اعلان

صناعة الفخار.. المهنة التي تحول الطين إلى ذهب

صناعة الفخار
صناعة الفخار

قوارير مياه وجرة زير وتحفة فنية وتابلوه وركنة ومزهرية وغيرها أشكالا عديدة لا يخلوا منها بيت مصري، عرف المصريين الفخار وأحبوه وأحبوا صناعته وتناول الطعام والشراب فيه لما له من فائدة عضوية للطعام فهو بخلاف العديد من المواد التي تصنع منها أدوات الطعام، لا يغير الطعم ولا يلوثه.

أنامل صانع الفخار تحول بحرفية الطين إلي مادة صلبة عن طريق الشوي في النار بالأفران (القمائن) وعرف كيف يشكاه ويصنعه ويزججه. صنع منه الفخار المسامي وغير المسامي وفي عدة ألوان وأشكال. ومما ساعده إختراع الفخار الدولاب بداية البطئ ثم السريع الذي احدث ثورة في كمية الانتاج.

هو من أقدم الحرف التقليدية في المنطقة إذ تدل التقنيات الأثرية أن صناعة الفخار كانت منتشرة منذ آلاف السنين، لوجود المواد الصالحة لهذه الصناعة، واحتياج السكان إلى الأدوات الفخارية في طهي الطعام وحفظ المياه، ومازالت هذه الصناعة موجودة في مناطق كثيرة من دول الخليج، وتتركز في دولة الإمارات العربية المتحدة بمنطقة رأس الخيمة. والطين يختلف بحسب المنطقة التي يجلب منها لاستخدامه في صناعة الفخاريات.

وتاريخ الفخار وتصنيعه يعود لآلاف السنوات ففي الألفية الرابعة ق.م، عرف الإنسان المصري القديم تشكيل الطين بيديه ورجليه كانت تدير عجلته وكان الفخار يجفف في الهواء والشمس ثم يتم إحراقه بطريقة تهوية والتحكم في الهواء ليعطي اللون الأحمر أوالأسود حسب أكاسيد المعادن الموجودة مادة الطين.وكان يزين بالصقل قبل الحرق أو بعده ويلون بأكاسيد المعادن.

كان صانع الفخار يصنع منه أشكالا حيوانية وبشرية ملونة باللون الأحمر والبني والأسود وصنع الفخار الممتاز والملون بتل حلف عندما تعلم صناع الفخار potters كيفية التحكم في شدة نيران الأفران . وفي نفس الفترة كان الفرس يصنعون القدور ويزينونها بأشكال وتصميمات هندسية ورسم الطيور والحيوانات .وكان الفخار المزجج قد عرف حوالي 1500ق.م.في بلاد الرافدين . وكان من أجود الأنواع وخاصا بالزخارف المعمارية .

وكان الرومان يعجبون كثيرا بالأنية الخزفية الحمراء المصقولة واللامعة في تفاعل ضد الفخار الإغريقي والهيلليني الأسود. وكانت تقنية صنع هذا النوع قد ظهرت في شرق البحر الأبيض المتوسط سنة 323 ق.م. وكان يصنع بغمس الإناء في معلق سائل من جسيمات دقيقة من مسحوق السيلكا (الرمل) ثم يحرق في أفران مؤكسدة . وكان الفخار يصب في قوالب خاصة منقوشة يداخلها لتعطي الصور والأشكال علي الفخار علي البارز. وكان يطلق علي هذا النوع من الفخار الطين المطبوع أو صنع آرتين وكانت الأشكال مزينة بفطع معدنية أو زجاجبة . وهذا النوع إنتشرت صناعته وكان رائجا مع النوع الإغريقي الأسود اللامع في كل الإمبراطورية الرومانية ولاسيما في جنوب فرنسا بالقرن الأول ميلادي .وفي الخلافة الأموية (661 م- 750م) كانت الأكواب والأواني تصنع بمصر من اللبلور (زجاج) صخري الأزرق أو الأخضر.

وحتي القرن 15م. وفي القرن التاسع شجع العباسيون صناع الفخار والخزف علي تقليد الصناعة الصينية بألوانها واشكالها البارزة علي السطح. وانتقلت في القرن العاشر هذه الصناعة من العراق لللأندلس ومنها لأوربا ولاسيما التزجيج بالقصدير. كان الفخار والخزف الإسلامي يصنعان في قوالب عادية أو منقوشة بالأشكال ومن بينها أنواع القيشاني (نسبة لبلدة كشان بإيران) في المساجد أو تزين بها الحوائط كالفسفيساء الملونة والبيضاء. ومن خلال التقنية الإسلامية ظهرت صناعة القيشاني والسيراميك الإسلامي في إيطاليا بالقرن15 وانتشرت صناعته في أوربا بالقرن حتي أواخر القرن فخار بوكورو، نوع الفخار الرمادي أو الأسود الجميل الصنع . وسطحه لامع أملس . وكان الإستركان ينحتونه مابين القرنين الخامس والرابع ق.م.

طريقة إعداد الطين :

بعد جلب الطين من مكان وجوده بواسطة الدواب "حالياً ينقل بالسيارة " إلى الورشة، يعمل على ضربه بواسطة عصا "القصار" وذلك لتنعيمه مما يساعد على نخله، وبعد ذلك يكون جاهزاً لعملية الإعداد .

وتتم العملية في بركة دائرية الشكل نصف قطرها متر ونصف بجوارها ثلاث برك مستطيلة الشكل، ويتم وضع 35 "جفيراً" من الطين الأحمر و65 من الطين الأبيض والأخضر، ويصب عليها الماء ثم يترك لمدة ساعتين، وبعدها يأتي العمال وينزلون إلى داخل البركة الدائرية التي بها الماء والطين لعملية الخلط واستخراج الشوائب من الطين بواسطة "المشخال" وعند التأكد من عدم وجود أي شوائب في الطين يتم وضع "المصفاة" على فتحة في البركة كي يتم توزيع ما بها على البرك الثلاث الأخرى، وتتصل البرك الثلاث بواسطة فتحات مع بعضها، ويترك الطين حتى يتماسك، ثم يأخذ الصناع منه ما يريد .

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر رفيع المستوى: اقتصار الاتصالات بين مصر وإسرائيل حول الهدنة على الوفود الأمنية فقط