تبدل حال الحاجزين بمشروع "دار مصر دمياط الجديدة" من الفرحة إلى الحزن والاستياء، فور اكتشافهم أن الشقق التي تم حجزها في المشروع تعاني من سوء التشطيبات، بل ومخالفة أيضًا لكراسة الشروط المتفق عليها عند التقديم في المشروع.
وبدأ الأمر بتوجه عدد من الحاجزين لاستلام الوحدات دون غيرهم وهذا لم يتم الاتفاق عليه، فالاتفاق يفيد بأن يتم تسليم الوحدات للحاجزين مرة واحدة، وهو بعد مرور عام من البدء في المشروع، وعند توجه الحاجزين للاستلام، اكتشفوا أن الشقق لا تتناسب مع ما تم الاتفاق عليه أثناء الحجز، فالمساحات التي على أرض الواقع أقل من المساحة التي تم الاتفاق عليها وقت الحجز، هذا بجانب أن كراسة الشروط تحتوي على بند وجود مسافة 8 أمتار بين كل عمارة وأخرى، والواقع يظهر التصاق العمائر بجانب بعضها.
ولم يمر الأمر كما توقعوا، فوزارة الإسكان متمثلة في هيئة المجتمعات العمرانية، لعبت على هذا الوتر الحساس لدى متوسطي الدخل، وحلمهم في الحصول على مكان مناسب للعيش به والبعد عن الأماكن المزدحمة في مصر والعيش في مكان يتمتع برقي وفخامة، حيث أوضحت الوزارة أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هي من ستتولى أمر الإشراف على مشروع دار مصر دمياط الجديدة، مما زاد من طمأنة المتقدمين في المشروع لثقتهم الكبيرة في القوات المسلحة.
وبالفعل تهافت عدد كبير من محدودي الدخل على الوزارة للحجز في المشروع الذي يتكون من 500 ألف وحدة سكنية على ثلاث مراحل وإملاء كراسة الشروط، وانتهى الأمر بالإعلان عن الفائزين في المشروع وأن الوحدات سيتم تسليمها بعد عام، ولكن بعد مرور العام توجه عدد من الحاجزين ليجدوا أن الوزارة لم تنتهى بعد من المشروع وهناك مراحل لم يتم البدء في أساستها، وأن الوزارة قد أرسلت إلى عدد من الحاجزين لاستلام الوحدات الخاصة بهم، وهذا يعد مخالفة لكراسة الشروط، التي تحتوي على بند استلام كل الوحدات إلى الحاجزين في وقت واحد، بحسب ما ذكر مواطنون لـ"أهل مصر".
وبحسب الأهالي الذين تسلموا الوحدات، فإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى اكتشافهم أن المقاولون الذين استلموا المشروع لم يكن لديهم ذرة ضمير واحدة، فالسقف والحوائط مشبعة بالماء، وانقسم المستلمين بين من اتجه إلى تقديم شكاوي إلى الوزارة وحثها على ضرورة تصليح ما تعاني منه الوحدات، فيما رفض آخرون استلام الوحدات من الوزارة إلى حين انتهاء المشروع على أكمل وجه طبقاً لكراسة الشروط التي تم الاتفاق عليها أثناء الحجز.
ونتيجة لعدم استجابة الحكومة وخصوصًا وزارة الإسكان إلى الشكاوي الكثيرة التي تقدم بها الحاجزين بالمشروع نتيجة ما قابلوه من إهمال ومخالفة كراسة الشروط من جانب الوزارة، اختار الحاجزين تدشين صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كطريقة لعرض المخالفات والمشاكل التي يعانون منها في المشروع واستخدام الصفحة وسيلة لايصال صوتهم إلى الحكومة.
مروة ناصر: "صدمة الاستلام"
وأفادت مروة ناصر، أحد الحاجزين في مشروع دار مصر بدمياط الجديدة، في حديثها لـ"أهل مصر" أنها تشعر بحالة من الصدمة وعدم التوقع مما رأت عليه الوحدة الخاصة بها في مشروع دار مصر، وروت ما شاهدته في الوحدة قائلة "سقف الشقة والحيطان كلهم مشبعين بالمياه وده طبعا يبين إزاى وزارة الإسكان كانت مهملة في متابعة المشروع وسابته للمقاولين يغشوا فيه براحتهم وفي الآخر إحنا اللي بندفع الثمن".
وأضافت مروة، أنها علمت عن المشروع عن طريق الإعلان الذي خرج به بنك الإسكان، وذهبت لشراء كراسة الشروط والتقديم في المشروع، وتلقت خبر فوزها بالقرعة في نوفمبر2015، وهي في المرحلة الثانية من المشروع، موضحة أن شقيقها حجز وحدة هو الآخر ولكنه في المرحلة الأولى، أما هي فلم تستلم الوحدة هى وشقيقها في الميعاد المحدد، مشيرة إلى أن كل هذا لا يقلقها، فكل تخوفها هو سوء التشطيب، فالعمارة بداية من الدور السادس تعاني من تشبع كبير في الحوائط.
وحصلت مروة على وحدة سكنية بالدور الأخير مما يجعل الخطر يتزايد في كارثة تشبع السقف بالماء، وذكرت أنها رفضت الاستلام خوفا على نفسها وأطفالها من هذا الخطر، وأيضًا إذا تم الاستلام فستتحمل هي تكاليف تصليح السقف والحوائط وهي مازالت تتحمل دفع أقساط المشروع.
العجمي: "تحويشة العمر راحت"
وقال وائل العجمي، أحد المواطنين الحاصلين على وحدة سكنية بالمشروع، إنه أصيب بحالة من الإحباط الشديد فور رؤيته الوحدة الخاصة به في المشروع، موضحًا أنه لم يكن يتوقع أن يحدث هذا الخلل والغش في مشروع كهذا، معللاً ذلك بأن المبلغ الذي تم دفعه حتى الآن ليس بالقليل ومازال هناك أقساط يجب دفعها، ومن المؤسف وضع أموال "تحويشة العمر" على حد تعبيره، في مشروع أثبت فشل وزارة الإسكان إلى هذا الحد.
واعتبر العجمي في حديثه لـ"أهل مصر" أن وزير الإسكان استطاع أن يقنع آلاف الأسر بأن مشروع دار مصر قادر على تغير مفهوم الإسكان بمصر ولكنه فشل في إقناع المشرفين والمنفذين فما زالوا مقتنعين بأنه "إيواء" مدفوع الأجر ومن حقهم استغلاله والعبث في أساسياته دون النظر إلى من يدفع ثمن كل هذا وهو "نحن الحاجزين".
الجمال: العمارة هتقع بعد 5 سنين
وأوضح إيهاب الجمال أحد الحاجزين في المشروع أنه فؤجى بمنظر الوحدة الخاصة به بعد هطول الأمطار، فمياه الأمطار استطاعت اختراق الجدران والتشبع بها، وهذا يدل على أن العازل المستخدم فى الحوائط والسطح رديئ إلى أبعد الحدود، ذلك إذا كان هناك عازل تم وضعه أثناء البناء، على حد تعبيره.
وأكمل الجمال حديثه لـ"أهل مصر" قائلاً: "بالمنظر ده العمارة ممكن تقع فى 5 سنين بس، السقف والحيطان مليانين مياه وده خطر جدًا وأنا أخاف أسكن فيها أو أجيب أسرتي".