تتسبب وسائل الإعلام، التي حركتها بصورة كبيرة مواقع التواصل الاجتماعي، في تحويل المذنب إلى بريء والسارق إلى ضحية، في الوقت الذي يتكاسل كثيرون بينهم مختصين، في الوصول للحقيقة التي لا تقبل شكا.
وتستعرض "أهل مصر" خلال السطور التالية، "كيف تحول سارق الشيكولاتة في مصر إلى ضحية"، قبل أن تظهر الحقائق جلية، بأنه ما هو إلا "لص".
السقوط
بداية الواقعة، حينما تم تسليم "حسام م"، إلى الشرطة، بعد سرقته شيكولاتة من أحد محلات "السوبر ماركت" في الجيزة، التي أحالته بدورها إلى النيابة العامة.
ووقال السارق، أمام نيابة قسم الجيزة، برئاسة المستشار أحمد عبد الباقي، إن نجله الصغير شاهد أطفالًا يتناولون الشيكولاتة، فطلب منه إحضارها له.
وأضاف: "الدنيا غليت وكل حاجة غليت"، مؤكدًا أنه لضيق ذات اليد، قرر سرقتها فدخل إلى "سوبر ماركت" شهير، وأخذ قطعة شيكولاتة، فالتقطته كاميرات المحل، وتم ضبطه.
انتفاضة الغلابة
حالة من الجدل، صاحبت خبر الضبط على صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إذ تضامن كثيرون مع الشاب الذي وصفوه بـ"الضحية"، فهو ذلك المسكين الذي أجبره حبه لطفله المسكين على السرقة كي لا يظهر أمام نجله -بسبب غلاء الأسعار- غير قادر على أن يشتري له قطعة من الشيكولاتة.
وبدأت المواقع الإلكترونية، في إعداد تقارير عن "السارقون الشرفاء"، و"متى تكون السرقة حلال"، وغيرها؛ ليبقى "سارق الشيكولاتة"، ولمدة 36 ساعة تقريبا، هو ذلك البريء الذي ذهب به "الدولار" إلى خلف القضبان.
الأشرار يتكلمون
من جانبهم، استنكر العاملون في السوبر ماركت، الذين ألقوا القبض على المتهم، تحويل "اللص" إلى "ضحية"، وقدموا أسطوانة مدمجة تحتوي على مقطع فيديو، يظهر المتهم أثناء سرقته للشيكولاتة من المحل، ويضعها بجيبه، فيما أنكر المتهم التهمة الموجهة إليه، مؤكدين أن "حسام" سرق من أحد فروع السلسلة أكثر من مرة، وأن كاميرات الفيديو رصدته، فوزعت إدارة السلسلة صورة له على الفروع، وتم ضبطه بفرع بنطاق قسم الجيزة.
صحافة حقيقية
بعد اللغط الذي صاحب القضية، لمدة يومين، بدأ محررو عددا من الصحف في التوافد على بيت "المتهم"؛ لتبين الحقيقة المرة.
فقد أكد جيران "حسام" أنه كان دائم التعدي على والدته بالضرب والسب، فقررت ترك المنزل والإقامة لدى ابنتها بمنطقة فيصل هربًا من بطشه.
وقال آخرون، إن السارق كان يعمل بوظيفة الجرسون في نادي الزمالك، وتم طرده بسبب سوء سلوكه، لافتين إلى أن "حسام" عمل في أكثر من مهنة، لكن كانت النهاية واحدة بطرده، خاصة بعد الأخبار المتداولة بأنه يتعاطى المواد المخدرة.
فيما شدد آخرون على أن حسام لديه من البنات أربع، أشار بعضهم إلى أن امرأته تركته لأنه "يسرق مال البيت"، ولا ينفق على أطفاله، لينتهي بذلك تعاطف "غير مستحق" من الرأي العام، في انتظار قول القضاء في الأمر، 20 مارس المقبل.