رمسيس الثاني هو الفرعون الثالث من حكام الأسرة التاسعة عشر، وينظر إليه على أنه الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية، وأطلق عليه خلفائه لقب "الجد الأعظم".
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي، رحلة 3320 عاما، لم يغب رمسيس الثاني خلالها عن مصر، سواء بروحه أو تماثيله، التي تم انتشال آخرها من المياه الجوفية في مدينة المطرية، أمس الإثنين:
ابن وشريك الملك
رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، ولد عام 1303 قبل الميلاد، وكان يلقب بالحاكم الشريك لوالده، إذ رافقه في أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر.
عاشق النساء
حكم رمسيس الثاني البلاد لما يقرب من 67 عاما، وتزوج كثيرًا من النساء، كما أنجب الكثير من محظيات وزوجات ثانوية.
وتزوج رمسيس من بعض أميرات العائلة المالكة مثل "نفرتاي واست نفرت"، كما تزوج من ابنة ملك خيتا وأطلق عليها الاسم المصري "ماعت نفرو رع"، وعرف أايضًا أنه تزوج ثلاث من بناته.
وتقلد أولاده الذكور المناصب المهمة في الدولة، وبدأ بابنه "خمواس" الذي فكر رمسيس في السنة رقم 30 من حكمه في جعله وليًا للعهد، لكنه توفي في العام 55 من حكم والده، ومات أكثر أبنائه الأوائل في حياته، لهذا خلفه ابنه الثالث عشر مرنبتاح من زوجته "است نفرت" على العرش، وكان قد اختاره والده وليًا للعهد بعد وفاة خمواس.
أقوى جيوش مصر القديمة
تولى رمسيس الحكم بعد وفاة والده "سيتي الأول" بعد أن كان اختاره وليًا للعهد وأشركه معه في إدارة الدولة، لكن لم يتم اكتشاف عمر رمسيس الثاني عندما مات والده، لكن من الممكن أن يكون عمره أقل من 25 عاما.
لم يبدأ رمسيس عهده بنقض معاهدة الصداقة التي عقدها والده مع الحيثيين، بل وجه اهتمامه إلى تقوية حكمه فأمر بإنهاء كافة الأعمال غير المنتهية والتي قد بدأها والده كمعبد أبيدوس، وفكر بعد ذلك في استغلال مناجم الصحراء متبعًا في ذلك سياسة والده.
وفي حوالي السنة الرابعة من عهده، ذهب بحملة إلى أطراف اسيا لتقوية النفوذ المصري والاطمئنان على الموانئ والمواصلات هناك، وعاد بعد ذلك خلال عامه الخامس في الحكم، إلى آسيا، محتشدًا بجيوشه للصدام بالحيثيين وكان ذلك في معركة قادش.
وخلال عهد رمسيس الثاني، بلغ عدد أفراد الجيش المصري حوالي 100،000 رجل، فكانت قوة ضخمة استخدمها رمسيس في تعزيز النفوذ المصري، وحسب الخبراء كان هذا أقوى الجيوش المصرية في التاريخ القديم.
عصر المعمار
عكف رمسيس الثاني، خلال فترة حكمه، على بناء عدد كبير من المباني يفوق أي ملك مصري آخر، فقد بدأ بإتمام المعبد الذي بدأه والده في "أبيدوس" ثم بنى معبدا خاصا به بجوار معبد والده، ولكنه تهدم ولم يتبق منه إلا أطلال، وفى الكرنك أتم بناء المعبد الذي قد بدأه جده رمسيس الأول، وأقام في طيبة الرامسيوم، وهو معبد جنائزي ضخم بناه رمسيس لأمون ولنفسه.
وأقام رمسيس الثاني أيضا معبدي أبو سمبل المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالس، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترًا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة "حتحور" إلهه الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منهم لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتارى ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 متر.
وفاة رمسيس الثاني
توفي رمسيس الثاني عام 1213 ق.م، ودفن في وادي الملوك، الا أن المومياء الخاصة به نقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، وكان لـ "جاستون ماسبيرو" الفضل في اكتشاف المقبرة عام 1881 ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة بعد 5 سنوات، وبلغ طول رمسيس الثاني 170سم، وأظهرت الفحوص الطبية للمومياء انه كان يعاني من امراض اللثة، وظهرت، ويوجد اثار شعر احمر أو مخضب على موميائه.
تماثيل رمسيس
عثر على تمثال رمسيس الثاني في ستة أجزاء منفصلة، وباءت المحاولات الأولية لوصلها بالفشل، ويبلغ طول التمثال 11م ويزن 80 طن، ومنحوت من الجرانيت الوردي، وفي شهر مارس من العام 1955م أمر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بوضع التمثال في ميدان باب الحديد وتم تحويل اسمه الى ميدان رمسيس، وتم نقل التمثال مرة أخرى في عام 2006 الى المتحف المصري.
يوجد ايضًا تمثال رمسيس الثاني كطفل مع الإله حورس، وصنع التمثال من الجرانيت الرمادي، ويوضح الملك رمسيس الثاني كطفل راكع في حماية المعبود حورس.
التمثال الآخر احتضنه متحف في باريس، والتمثال مصنوع من الجرانيت يحكي للعالم عن مليوني سنة من التاريخ الإنساني، ووضع فى صدارة الموقع الرسمى لمتحف “اللوفر” العالمى بالعاصمة الفرنسية باريس.
والتمثال يجسد الملك رمسيس الثانى وهو يجلس على عرشه وهو نسخة شبيهة من الأثر المصرى القديم بكل تفاصيله حتى النقوش الموجودة فى تاجه وفى ذقنه، فعلى الرغم من الشبه الكبير إلا أن به اختلافات بسيطة عن التمثال الأصلى الذى تم نحته من قبل القدماء المصريين عقب حكم الفرعون الكبير بسبعة وستين عاما.
وهناك تماثيل لرمسيس الثاني في معبد الأقصر ومعبد أبو سمبل، الذي يشهد ظاهرة تعامد أشعة الشمس على التمثال مرتين كل عام على وجه الملك الفرعوني يومي مولده وتتويجه.
وكان آخر تمثال لرمسيس الثاني ما تم اكتشافه في منطقة المطرية وتحديدًا في سوق الخميس، واتخذت وزارة الاثار قرار بنقله الى المتحف المصري خلال هذا الأسبوع، للحفاظ عليه.