الكل ينادي ويخاطب وينصح ويقترح ويقدم ويلفت وينبه وحتى من يعارض ويسب ويلعن، المحب والمؤيد، الكاره والغاضب، المتجاهل والمتآمر.
في مئات المواقع الإخبارية، آلاف المقالات في الصحف الإلكترونية والورقية، في مئات الشاشات التليفزيونية، وعلى مواقع التواصل ملايين البوستات.
ظاهرة تستحق الدراسة والتحليل، الجميع والكل يخاطبون الرئيس، القائد شيال الهموم حلال المشاكل.
لماذا لا يتم توجيه الخطاب لرئيس وزراء ووزير ومسئول، فهناك منهم الكثير يصل عددهم لمئات وآلاف؟
لماذا الكل ينتظر الرئيس، الكبير المسئول الأول الآمر النهائي؟ هل هي طبيعة شعب، أوطبيعة مرحلة تاريخية من التطور من مجتمع متخلف إلى مجتمع يبدأ طريق التطور؟ هو الآن -المجتمع - في مرحلة ترك فيها القديم، ولكنه لم يتقدم بعد، فهو في حالة التيه والترقب والحذر والتوجس، يسأل وينادي ويناجي ويشكو ويسب ويلعن الأب في آن واحد.
هل يدرك الشعب حقيقة أمره؟ إنه في نفطة تحول حرجة، يتعرض لكل أنواع و أشكال الضغوط، ضغوط فكرية دينية اقتصادية اجتماعية سياسية تطورية تخلفية،ضغوط لا أول لها ولا آخر.
هل يعلم الشعب في صمته، الذي تتقطعه صرخات مذبوحة ذاتيا أحيانا تنطلق غصبا، أن اللحظة في غاية الحرج، ويجب التعامل معها بكل حساسية.
الكل ينادي ويخاطب، يصرخ ويستغيث الرئيس، ولكن، كيف يستمع رئيس لكل هؤلاء ولمن يستمع الرئيس؟ أم تراها أمورا معر وفة وحالة مرصودة وفترة خطيرة ستمر؟