يعيش أهالي قرية "الكاب" بجنوب بورسعيد مأساة حقيقية، خاصة في موسم الشتاء بسبب تساقط الأمطار عليهم داخل منازلهم المسقوفة من الخشب، ويعتمدون في قوت يومهم على صيد الأسماك من قناة السويس، وهي كل ما يملكون في الدنيا والذي إن امتنع أصبح قوت يومهم مستحيل ولا مجال لهم للعمل فى شيء سوى تلك المهنة.
رصدت عدسة "أهل مصر" معاناة صيادي قرية "الكاب" بجنوب محافظة بورسعيد، إذ اشتكى الأهالى من عدم وجود أي مسؤول يرفع عنهم معاناتهم طوال فتره فصل الشتاء حيث تغرقهم الأسطح الخشبيه ولا تمنع عنهم المطر بينما يرتفع عليهم منسوب المياه داخل المنازل نظرا لعدم وجود أرض ممهدة تمنع دخول المياه، ولكون المنازل مبنية على ترعة تم ردمها فى السابق، فهم محاصرون من المياه من كل جانب، لتكون فى النهايه حياتهم مهددة بالموت إما بسقوط الأسقف الخشبيه التي تأكلها مياه المطر طوال موسم الشتاء او عن طريق مياة الارض تجعل الحشرات والفئران مستوطنة داخل منازلهم لتصيبهم بالامراض المستوطنة.
يقول خالد عثمان "صياد":"الشتاء البيت علينا بيعوم مايه ومفيش معانا فلوس نصلح بيها وبنحاول نصلح على قدنا لأن مفيش مسؤول أصلًا بيلتفت لينا إحنا ملناش إلا ربنا هو اللي عالم بينا علشان إحنا خلاص سقطنا من ذاكرة المسؤولين".
وقالت فاطمة السعيد، "ربة منزل" انتخبنا مرشحين ووعدونا بتحسن الحالة وترميم الأسقف والآن لا نستطيع حتى مقابلتهم والحالة أصبحت أسوأ فلا نجد أي خدمات تكفل لنا حياة آدمية فحتى السلع التموينية نتكبد العناء من أجل الحصول عليها والسفر إلى بورسعيد من أجل صرف السلع التموينية لعدم وجود منفذ تموينى واحد يخدم القرية او حتى فرن للعيش".
وتابعت "في الشتاء المنزل يصبح بحيره الأرض تخرج مياة والأمطار تنزل علينا تغرقنا بالكامل وأزواجنا صيادين بيشتغلوا يوم ويوم لا ومفيش مصادر رزق تانيه لينا إلا الصيد ياريت حد من المسؤولين يبص لينا احنا بنموت من الشتا والمطر اللى بينزل علينا والسقف الخشبى مبيرحمناش من البرد ولا المطر".
أما أمانى سعيد، فحالها لم يختلف كثيرًا عن حال أهل القرية، فهي مطلقه ولديها من الأطفال ثلاثة وتعتمد على أهل الخير في الانفاق عليهم.
وتقول: "كان ولدي ينفق على أنا وأختي الأخرى هي أيضًا مطلقة ونجلس جميعًا مع والدتنا المسنة التي تحاول تدبير أي نفقات لنا ولا أطفالنا إلا أن الحياة أصبحت صعبة للغايه ولا نملك إلا البكاء والدعاء لله أن يقف بجانبنا".
وناشد أهالي قرية "الكاب" المسئولين أن يتكفلوا بالقرية وإعادة بناءها أو حتى بناء الأسقف الخشبية التي لا تحميهم من برودة الشتاء أو حتى أمطاره وهم لاحول ولا قوة لهم إلا صيد الأسماك والعيش على بضع جنيهات ثمن بيعها كل يوم فى الأسواق.