أقر قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جو فوتيل، بأن عملية موضع جدل نفذتها وحدة من القوات الخاصة الأميركية ضد تنظيم القاعدة في اليمن في 29 يناير تسببت بمقتل "4 إلى 12" مدنيًا، مشيرًا إلى أن القوات الأميركية "تقبل بتحمل المسؤولية"، جاء ذلك أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
وأكد القائد العسكري، أن العملية ضد الجهاديين أتاحت الحصول على "معلومات مفيدة"، مضيفًا أن التحقيق الذي فتح بعد العملية لم يكشف عن أي "قصور" أو "قرارات سيئة" أو "خطأ في التقدير" من جانب العسكريين.
وكانت وحدة من القوات الخاصة في سلاح البحرية (نيفي سيلز) نفذت العملية في منطقة يكلأ في محافظة البيضاء، مستهدفة مجمعًا فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وكانت أول عملية يأذن بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أيام على توليه الرئاسة، غير أنها لم تجر طبقًا للخطة فتسببت العملية بمقتل مدنيين من سكان البلدة بينهم نساء وأطفال أصيبوا بنيران طائرات أو مروحيات استقدمت لمساندة الوحدة الخاصة.
وقتل في الهجوم قائد فريق القوات الخاصة وليام راين أوينز (36 عامًا) وجرح ثلاثة جنود آميركيين آخرين في اشتباكات عنيفة، كما خسرت القوات الأميركية طائرة مروحية من طراز "في 22 أوسبري" إثر تعرضها لحادث أصيب فيه ثلاثة عسكريين أيضًا.
ورفض البيت الأبيض الانتقادات التي وجهت إليه بسبب العملية، معتبرا أن ذلك سيكون بمثابة إهانة لذكرى الجندي الذي قتل فيها، وكثفت الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر الغارات الجوية على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ويبدو أن وتيرتها تضاعفت منذ وصول دونالد ترامب إلى السلطة.
وقتل ما لا يقل عن 22 مقاتلا يعتقد أنهم من فرع القاعدة اليمني منذ 2 آذارمارس في هذه الضربات، واستفاد تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية من الحرب والفوضى لتعزيز مواقعهما في جنوب وجنوب شرق اليمن، وانتقدت مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) التي تحلل النزاعات في العالم مؤخرا هذه الضربات والعملية الأميركية في 29 كانون الثانييناير.
وحذرت بأن جهود مكافحة الجهاديين "ستقوض في حال أقدمت بلدان كالولايات المتحدة، مهتمة بقتال القاعدة في جزيرة العرب والفرع الناشئ لتنظيم الدولة الإسلامية، على اتخاذ إجراءات عسكرية تتجاهل السياق المحلي وتتسبب بخسائر كبيرة بين المدنيين".