على ظهر بارجة حربية في بورسعيد.. السفير الأمريكي يؤكد على التعاون العسكري مع مصر.. وخبراء: هناك خطة مشتركة للقضاء على داعش بسيناء

ستيفن بيكروف
كتب : أحمد سعد

"1.3مليار سنويا حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر".. هكذا صرح السفير الأمريكي ستيفن بيكروف، أثناء لزيارته لمحافظة بورسعيد ولقائه طاقم بارجة حربية أمريكية، مشيرًا إلى أهمية التعاون العسكري مع مصر لمجابهة الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية حريصة على دعم وتوطيد العلاقات مع مصر.

وعلى مدار الفترة الماضية، شهدت مصر، وخاصة في سيناء والمحافظات المختلفة، تصعيدا في الهجمات الإرهابية، وانتشار الجماعات المسلحة، وتنظيمها عمليات إرهابية تستهدف مفاصل الدولة، إلى جانب العمل على إشعال نار الفتنة، من خلال الهجوم على الأقباط في سيناء، وتفجير الكنائس المتعددة.

الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليعلن في وقت سابق اتجاهه لتأسيس ناتو عربي، يضم السعودية ومصر، لتوحيد وتنظيم العمل المشترك للقضاء على الخطر الإرهابي، والحد من انتشار تلك الجماعات، وحماية الأمن القومي للبلاد، إلى جانب الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

كما أعلنت مصر في وقت لاحق، أن الجماعات الإرهابية التي تنتشر داخلها،  عبر الحدود بينها وبين الدول الأخرى، وعلى رأسها ليبيا، إلا أن مصر قررت عدم التدخل العسكري بها، نظرا لعدم تأكدها من المخاطر التي ربما تلحق بالقوات وانهاكها في محاربة تلك الفصائل الإرهابية، مما جعلها تفضل الحل السياسي، وتقديم الدعم للجيش الوطني الليبي، والعمل على فرض الاستقرار داخل البلاد لتتمكن من مواجهة العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى انشغالها بالأوضاع الأمنية العصيبة داخلها.

السفير الأمريكي، أكد على أن التعاون العسكري لن يتوقف، وأعلن أن الدعم لن يقتصر على الجانب المالي فقط، قائلًا " بذلنا مجهودا كبيرا مع شركائنا للقضاء على التنظيم الإرهابي، سواء كدعم فني في مجال الكشف عن المفرقعات أو دعم مالي".

كما أشارت تقارير صحفية، في الفترة الماضية، إلى احتمالية عودة مناورات النجم الساطع بين البلدين، وهي أكبر المناورات في الشرق الأوسط، التي كانت تجرى بشكل دوري مرتين سنويًا بين 11 دولة من بينها مصر وأمريكا، منذ عام 1980، وهي جزء أصيل من التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، مشيرة إلى أن عودة المناورات متوقف على الاتفاق الرسمي بعودتها، وقد تستغرق المدة لعقد تلك المناورات مجددًا أكثر من 18 شهرًا، للحصول على موافقة البنتاجون بتمويلها مرة أخرى وإدراجها في ميزانيته.

وردا على تساؤلات "أهل مصر" حول إمكانية التعاون العسكري بين الجانبين المصري والأمريكي، في حل أزمات المنطقة التي تشوبها الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم الدولة "داعش" في سيناء، قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، إن التعاون بين البلدين أمرا حتميا، نظرا لتزايد المخاطر التي تصدرها الجماعات الإرهابية، وخاصة داعش، لجميع دول العالم، ونظرا للتطورات الأخيرة التي شهدتها سيناء، ربما جاءت تصريحات السفير الأمريكي بناءً على خطة مشتركة بين البلدين للقضاء على تنظيم الدولة بها.

وأشار سليمان، إلى أن الأمر لن يكون خارج نطاق المساعدات العسكرية، دون الدفع بالقوات في المناطق المهددة بشكل كبير ومنها "سيناء"، كما أن موقف مصر واضح من الحرب في ليبيا، إن جاز التعبير، فهي ترفض التدخل العسكري والمشاركة بالقوات، نظرا لتزايد التهديدات الأمنية الداخلية بالبلاد، وبالتالي موقف أمريكا من ليبا لن يؤثر على مصر في كافة الأحوال.

وتابع سليمان، أن التعاون المصري الأمريكي في الشأن العسكري، ربما يسفر عن نتائج إيجابية في مجال محاربة الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن التعاون بين البدلين، والتسليح والدعم العسكري، ظهر جليا خلال عهد الرئيس الأمريكي "ترامب"، مؤكدا أن أمريكا مصدرا هاما لمصر في عمليات التسليح، كما أن البلدين ربما يشاركان في تدريبات عسكرية للقوات بينها خلال الفترة المقبلة.

وفي سياق متصل، قال الخبير العسكري جمال مظلوم، إن العلاقات الحالية والتعاون المشترك بين مصر وأمريكا يشهد تطورا كبيرا، هو الأفضل في تاريخ البلدين، مشيرا إلى أن العمل على مواجهة العناصر الإرهابية، والحد من انتشار تلك الجماعات، يهدف لحماية الأمن القومي لكافة البلاد، نظرا لتقارب الحدود، وعليه فلا يمكن المزايدة حول فكرة الدعم العسكري أو التعاون بين البلدين.

وتابع مظلوم، إن تهديدات تنظيم الدولة "داعش" المؤخرة في مصر، دفعت إلى زيادة الدعم والتعاون المشترك بين مصر وأمريكا، إلا أن المشاركة بالقوات أمرا غير مفروض في الوقت الراهن، فالتفكير الآن ينصب حول فكرة انشاء الناتو العربي، وتقديم أمريكا الدعم له في القضاء على الجماعات الإرهابية وتنظيم الدولة، ومع تزايد المخاطر الأمنية، ربما يعجل بإنشاء وتوحيد الصفوف القتالية في تلك الدول.

وكان قد علق اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب والخبير الأمني، على زيارة جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية والوفد المرافق له للقاهرة، ولقائه بالفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والانتاج الحربي، موضحًا أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية وطيدة.

وأكد بخيت، خلال تصريحات إعلامية، أن هناك تدريبات مشتركة بين مصر وأمريكا، حيث إن العلاقات العسكرية بين الدولتين وطيدة وليس من السهل تنازل أي دولة عن الأخرى بسهولة، موضحًا في الوقت ذاته أن مصر مؤمنه بتنوع مصادر تسليحها.

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تسعى لاستئناف التدريبات العسكرية مع مصر بعد إلغائها من قبل إدارة الرئيس السابق "باراك أوباما" لمخاوفها بشأن حقوق الإنسان عام 2013.

وقال موقع "ديلي كويلر" الأمريكي، في تقرير له، إن "ترامب" يحاول الفوز مجددًا بالحليفة مصر التي خسرتها الولايات المتحدة في حكم أوباما"، مرجحا عودة التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر والولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً