انتشرت حالة من الخوف والقلق بين أهالى مثلث ماسبيرو منذ ان بدأت الحكومة متمثلة فى محافظة القاهرة وصندوق تطوير العشوائيات بالتعاون مع وزارة الإسكان، فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير محيط مثلث ماسبيرو الذى سكنه الاهمال منذ زمن طويل.
وأكد الدكتور أحمد عادل درويش، نائب وزير الإسكان لتطوير العشوائيات، ان عملية التطوير التى ستقام فى المنطقة لا تهدف الى اخراج الحكومة لأهالى منطقة مثلث ماسبيرو من اماكنهم وعدم الاهتمام بهم، ولكنها تهدف الى تطوير المنطقة والعمل على راحة السكان هناك وحمايتهم من الفقر والعشوائية التى ظلوا فترة طويلة يعيشون بها.
وفي هذا الإطار علق عدد من أهالى منطقة مثلث ماسبيرو على ما قالته وزارة الاسكان فى ملف تطوير المنطقة.
فقال مصطفى أحمد، إنه يملك شقة هو وأسرته ولا يرغب فى تغيير محل سكنه، لأنه يعمل فى نفس المنطقة.
واكمل قائلا" انا عايش هنا انا وعيلتى من زمان ومش هنيجى دلوقتى ونمشى عشان وزارة الاسكان عايزة كده"، موضحا انه يدفع ايجارا شهريا لا يتعدى الـ 10جنيه، وفى حالة خروجهم من المنطقة عليه ان يتحمل التكاليف الباهظة للإيجار في أماكن اخرى وهو لا يملك الأموال اللازمة لذلك.
وعلق أحمد عزت، ميكانيكى، بانه كان فى قمة سعادته اثناء معرفته ان أهالى الدويقة ستنقلهم الحكومة الى مكان ادمى ويستطيعوا العيش فيه بدلا من المنطقة العشوائية التى تعانى من انعدام المرافق العامة والفقر والبلطجة، وكان ينتظر دوره كساكن فى منطقة عشوائية ان تتذكره الحكومة وتنقله الى مكان افضل، ولكن بعد ما حدث مع أهالى الدويقة، فانه خائف من ان يخرج من المنطقة ولا يستطيع الرجوع لها مرة أخرى لذلك فهو يرفض التفكير فى الاقتراحات التى قدمتها وزارة الإسكان لهم.
وذكر الحاج على، مقيم فى المنطقة منذ زمن ويملك محل بقالة، انه قلق جدا ولا يملك دليل على ان وزارة الاسكان سوف تسمح لهم بالعودة مرة أخرى الى المنطقة، هذا غير انه رجل بسيط ولا يملك دفع ايجار سكن فى اماكن اخرى، فى ظل التزاماته بأسرته وبتجهيز ابنته التي قاربت على سن الـ 30و لا يملك ثمن تكاليف زواجها.
وقال محمد عبد الله، أحد سكان المنطقة، إن وعود وزارة الاسكان تعتبر مغرية بالنسبة لهم، ولكن اين هو الضمان الذى يثبت لنا ان الحكومة ستسمح بعودتنا مرة اخرى الى المنطقة بعد تطويرها، ومن المرجح ان يزيد سعر السكن فى مثلث ماسبيرو بعد التطوير وهو امر لا نستطيع تحمل تكاليفه، خصوصًا واننى اعمل فى مكتبة والدخل لا يكفى التزامات اسرتى، وانا غير قادر على دفع تكاليف السكن خارج المنطقة.
و قالت سامية مصطفى، إحدى مقيمات مثلث ماسبيرو، انها تعمل "دادة" فى حضانة قريبة من المنطقة، ومن الصعب عليها الانتقال الى مكان اخر، وهى من تعول اسرتها لان زوجها عاطل ولا يجد عمل بعد ان ترك عمله الاول، ومرتب الحضانة يكفى احتياجات اسرتها، وفى ظل هذه الظروف هى غير قادرة على دفع تكاليف ايجار عالى، خصوصًا انها تدفع 5 جنيهات فقط ايجار شقتها الصغيرة فى مثلث ماسبيرو.
و اشار أحمد عبد الرحيم احد سكان المنطقة، إلى أن وزارة الاسكان ذكرت ان مرحلة التطوير سوف تستمر 3 او 4 سنوات، وبالتالى عليهم ان يوفروا لنا اماكن بديلة، ونحن غير قادرين على تحمل تكاليف ايجار فى مكان اخر غير مثلث ماسبيرو.
وأكمل قائلًا " وزارة الاسكان قالت اللى عايز يرجع للمنطقة بعد ما نطورها يرجع عادى بس اكيد هيكون سعر الايجار اختلف وكده احنا هنبقى ضعنا، لا عرفنا نعيش فى مكان تانى عشان الايجار غالى ولا هنعرف نرجع المنطقة تانى عشان باردو الايجار هيبقى اغلى من اللى بندفعه".