياحية، قائلًا"نتمنى أن تصدق الوعود هذه المرة".
وفي سياق متصل، يقول النائب أحمد إدريس، عضو اللجنة السياحية بمجلس النواب، أن التركيز على السياحة الروسية وتصنيفها على أنها قبلة الحياة للقطاع السياحي في مصر، بات غير منطقي، والأولى هو العمل على تطوير القطاع والتفكير الجيد في القرارات الخاصة بالقطاع في الفترة المقبلة قبل إصدارها، مشيرا إلى أن ملف السياحة الروسية أخذ منحى سياسي وليس أمني فقط، فروسيا لا تزال تتحفظ على الإجراءات المصرية في تأمين المطارات، وتطورات العمليات الإرهابية في مصر في الآونة الأخيرة.
وتابع إدريس، أنه طالب المسؤولين عن السياحة بترك ملف عودة السياحة الروسية، والتوجه لإعادة فتح أسواق جديدة سياحية فى دول أخرى، خاصة فى ظل عدم عودة حركة السياحة الروسية رغم تنفيذ طلباتهم فيما يخص أمن المطارات، قائلا " في حالة تأجيل الرحلات بعد توقيع اتفاقية أمن الطيران.. لن يكون هناك مبرر للتحدث عن السياحة الروسية"
يذكر أن المصدر الدبلوماسي، أشار إلى أن اللجنة المصرية الروسية المشتركة ستقام فى شهر مايو المقبل، ووقتها سيتم التوقيع على اتفاقية أمن الطيران بين البلدين.
بعد إعلانها للمرة الثالثة عودة الرحلات السياحية إلى مصر.. هل تصدق روسيا هذه المرة؟