في يوم الشهيد المصري، الموافق 9 مارس، ينسى الكثير أن المرأة المصرية، قدمت حصتها من الشهداء، في مختلف المعارك التي خاضها الشعب، سواء ضد الاحتلال أو في الثورات، وكانت دائمًا جزءًا من النصر، أو بداية الشعلة في الثورات.
وترصد "أهل مصر"، أبرز الشهيدات المصريات، في التاريخ..
1- شفيقة محمد عشماوي.. أول شهيدة في ثورة الحرية والاستقلال "ثورة 1919":شهدت أحداث ثورة 1919، سقوط عدد من الشهيدات برصاص قوات الاحتلال البريطاني، وكانت أولهن “شفيقة محمد” التي قالت عنها “هدى شعراوي” في مذكراتها “لن أنسى الأثر المحزن الذى أحدثه ضرب أول شهيدة مصرية وهى السيدة شفيقة بنت محمد فى نفوس الشعب عامة.”قتلت شفيقة أثناء مشاركتها فى مظاهرة نسائية فى الــ10 من إبريل 1919، انطلقت باتجاه مقر المعتمد البريطاني لتهتف مطالبة بالاستقلال التام، وقتها فوجئ المعتمد الذى لم يكن يتصور النساء المصريات سوى أشباحًا خلف البراقع ولا علاقة لهن بشيء سوى بيوتهن وأطفالهن، لم يصدق الرجل نفسه، ووقف يراقبهن غاضبًا، حتى تقدمت الشهيدة نحوه، تحمل العلم المصري في يد وبيان الاحتجاج في الأخرى، وبعد تسلمه البيان، وقبل أن تعود إلى صفوف التظاهرة، اخترق الرصاص جسدها، لتسقط أول شهيدة في ثورة 1919، استشهدت في الـ28 من العمر.وكانت جنازتها بمثابة مظاهرة شعبية تعلن أن شفيقة لن تكون اَخر شهيدات الحرية والاستقلال، ولحق بها عدد من الشهيدات.2- حميدة خليل:خرجت تقود مظاهرة نسائية من حي الجمالية تترأس المظاهرة بهتافات أمام الإحتلال البريطاني، وتطالب بعودة الزعيم المنفي سعد زغلول، وأمام مسجد الإمام الحسين أصيبت برصاصة في صدرها في يوم 16 مارس1919.
3-الإعلامية سلوى حجازي.. وسيطة المخابرات في حرب أكتوبر:خفي عن البعض، أن سلوى حجازي المذيعة التليفزيونية الشهيرة، إنها كانت وسيطة بين المخابرات المصرية وعملائها في الخارج، وفي رحلتها إلى ليبيا كانت في عمل للمخابرات المصرية وكانت مهمتها أستلام ميكروفيلم ورسومات تخطيطية لتحركات الجيش الأسرائيلي ومواقع الرادارات الأخيرة.لذا أيقنت المخابرات الأمريكية والموساد أن وصول هذه المعلومات إلى المخابرات المصرية سيجعل مصر تتعرف على الثغرات في شبكة الدفاع الإسرائيلية.ومن هنا بات لزامًا عليهم بعد أن أقلعت الطائرة أن يمنعوا سلوى حجازي من الوصول إلى مصر مهما كانت النتائج، فأنطلقت طائرة حربية إسرائيلية لتعترض الخط الملاحي الجوي بين مصر وليبيا، والذي يتجه من ليبيا إلى أوروبا في إيطاليا واليونان وقبرص ليدخل الأجواء المصرية عن طريق سيناء ثم إلى القاهرة.وفعلًا قامت طائرة الفانتوم الحربية الإسرائيلية بإطلاق صاروخ، لإسقاط الطائرة المدنية التي تستقلها سلوى حجازي، وتوفيت في 21 فبراير 1973، كل من كان عليها من الجنسيات المختلفة، وبالطبع قامت أمريكا بالدفاع عن الموقف الإسرائيلي كالعادة.لكن إسرائيل وأمريكا لم يعلمان أن المخطوطات والميكروفيلم وصلوا لمصر، حيث علمت سلوى حجازي بفراستها المعهودة بأن هناك من يرصد تحركاتها وخاصة أمتعتها وحتى ملابسها، لذا قامت بتسليم ما لديها لشخص مؤتمن لتوصيلها إلى القاهرة، وكانت هذه المعلومات سببًا في تدمير أغلب الرادارات الإسرائيلية في الطلعة الجوية الأولى في حرب أكتوبر1973، ليمنحها الرئيس الراحل أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية فور وفاتها عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.
4- هناك شهيدات أخريات، في ثورة 1919، ولكن يستمر التاريخ، وتتراجع المعلومات عنهن، ومنهن سيدة حسن، وعائشة عمر، وفهيمة رياض، وعائشة محمد، ونعيمة عبدالحميد، وفهيمة دهمان، وسيدة بدران، وأم محمد، ويمن بنت صبح ووحيدة سليمان، وفائقة عبدالله الشامي، وشقيقتها بخيتة، كلهن تناسهن الجميع ولكن ذكرتهم هدى شعراوي.