اعلان

المنديل الأبيض.. "خرافة الشرف" مازالت مستمرة في هذه المحافظات

المنديل الأبيض

ليلة الزفاف، هي أسعد ليلة على الزوجين، إلا أن المئات من الفتيات في ربوع مختلفة من مصر لا تكون هذه الليلة سعيدة على الإطلاق بالنسبة بهم، إذ تتحول أخص خصوصياتها إلى مشاع يتسابق عليه كل من "هب ودب" من أجل المشاهدة والتشفي أو التأكد، وفقا لمفاهيم محلية مصرية، هناك عادة لا تزال معمولا بها داخل عددا من القرى والنجوع في مصر تعرف باسم "الدخلة البلدي".

"الدخلة البلدي" فهو التعبير الدارج عند فض غشاء بكارة الفتاة باستخدام - الرجل أو سيدة من العائلة أو ربما قابلة البلدة - بأصبع اليد بدلا من الطريقة الطبيعية لممارسة هذا الأمر بايلاج العضو الذكري لفض الغشاء.

ليست القرى والنجوع فقط بل بعض المناطق الشعبية، خاصة مناطق العشوائيات بالقاهرة، تصر بعض الأسر على ممارسة هذا الطقس، بل وتشترط على العريس الدخول بابنتهم "بلدي" حتى يقطعون الشك باليقين في سلوك ابنتهم. لذلك يشترطون على الزوج المقبل أن تكون الدخلة "على رؤوس الأشهاد"، حتى تقف الألسنة عن ملاحقة ابنتهم وسمعتها. يتم الحدث في مشهد أسطوري لينتهي بزفة "المنديل" أو قطعة القماش التي عليها قطرات دم ابنتهم دليل على شرفها وعفتها، وسط زغاريد وأغاني شعبية تتحدث عن الشرف.

وفى عدد من محافظات الصعيد على رأسها أسيوط والمنيا وسوهاج في بعض الأسر التي لاتزال تؤمن بالدخلة البلدي، تقوم أربعة سيدات منهن ثلاثة من الأقارب والداية في غرفه نوم العروس ينتظرن "دليل شرفها"، وسرعان ما حملنها من قدميها ورفعاها حتى لف الزوج يده على "المحرمة" (قطعة قماش بيضاء) ليفض غشاء البكارة بيده.

ورغم اختلاف المستويات العلمية إلا أن محاولات إقناع بعض الأسر تبوء بالفشل فتتمسك العائلات بإثبات شرف بناتهن، لتصبح الدخلة البلدي عادة متوارثة بين الأجيال لا تمحى، تمثل الشرف للعائلة وتمثل انتهاكا للعروسة. وفي المنيا، تتركز جهود الجمعيات النسائية في مواجهة الختان والزواج المبكر، دون أن يكون هناك نصيب للدخلة البلدي، حتى مراكز الدراسات المعنية بقضايا المرأة على مستوى الجمهورية لم يتوفر لديها أي إحصائيات.

في تصريحات تليفزيونية سابقة لدكتورة هبة قطب، استشارية الطب الجنسى والعلاقات الأسرية، اعتبرت أن الدخلة البلدي "كارثية بكل معنى الكلمة" لأن من يتولى فض بكارة الفتاة بهذه الطريقة الهمجية لم يدرس شيئا من علم التشريح، وبالتالى سيسبب لها مشكلات صحية كثيرة كالجروح الغائرة فى القناة المهبلية والنسور المهبلى والشرجى وغيرها، فضلا عن أن هذه المنطقة من الجسد ثرية بالأعصاب الجارسيمبثاوية وبالتالى قد يحدث هبوطا فى الدورة الدموية أو يسبب توقف القلب تحت تأثير الخوف. وقد يلازم الفتاة بعد ذلك طول حياتها شعورا بالقهر لكونها مكتوفة الأيدى عاجزة عن الدفاع عن نفسها.

وأضافت قطب "هناك اعتقاد راسخ لكنه خاطئ لدى الكثير من الأسر أن فض غشاء البكارة بهذه الطريقة سوف يسهل فيما بعد عملية الجماع، لكن فى الواقع قد تسبب هذه التجربة تصلب عضلة المهبل وبالتالى تعرقل إقامة العلاقة بشكل طبيعى".

أما عن أصل هذه العادة السيئة فقد اختلفت الآراء إذ رجح البعض أصلا إلى نزوح بعض القبائل العربية إلي جنوب مصر مثل قبيلة بني هلال، حاملين هذه العادة بينما تذهل آراء أخرى أن الفرعنة كانوا يستخدموا هذه العادة ضد بنات أعداءهم، كعمل يظهروا فيه أن أعداءهم لم يستطيعوا الحفاظ على شرفهم، في حين لا توجد أي مخطوطات أو رسومات في التاريخ الفرعوني تشير إلى هذه العادة.

وقيل أنها عادة فرعونية قديمة ومستهجنة أخذها الفلاحون المصريون والصعايدة من أهل الجنوب واستخدموها بدون تفكير إذ كان الفراعنة قديما يفضون بكارات بنات أعدائهم بمقابض السيوف أو أي أداة معدنية يدخلونها في فرج المرأة أمام أهلها وذويها بعد ان يلفوا عليها قطعة من الكتان او الشاش الابيض ثم يخرجونها لتعرض علي جنودهم من قبيل الفخر وإذلالا للعدو المهزوم وفضيحته أمام أهله وعشيرته لأنه لم يستطع ان يحمي شرفه وشرف ابنته من ان يغتصبه الفرعون ويجعله معرضا لعامة الناس.

كما لا تزال في عادات وتقاليد مناطق كثيره في بلدان عربيه تعيش الحياه البدوية ويتجه البعض الآخر إلى أن أصل تلك العادة مرتبط بأسطورة أفريقية انتقلت للمصريين عبر النيل، وتتلخص في تقديم جزءٍ من جسد العروس كقربان لآلهة الشر التي قد تمنع الفتاة من الإنجاب، وكان غشاء البكارة هو ذلك القربان.

ويرد البعض أن هذه العادة جاءت من القبائل العربية، التي كانت تسمح لسيدة بالدخول مع العروسين في ليلة الزفاف حتى تفض بكارتها، وذلك للتقليل من المخاوف لدى العروس، نظراً لأن العلاقات بين الرجال والنساء في المجتمع القبلي كان يحيطها الكثير من القيود.

لطالما ارتبطت هذه العادة في الوعي الشعبي بإثبات الشرف. ومع تراجعها، بقي بعضهم يصرون على اعتمادها لأسباب أخرى لا يشار إليها كثيراً، مثل إخفاء الضعف الجنسي لدى الرجل، وهذا ما يدفعه للإصرار على فض غشاء البكارة يدوياً حتى تتحول الفتاة من عذراء لثيب أمام الناس، فيما تكتشف الزوجة لاحقاً عجز الزوج.

وما دفع القبائل العربية لفعل هذه العادة هو أساس نفسي، فالعرب كانوا على دارية بمدى الرهبة النفسية داخل الأنثى في تلك الليلة، فكانوا يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يحاولون كسر الحجز النفسي بداخلها، كما كان الزوج يتقبل دخول الداية معه في هذه الليلة.

الأديان جميعها ترفض هذه العادة فهي غير مذكورة في الدين الإسلامي ولا في الدين المسيحي بأي شكل ولذلك تعتبر "ابتداعا" تناقلتها الأجيال بدون تفكير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي والزمالك في نصف نهائي دوري سوبر السلة (لحظة بلحظة)