بلا شك تعد عملة المهاجم الهداف السوبر هذه الأيام سواء على مستوى كرة القدم العالمية أو المحلية عملة نادرة جدًا، لاسيما وأن تلك الفئة من المهاجمين على الأخص يطلق عليها دائمًا بقب "ثعالب الـ 18"، بل وإن أغلب الأندية الكبيرة حول العالم باتت تتعقب أي مهاجم يذيع صيته بشكل كبير بعد حالة من التألق المفاجئ ولو لبرهة يسيرة بعشرات الملايين، دون أن تضع فى اعتبارها أن شعلة هذا التألق المفاجئ قد تنطفأ سريعًا.
كما أن هناك العديد من الأندية حول العالم أصبحت أشبه بمصنع لتفريغ مواهبها بالأندية الكبيرة أولاد الذوات، وعلى المستوى المحلى نجد أن أشهر الفرق المصرية التى كانت تتمتع بأقوى قطاعات الناشئين على الإطلاق هو فريق الإسماعيلي، الذى دائمًا ما كان يثرى كرة القدم المصرية بالعديد من المواهب المذهلة والتي حفرت أسمائها بحروف من نور طوال تاريخ كرة القدم المصرية، بل وأن هذا القطاع الضخم ساهم في تتويج قطبي كرة القدم المصرية الأهلى والزمالك بالعديد من أغلى بطولاتهما.
وكان الإسماعيلى طوال تاريخه الكبير يتمتع بطفرة كبيرة سواء على الصعيد الهجومى وطريقة وأسلوب اللعب التى تشبه لحد كبير الكرة البرازيلية خاصة فيما يتعلق بوجود وفرة كبيرة من المهاجمين حتى ولو كانت أغلب الاندية المصرية تعانى من وجود حالة من النقص والاحتياج الشديد بهذا المركز.
وإذا رجعنا بالتاريخ إلى الوراء نجد أن أغلب مهاجمى الدراويش تمكنوا من التتويج بلقب هداف بطولة الدوري المصري، فعلى سبيل المثال لا للحصر نجد على أبو جريشه "فاكهة الكرة المصرية" أول لاعب من الإسماعيلى يفوز بلقب الهداف برصيد 15 هدف فى موسم 6766 الذى شهد تتويج الدراويش بدرع الدورى، ليصبح بذلك اصغر لاعب يحصل على هذا اللقب فى عمر 19 عام و4 أشهر، وخلال موسم 7576 نجح أسامة خليل مهاجم الدراويش الاسبق فى التتويج بلقب الهداف أيضًا خلال هذا الموسم، وخلال موسم 84-85، 85-86 نجح محمد حازم فى التتويج بلقب الهداف خلال تلك المسابقيتن برصيد 11 هدفًا، وخلال موسم 93-94 اقتسم بشير عبد الصمد مهاجم الدرراويش السابق بالتساوى مع أحمد الكأس نجم الاوليمبى الاسبق فى تحقيق لقب الهداف برصيد 15 هدفًا وفى موسم 9695 توج فاكهة الدرراويش محمد صلاح أبو جريشة بجائزة هداف الدورى برصيد 14 هدف، واختتمها النيجيرى “جون اوتاكا” والذى فاز بلقب الهداف فى موسم 200099 برصيد 17 هدف.
وإذا نظرنا لحال الفريق الإسماعيلاوي الآن نجد ان الفريق يعانى من عجز شديد بهذا المركز وندرة كبيرة فى المواهب الموجودة فى مركز المهاجم الصريح خاصة بعد الاستغناء عن العديد من اللاعبين وإعارة البعض الأخر وكأن الفريق ينطبق عليه مقولة "كان زمان وجبر".