في مثل هذا اليوم، توفيت الفنانة وأشهر "صيّتة" في مصر منيرة المهدية عن عمر يناهز الثمانين عاما، و"أهل مصر" تعرض في إيجاز لمحات من حياة سلطانة الطرب صاحبة "تعاليلي يا بطة" و"الحب دح دح" وأول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر و الوطن العربي و أول مغنية عربية سجل لها اسطوانات موسيقية بالتزامن مع الاحتفالات بشهر المرأة.
1-ولدت في قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية في مصر في 11 مايو 1885، توفى والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها.
2- بدأت حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالى والحفلات في مدينة الزقازيق. وفي عام 1905 شاهدها أحد أصحاب المقاهى الصغيرة في القاهرة، فأعجب بجمال صوتها واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة.
3-في القاهرة، ذاع صيتها ولقبت بسلطانة الطرب. وسريعا ما افتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم «نزهة النفوس» تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية.
4-كانت أول ممثلة ومطربة مصرية تثور على فكرة "الحرملك" وتغني على المسرح بدلًا من الشاميات واليهوديات.
5-فى صيف 1915 وقفت منيرة المهدية على خشبة المسرح مع فرقة عزيز عيد، لتؤدى دور "حسن" في رواية للشيخ سلامة حجازي، فكانت بذلك أول سيدة مصرية تقف على خشبة المسرح وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات وأصبحت فرقة عزيز عيد تنافس فرقة سلامة حجازي.
6-اشتركت في تحرير المرأة، كما تزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي الأصيل. وقامت بتأسيس مقهى بحي الأزبكية أطلقت عليه اسم "نزهة النفوس"، وكان كبار السياسيين والأدباء في مصر وبلاد الشام والسودان يجتمعون فيه وفي بيتها. وأطلقت الصحافة اسم "هواء الحرية" على مسرح منيرة المهدية.
7-كانت تكتب على الأفيشات "الممثلة الأولى" رغم أنها كانت تقوم بدور رجل ثم انفصلت عن فرقة عزيز عيد وكونت فرقة خاصة بها وقدمت أشهر أعمال الشيخ سلامة حجازى. كما عملت مع أشهر شعراء وملحنى جيلها وكان لها الفضل في اكتشاف الموسيقار محمد عبد الوهاب.
8- قدمت دور البطولة في فيلم " الغندورة" عام 1935 وهو الفيلم الوحيد لها وكان من إخراج المخرج الإيطالي فولبى.
9-مع نهاية عام 1929 وقعت أزمة مالية عالمية، سببت ركودًا في المجال الفني ولم تتغير الأحوال إلا في منتصف الثلاثينيات.
10-مع تقدم منيرة المهدية في العُمر وتدخينها "الشيشة" أثرا بالسلب على طبيعة صوتها وعلى أدائها الأدوار الموسيقية.
11- في عام 1948 قررت العودة إلى المسرح بعد أن اعتزلت الحياة الفنية لمدة عشرين عاماً ولكنها لم تلق القبول الذي كانت تنتظره. وقد شهدت هذه الفترة صراعا حادا بينها وبين أم كلثوم المطربة الوافدة التي فرضت شروطا جديدة على الساحة الفنية لم تستطع منيرة المهدية مجاراتها فما كان منها إلا أن اعتزلت الفن وتفرغت لهوايتها وهي تربية الحيوانات الأليفة.
12-من أشهر أعمالها: في الغناء "أسمر ملك روحي" و "يمامة حلوة" و"إرخي الستارة" و"علي دول ياما علي دول" و"بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة" و"أشكي لمين الهوى" و"أنا هويت" و"أنا عشقت" و"يا محلا الفسحة يا عيني."
13-من أشهر أعمالها في المسرح: "كارمن" و"كامنيتا" و"تاييس" و"عروس الشرق".
14-قدمت منيرة العديد من كبار ملحني عصرها مثل: سيد درويش، والنجريدي، وغيرهم.
15 وقع خلاف كبير بينها وبين أم كلثوم الفتاة الشابة آنذاك التي ظهرت فى عام 1928 وعلمت السلطانة أن هذه الفتاه الصغيرة تجذب إليها الجماهير وتهدد بذلك عرشها فاستفزها الأمر ودفعتها المنافسة إلى التنكر بالملاية اللف ووضعت البرقع على وجهها وذهبت لكي تتأكد من تلك الشائعة وبعد أن لاحظت إعجاب المشاهدين وتفاعلهم مع أم كلثوم انصرفت غاضبة من الحفل وخرجت وهي تنوي تدبير المكائد زعما منها أنها بذلك تحافظ على مجدها.
16-استغلت السلطانة علاقاتها الجيدة بالصحافة وقررت استخدام هذا السلاح وإطلاق الشائعات للقضاء ضد "أم كلثوم "، وبدأت فى التقرب إلى الناقد الفني محمد عبدالمجيد حلمي، صاحب مجلة المسرح، الأكثر شيوعاً في القاهرة، والذي وقع فى حبها بعد ذلك وبدأ حربه على "أم كلثوم" بمقال "مئات العشاق ولا أدري ماذا يحبون فيها؟ ".
17-توالت الحرب وتوالت المقالات بعد ذلك حتى كاد أحدهم أن ينهى مشوار أم كلثوم الفنى بعد أن تطرق إلى شرفها، ولكن لم تستسلم أم كلثوم لمحاولات التشويه واستكملت مشوارها الفنى. وفى هذه الأثناء قدمت "السلطانة " فيلمها الوحيد "الغندورة " والذى لم يلقى نجاحًا باهرًا فى ظل سطوع موهبة "كوكب الشرق " وزيادة الإعجاب بها
18- اختفت السلطانة بعد فيلمها الأخير 13 عامًا واختفت عن المسرح 20 عامًا وعادت فى عام 1948 إلى المسرح ولكنها لم تلق القبول الذي كانت تنتظره فما كان منها إلا أن اعتزلت الفن نهائياً .
19-قيل أن منيرة المهدية، فى أيامها الأخيرة سلمت بموهبة أم كلثوم أن لكل وقت فنانيه، وذكر على لسان الكاتب محمد صالح أن منيرة المهدية كانت تداوم الاستماع لحفلات كوكب الشرق في الخميس الأول من كل شهر وذلك حتى رحيلها عام 1965، وبسؤالها كانت تؤكد: "حد يقدر ييجي له نوم.. والست بتغني؟؟".