الكون ملئ بالغرائب والأسرار، التي لا تزال لم تكتشف بعد وأخرى نراها لكن لا نستطيع الاحتفاظ بها، ما بالك إذا احتفظت بقطعة نم السماء، الأمر ليس محل للسخرية بل غدا أمرا واقعا، حينما استطاعت دولة عربية وإفريقية أن تؤسس أول متحف من نوعه في المنطقة يكون مخصصا للنيازك.
متحف النيازك افتتح مؤخرا في المغرب والذي يشرف عليه نادي “علم الفلك ابن زهر”، اختيرت مدينة أكادير مقرا للمتحف كون معظم النيازك الساقطة تسقط بجانبها، ويعتبر الهدف الأساسي من افتتاحه الحفاظ على عينات النيازك التي تسقط في المغرب.
ويحتوي المتحف أكثر من 100 عينة من النيازك، 9 منها لوحظ فور سقوطه بالعين المجردة بينما 91 منها اكتشف بعد سقوطة بفترة ولم يكن الغرض هو الاحتفاظ بها فقط بل للحد من ضياعها بفعل عمليات البيع والشراء التي يقوم بها البعض.
وتعتبر النيازك المتساقطة مصدرا للدخل تساهم في تحسين المستوى المعيشي لسكان القرى الفقيرة والنائية، حيث يبيعها سكان بعض المدن والقرى يجمعون شظايا النيزك ويبيعونه لمن يهتم بموضوع النيازك ويقدر قيمتها العلمية.
وبحسب بيان من نادي "علم الفلك بن زهر"، المتحف موجه لشريحة واسعة من المهتمين الذين يودون تعلم كيفية التعرف على هذه الصخور الفضائية، سواء كانوا طلبة، أو أساتذة باحثين، أو هواة جمع النيازك، أو المنقبين عنها، أو تجار هذه الأحجار أو مرشدين سياحيين.
النيازك هي أحجار تسقط من الفضاء الخارجي على الأرض، بأحجام مختلفة، وهي تأتي من مصادر متنوعة توجد بالمجموعة الشمسية، أهمها الكويكبات والمذنبات وبعض الكواكب كالمريخ إضافة إلى أقرب جرم سماوي من الأرض، وهو القمر.
ويهدف هذا المتحف تقديم جميع الجوانب المتعلقة بالأحجار السماوية، من خلال تقديم معلومات مبسطة للزائر العادي عن النيازك التي تسقط على الأرض، ومصادرها والظواهر التي تصاحب سقوطها وطبيعتها وأصنافها ومكوناتها الكيميائية والمعدنية عبر رحلة في تاريخ تسجيلات سقوط النيازك بالمغرب.