فى فيلا فاخرة بمنطقة صحراوية على أطراف مدينة الشيخ زايد بالجيزة، تتواجدة دار إشراقة للأيتام تلك الدار التى شغلت الرأى العام على مدار اليومين الماضيين بعد كشف الأجهزة الأمنية والرقابية، تعرض عدد كبير من الأطفال الأيتام لانتهاكات بدنية وجنسية واسعة.
"أهل مصر "ذهبت إلى هناك لترصد عن قرب أحوال الدار لنجدها صارت دمعة بعد أن كانت غنوة فالدار التى كانت تعد أفضل دار يعيش بها أطفال أيتام على مستوى الجمهورية، والتى أسسها رئيس وزراء مصر الراحل عاطف عببد فى تسعينيات القرن الماضى لرعاية الأطفال الأيتام، لم تعد كما كانت بعد وفاته واستلام زوجته نجد محمد خميس إدارته.
ففى البداية التقينا عدد من العمال بالدار وطلبوا منا عدم تصويرهم أو تصوير الأطفال، ولكننا حاورنا عدد منهم، فيما قال العاملون إن الدار كانت نظيفة ومرتبة فى وجود الدكتور عاطف عبيد لأنه كان يولى الدار رعاية خاصة، وكان يأتى بصفة منتظمة للوقوف على أحوالها والاطمئنان على الأطفال.
وأضاف أحد العمال ويعمل ضمن حراسة الدار، أن الدكتور عاطف عبيد، كان ينفق الكثير من الأموال على شراء مستلزمات واحتياجات الأطفال، كما أنه كان يعاقب أى مشرف يشتكى منه الأطفال، ولكن بعد وفاته أنقلب الحال تمامًا، وبخاصة بعد استلام زوجته نجد محمد خميس إدارة الدار حيث أهمل كل شىء وتعرض الأطفال لمعاملة أشبه بمعاملة العبيد على يد المشرفين.
وأضاف العامل أن أغلب المشرفين بالدار حاليًا قامت المديرة نجد محمد بتعيينهم على أهوائها وأهواء مدير الدار ويدعى عمرو، وأنه قام بتصوير عدد من حالات التعدى على الأطفال ولكنة كان يخشى من بطش مدير الدار، وبعد افتضاح الأمر والقبض على المدير قررت تسليم الصور للنيابة العامة.
وبسؤال أحد المشرفين عن الدار، قال إن عدد الأطفال داخل الدار 18 طفلًا، ويتراوح أعمارهم من 8 إلى 13 سنة، وتم تبنيهم جميعًا فى حياة الدكتور عاطف عبيد.
وأضاف أن الأطعمة التى كانت تقدم للأطفال كانت فاخرة للغاية، وكان عبيد يحرص على تعليم الأطفال الأيتام فى دار لغات، ويتولى شخصيًا دفع تكاليف دراستهم ولكن بعد وفاته تسرب عدد منهم من التعليم لعدم دفع المصاريف، وبسؤال الأطفال عن أكثر من يعاملهم بسوء أجمعوا جميعًا أن مدير الدار عمرو أحمد ذكى هو أكثر من كان يعاملهم معاملة سيئة.
وقال "محمود "أحد الأطفال أن مدير الدار كان يمنعه من دخول الحمام، إلًا بإذن وعندما رفض قام بالاعتداء عليه وضربه بكابل كهرباء.
وأضاف الطفل أن مدير الدار كان يعتدى عليهم بأوامر من مديرة الدار حيث كان يأتى دائمًا ومعه حقيبة بداخلها عصا وكابل كهرباء، وكان يقوم بالتعدى علينا دائما.
فيما قال طفل آخر يدعى محمد أنا متفوق فى دراستى ودايمًا بأخد جوايز المدرسة وبحب الكورة ونفسى أطلع ظابط شرطة
جدير بالذكر أن نيابة أول أكتوبر، تباشر التحقيق مع "عمرو.ا" مدير دار أيتام "إشراق "المملوكة لزوجة الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، فى اتهامه بتعذيب عدد من الأطفال نزلاء الدار، والاعتداء عليهم جنسيًا، وتنتظر النيابة تقرير الطب الشرعى الخاص بالأطفال الضحايا، لإرفاقه بملف القضية.
وكان رجال المباحث بمدير أمن الجيزة، ألقوا القبض على عمرو أحمد،38 سنة، مدير دار أيتام ملك زوجة عاطف عبيد بأكتوبر بتهمة تعذيب الأطفال، بعدما وجه أحد الأشخاص اتهاما بالاعتداء بالضرب على الأطفال، وممارسة أفعال غير إنسانية بحقهم، فطلبت النيابة استدعاء مدير الدار لسماع أقواله.
وكان قسم شرطة الشيخ زايد، تلقى بلاغا يفيد بتعرض أطفال دار ايتام تابعة لدائرة القسم للتعذيب على يد مدير الدار "عمرو.ا"، وقدم صاحب البلاغ مقاطع فيديو وصور تثبت الاتهام الموجه لمدير الدار، فتحرر محضرا بالواقعة.وكشفت وزارة التضامن الاجتماعي، عن أن فريق التدخل السريع المركزي التابع للوزارة تحرك مع فريق من جمعية الأورمان لدار "إشراقة لاستكمال تنفيذ القرارات الصادرة من وزيرة التضامن الاجتماعي، بخصوص تسليم الدار والأولاد للإدارة الجديدة، بعد عزل مجلس الإدارة وتعيين مفوض ومديرة ذات خبرة.
وقالت الوزارة في بيان لها،: إنه جارٍ حاليا إعداد ملفات صحية وتقييم نفسي لجميع الأولاد بالدار بالتوازي مع استكمال الجهاز الإداري، حيث تتمتع الدار ببنية تحتية متميزة ويدرس الأولاد في مدارس خاصة، والجمعية وقف خيري أقامه الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق وكان يشرف على الدار بنفسه، إلا أنه وبعد 25 يناير 2011، عانى الأولاد من نقص الإشراف والمتابعة من قبل مشرفين غير مؤهلين وغير أمناء عليهم.
وأضاف البيان أن النيابة العامة حققت في الشكوى التي تقدم بها فريق التدخل السريع بالوزارة، وكانت الوزيرة قد حولت موظفي الإدارة الاجتماعية المختصة في مديرية الجيزة إلى النيابة الإدارية للقصور في المتابعة.