أزمة "مجندات إسرائيل" تعاود الظهور.. افتتاح كتيبة مختلطة رابعة.. والمتدينون يرفضون تجنديهن.. وخبراء "الجيش على أعتاب الانقسام"

أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي
كتب : أحمد سعد

احتفالا باليوم العالمي للمرأة، أعلن أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، افتتاح كتيبة مختلطة رابعة في جيش الدفاع، وكتب عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، 7% من جنديات جيش الدفاع هن محاربات، و85% % من الوظائف في جيش الدفاع متاحة للنساء، مضيفا أنه سيتم افتتاح كتيبة مختلطة رابعة في جيش الدفاع، مما يعنى ارتفاع نسبة المجندات إلى 350% في السنوات الخمس الأخيرة.

وتعتبر إسرائيل واحدة من بضعة دول قليلة في العالم، إلى جانب النرويج وإريتريا، التي بها تجنيد إجباري للنساء وتشكل النساء، وتعد الخدمة الإجبارية للنساء في الجيش 24 شهرا، ويمكن إعفاء المرأة من الخدمة العسكرية، لعدة أسباب مثل الزواج أو الحمل أو الأمومة أو لأسباب دينية.

وشاركت المرأة اليهودية في الحروب، فقد شاركت في الحرب العالمية الثانية، حيث تدربت على النزول بالمظلات في مناطق خلف خطوط الجيش الألماني، حيث شهد عام 1978 تخريج أول دفعة من النساء الطيارات برتبة قائد طائرة وخاصة الطائرات من نوع "ستايلوك".

وحملت ثلاث نساء رتبة عقيد مع بداية عام 2012 كما سجل العام نفسه تولي امرأة منصب الناطق بلسان الجيش وأخرى مسؤولية الرقابة العسكرية وثالثة منصب الضابط الرئيسي لشؤون الجرحى، كما تولت أخريات مسؤولية قسم شكاوى الجمهور والنائب العسكري العام فيما تولت نساء قيادة قواعد عسكرية مخصصة لاستقبال المجندين الجدد، وهي مهام كانت محصورة لفترة طويلة بالرجال دون غيرهم.

وكان قد نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بضعة أشهر، حسبما ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، بيانًا رسميًّا قال فيه إن هناك انخفاض في عدد الرجال الذين يتجندون لصالح "الجيش الإسرائيلي"، وهو ما دفع لاحتمالية الزيادة في تجنيد النساء، موضحا أن جيش الاحتلال شكل لجنة لبحث إمكانية تجنيد النساء في أربعة أسلحة من بينهم سلاح المدرعات والسفن الحديثة التي انضمت إلى سلاح البحر الإسرائيلي، إضافة إلى المعدات الثقيلة الموجودة بسلاح الجو الإسرائيلي.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أعن أن زيادة الطلب الكبير للنساء للاندماج في الوحدات القتالية، نظرا لفتح كتيبتين جديدتين تشمل كلا الجنسين، ومع ذلك، فيما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي "كول تساهل" إن هذه الخطوة تأتى بمبادرة رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، بهدف منع النقص في عدد المقاتلين.

بالتزامن مع تصريحات "أفخاي" نشبت أزمة جديدة في الجيش الإسرائيلي، عقب تأكيد عدد من الحاخامات على عدم جواز خدمة المرأة بالجيش، مؤكدين في بيان لهم، رفضهم لخدمة المرأة في الجيش، خاصة في ظل الأزمات التي يمكن أن تتسبب فيها هذه الخطوة.

الأمر لم يتوقف عند تصريحات "الحاخامات" فعلى صعيد آخر، دخل عدد من ضباط الاحتياط في إسرائيل على خط المواجهة ورفض خدمة النساء بالجيش، وطلب عدد من هؤلاء الضباط في بيان اصدره خلال الساعات الماضية من رئيس هيئة الأركان وقف دمج نساء في مهام قتالية، موضحين أن دمجهن سيمنعنا من تحقيق النصر.

ومن جانبه يقول اللواء عادل سليمان، إن الأزمة الحقيقية في الجيش الإسرائيلي حاليا، هو الخلافات حول تجنيد النساء، مشيرا إلى أن المتينون في الجيش هم أصحاب الكلمة الأقوى والمسموعة، نظرا لمناصبهم به، إلا أن هناك عدد كبير من القيادات أعلن خروجه من الجيش بسبب رفضهم الشديد لتجنيد النساء، مؤكدا أن تصريحات "أفيخاي" والعمل على زيادة عدد النساء في الجيش الإسرائيلي، سيحقق خسائر كبيرة لهم وربما تتطور الخلافات والانقسامات داخل الجيش في الفترة المقبلة.

وتابع سليمان، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن نسبة المحاربات في الجيش الإسرائيلي كانت تقارب الـ 2.5% بواقع 435 مجندة في 2005، إلا أن مع محاولات الزيادة في الأعداد، كانت محصلتها تصاعد النسبة في 2012، لتصل إلى 547 مجندة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي حرص على الدمج بين الكتائب، إلى جانب إشراك المجندات في الوحدات القتالية الأخرى، وعليه تم دمجهم في كتيبة واجدة في 2013 وحتى وصل عددهن إلى نحو 1365 مجندة.

وفي سياق متصل، يقول الدكتور رفعت سيد أحمد، إن الجيش الإسرائيلي في أزمة حقيقية، نظرا لارتفاع أعداد المتدينين داخل الجيش ويصل إلى 3200 جندي، وعليه فإن أزمة رفض تجنيد النساء تلوح في الأفق وربما تتغير تلك السياسة في القريب العاجل، مؤكدا أنه في السنوات الماضية حدث تطوران جعلا المسئولين في الجيش يقبلون بزيادة المجندات للخدمة في الوحدات القتالية، إضافة إلى الرجال، والتطور الثاني هو أن المتدينين أصبحوا يخدمون في الجيش فازداد تأثيرهم.

ووفقا لقانون الخدمة المعدل لعام 1986 تكون فترة خدمة النساء في الجيش 24 شهرا مقابل 30 شهرا للرجال كما يمكن دعوة النساء للخدمة النظامية حتى سن 26 مقابل سن 29 للرجال وتستمر خدمة النساء ضمن قوات الاحتياط حتى سن 38 عاما مقابل 54 عاما للرجال.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً