الانترنت سلاح مزدوج لاكتساب مزيدًا من العلوم، وآخر استغله البعض للترويج لبضاعة السحر والشعوذة.. وخلال الآونة الأخيرة انتشر أسلوب السحر على الانترنت بشكل عام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك وتويتر" بشكل خاص، ليكون القرن الـ 21 هو بداية تغير أسلوب السحر من زيارة شيخ فى منزله والاتفاق معه على عمل السحر أو فكه وسط البخور والتمتمات الغير مفهومة والخوف من المكان والسكون الذى يسيطر عليه، إلى استخدام الإنترنت كوسيلة لأعمال السحر، فعن طريق إيميل وصورة تتم العملية، وبهذا استغل الشيوخ وعلى رأسهم الشيوخ المغاربة المشهورين بالسحر والأعمال السفلية الإنترنت للوصول إلى الجمهور وغزو عقولهم وتغير معتقداتهم حول السحر والأعمال وترسيخ الفكرة فى أذهانهم وطرد الخوف من قلوبهم حول أعمال السحر.
الشيخ أحمد متخصص فى تعليم السحر على اليوتيوب
لم يكتف الشيخ باستخدام موقعه الخاص فقط فى نشر أعمال السحر والشعوذة بل وصل الأمر إلى بث فيديوهات على موقع يوتيوب لجلب الرزق وعلاج العكوسات ويعتمد معظمها على البخور وأشياء أخرى يتم جلبها من العطار وبعض التسابيح وآيات من الذكر الحكيم وآيضًا فيديوهات لحضور وانصراف الجن على جسم الإنسان مع ذكر طرق العلاج منها وكيفية أبطال السحر الذى يصل عن طريق الهاتف، وعلاج سحر تأخر الانجاب، وسجلت صفحته أكثر من 3 آلاف متابعة، هذا بجانب صفحته على "الفيس بوك" والتى يقوم من خلالها بنشر طرق علاج السحر وجلب محبة الناس وذكر الطرق المناسبة لذلك، ويقوم المشتركين فى صفحته بعمل هذه الخطوات بأنفسهم دون الحاجة للذهاب للشيخ شخصيًا أو حتى التواصل معه، أما فى حالة الرغبة فى التواصل مع الشيخ أحمد فيكون عن طريق موقع الفيس بوك، أو الانستجرام، أو الهوت ميل وذلك لمراعاة خصوصية معلومات المتصل، وفى محاولة لـ "أهل مصر" للتواصل مع الشيخ على الفيس بوك ومعرفة أسرار مهنته، لم يتم الرد على رسالنا منذ وقت طويل.
جمهور الفيس بوك يسخر من الشيخة خديجة
لم يكن موقع الشيخ أحمد هو الأول من نوعة فى عالم السحر على الانترنت، فهناك موقع أيضَا الشيخة خديجة المغربية التى اشتهرت فى وقت بسيط عن طريق إعلانات القنوات الفضائية بجانب موقعها على الإنترنت، والتى ذكرت أنها لا تقبل أى مقابل مادى فى علاج الأمراض التى لا تندرج تحت تشخيص طبى، كالسحر والصرع والمس الشيطاني وعلاج حالات العقم ووقف الحال والآلام والأوجاع والأمراض وتسخير قلوب الناس بالمحبة والقبول وزواج البنت المتعسرة عن الزواج، وجلب الحبيب في 48 ساعة للخطوبة والزواج وعدم زواج الزوج علي زوجته، والعزة والكرامة والتحصن من السحر ودفع الخصوم، والقبول والجاه عند الناس، والتواصل معها يكون عن طريق الايميل من خلال صفحتها على الإنترنت ورقم هاتفها الشخصى أو عن طريق الفايبر والواتس اب.
علماء الدين
حيث أكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن السحر من الكبائر والمهلكات التي يجب اجتنابها لخطورتها على الإنسان من جميع النواحي الاجتماعية والدينية.
وأوضح أن الشريعة الاسلامية نهت عن الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين وظهر ذلك فى قول النبي "صلى الله عليه وسلم" اجتنبوا السبع الموبقات، والسحر هو أحد هذه الموبقات، واستطرد فريد في حديثه قائلًا: "على الجميع أن يعلموا أن كل شيء بقضاء الله تعالى وقدره وأن الإنسان مهما كانت قدرته لا يملك من أمر نفسه شيئًا، وأن الأمر كله لله فهو المالك للكون جميعه وهو المتصرف في ملكه لأنه فعال لما يريد والانسان لا يستطيع أن ينفع نفسه، وبالتالي فلا ينفع غيره ولا يستطيع أن يضر ولا ينفع إلًا بإرادة من الله عز وجل.
و ترى الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن فتح الباب لإباحة سحر المحبة الزوجية أو العمل على مكافحة العنوسة عن طريق جذب شخص رغمًا عن إرادته الشخصية فإن هذا يتنافى مع حرية الإنسان التي حرم الله الحصول عليها بالاكراه حتى ولو في الدين حين قال "لا اكراه في الدين، موضحًا حرمانية ما تفعله بعض الزوجات فى اللجوء إلى هذا النوع من السحر حتى يحب إحداهن زوجها وتعتقد أن هذا النوع من السحر غير محرم لأنه يؤلّف بينها وبين زوجها فتقع فى حرمانية كبيرة وتؤدي إلى تدمير زوجها وقد يؤدي الأمر إلى أن يطلقها زوجها إذا عرف أن زوجته قامت بعمل سحر له، لأنها تقوم بايذائه إيذاءً كبيرًا، واستكملت صالح حديثها قائلة السحر حرمه الدين الاسلامى، ولا يجوز أن يستخدمه المسلم فى شئون حياته، لأنه اعتراض على ما أراده المولى عز وجل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
