نال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نصيب الأسد في حصد الألقاب، وشهد حقب رئاسية عدة في تاريخ مصر، كان خلالها المطرب المفضل للبلاط الرئاسي، وفي الاحتفال بعيد ميلاد الملك فاروق، كتب جودت صالح أغنية بعنوان "الشباب"، لحنها وغناها "عبد الوهاب"، اعتبرت محاولة ذات أثر في نفس الملك الذي اعتمده مطرب القصر.
وتكرر تعاونه مع الشاعر "جودت صالح " في أغنية "أنشودة الفن" والتي أهداها إلى الملك، وتكمن عظمة تلك الأغنية في اللحن، إذ استخدم عبد الوهاب إيقاع "البوليرو" لأول مرة في الغناء العربي.
بينما كان الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" وراء لقائه بـ"أم كلثوم" في أكثر من عمل، فخلال تكريمه لـ "محمد عبدالوهاب " في عيد العلم عام 64 قال له ناصر: "متى سنسمع أغنية تغنيها أم كلثوم بألحانك؟ فردّ عبدالوهاب بالموافقة فورا، ثم أدار عبدالناصر وجهه ووجه نفس السؤال لأم كلثوم، فأعربت عن استعدادها فورا".
تحقق لقاء السحاب بين عبدالوهاب وأم كلثوم في أغنية "أنت عمري" عام 1964، وتلاها 9 أغنيات أخرى هي: على باب مصر عام 1964، إنت الحب في عام 1965، أمل حياتي في عام 1965، فكروني عام 1966، وهذه ليلتي في عام 1968، وأصبح عندي الآن بندقية في عام 1969، دارت الأيام في عام 1970، وغدا ألقاك في عام 1971، وليلة حب في عام 1973.
كان عبد الوهاب أكثر من ألّف أغانٍ في مديح عبد الناصر، ومنحه السادات في عهده رتبة "لواء".
وأعد عبد الوهاب أغنية بعنوان "يا رفيع التاج"، من كلمات صالح جودت. ليخرج بعدها من طور المتملق المحلي إلى المتملق الدولي، وذلك أثناء زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر عام 1946.
ويُعد الموسيقار "محمد عبد الوهاب" أكثر من غنّى لـ"عبد الناصر"، فما أن تولى "عبد الناصر" حكم البلاد، حتى استقبله "عبدالوهاب" بأغنية "ناصر كلنا بنحبك"، من كلمات حسين السيد.
وقدم عشرات الأغاني في حب "عبد الناصر"، مثل "نسمة الحرية"، "جمال النور والحرية"، وأوبريت "الجيل الصاعد".
ونافس أم كلثوم وعبد الحليم في ذلك، وكانت أغانيه بمثابة ثورة أخرى، إذ رددتها الجماهير، حتى تبخر لقبه القديم "مطرب الملوك"، ليصبح موسيقار الأجيال "عاشق ناصر".
وعارض "عبد الوهاب" قرار تنحي "ناصر"، وقدم له الأغنية الشهيرة "أكبر حب" التي وصل فيها النفاق إلى مداه، طوال فترة حكم "عبد الناصر"، ولم يتوقف "عبد الوهاب" عن الغناء له، أو التلحين من أجله، حتى توفي عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970.
وفور تولى "السادات" الحكم، أرسل في طلب "عبد الوهاب" وأمره أن يعيد صياغة النشيد الوطني الذي لحنه سيد درويش قديمًا. وبعد انتهاء المهمة منحه رتبة "لواء"، فكان عزاءً له بعد رفض الملك منحه البكوية.
شُيعت جنازته في يوم 5 مايو بشكلٍ عسكري بناءً على قرار الرئيس الأسبق "محمد حسني مبارك."