دراسة..الاكتئاب جدار يختبئ وراءه المخ

كتب : سها صلاح

كشف موقع "بيزنس إنسيدر" عن أن الاكتئاب حالة يلجأ إليها المخ للتحليل والإستغراق في مشكلة يحاول إيجاد حلٍ للتعامل معها.

وقال الموقع أن الاكتئاب هو انهيار في وظائف الدماغ عن طريقة عملها المثالية، وهو اختلال في توازن المخ الكيميائي يمكن تصحيحه.

ولكن العالم ماثيو هاتسون أن هناك نظرية تقول إن الاكتئاب قد يكون استراتيجية سلوكية طوَرها الدماغ البشري، بدلًا من كونه اضطرابًا مرضيًا لا أكثر، وإنه تأقلم بيولوجي يخدم غرضًا محددًا.

ويقول هاتسون إن أوَل من وضَّح تلك الفكرة، كان المختص بعلم النفس التطوري بول أندروز والطبيب النفسي أندرسون تومسون، وأطلقا عليها اسم "فرضية التأمل التحليلي".

ويكتب هاتسون أن في حالة الإصابة بالاكتئاب: "يتأمَل المخ أكثر، ويصبح مهووسًا بمصدر الألم الذي يشعر به"، إلى جانب زيادة النشاط التحليلي للمخ ومعدلات نوم حركة العين السريعة -REM، التي يتمكَّن فيها النائم من الحلم بوضوح، والتي تنشِّط عملية استرجاع الذكريات وتحليلها.

من أبرز أعراض الاكتئاب انعدام التلذُّذ، ويُقصد به فقدان القدرة على الاستمتاع بالنشاطات الطبيعية. ووفقًا للمقاربة المطروحة، قد يرجع هذا لكون تلك النشاطات تعطّل مرحلة "المعالجة والتحليل" في المخ.

وفي الدراسة المنشورة عام 2009، يقترح أندروز وتومسون أنَّ تلك الفكرة قد تفسِّر أيضًا سبب ارتباط الاكتئاب بالقلق في الكثير من الحالات.

ولا يجمع مجتمع الصحة العقلية على فكرة أن الاكتئاب قد يكون وسيلة تكيف بيولوجية، وليس اضطرابًا نفسيًا،وحتى لو كانت الفرضية صحيحة، فهي غالبًا غير مكتملة ولا تقدِّم تفسيرًا لكل جوانب الاكتئاب.

وعادةً ما تكون للمشكلات النفسية المعقَّدة أسبابٌ متعددة. نحو 20% من حالات الاكتئاب لا يسبقها حدث حياتيّ هام، قد تعود أسبابها لأحداثٍ من الماضي، لكن هذا أيضًا ليس مؤكدًا.

وقال أحد علماء الأنثروبولوجيا لهاتسون إنَّه في حال إثبات النظرية، فسيكون علاج الاكتئاب باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب أشبه بعلاج عظمةٍ مكسورة باستخدام المسكنَّات، بدلًا من توفير المسكنات ومعها جبيرة لتساعد على التئام الكسر.

وبهذا المنطق، قد تمثِّل جلسات العلاج النفسي جزءًا هامًا من علاج الاكتئاب؛ لأنها قد تساعد المصابين بالاكتئاب في فهم سبب حدوث نوبات الاكتئاب والتعامل معها بشكلٍ أفضل.

وفي المقابل، كانت الأدوية المضادة للاكتئاب فعَّالة للغاية، وحتى إنَّها قد غيَّرت حياة البعض. لكنَّ هذه الأساليب لا تنفع الجميع على المدى الطويل، وكان ذلك السبب الذي دفع الباحثين لدراسة طرقٍ مختلفة من العلاج النفسي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مولود كل 16 ثانية.. «الإحصاء»: 107 ملايين نسمة عدد سكان مصر بالداخل