تدريبات عسكرية مع الإمارات والبحرين.. مصر تعود لقلب الخليج.. وخبراء: تسعى لخلق مناخ آمن للوطن العربي

كتب : أحمد سعد

في إطار عودة فعاليات التدريب العسكري المشترك بين مصر وبعض الدول الخليج، أعلنت وزارة الدفاع المصرية، السبت الماضي، مشاركة قوات التدخل السريع والوحدات الخاصة، في فعاليات التدريبات العسكرية "زايد 2" و"حمد 2"، لعدة أيام، مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى جانب عناصر الدعم من الدول الثلاث.

وقالت الدفاع المصرية، في بيان عبر موقعها الرسمي، إنه "تأكيدًا على عمق علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الذي يربط القوات المسلحة المصرية ونظرائها مع الدول العربية الشقيقة وتنسيق الجهود لدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، غادرت عناصر من القوات البحرية والجوية البرية المصرية إلى دولتي البحرين الشقيقة والإمارات العربية المتحدة الشقيقة للمشاركة في فعاليات التدريبات المشتركة "حمد 2" و" زايد 2"، والتي تستمر لعدة أيام، بمشاركة قوات التدخل السريع والوحدات الخاصة وعناصر الدعم".

وفي مارس الماضي، شاركت مصر مع الإمارات في مناورات عسكرية مشتركة، تحت مسمى "زايد 1"، بهدف تعزيز الروابط العسكرية بين البلدين ورفع جهوزية الجيشين للتصدي لأي محاولات عدوان محتملة على كلا الطرفين، والمساهمة في توفير سبل الأمن والأمان والاستقرار للمنطقة وتحقيق التوازن العسكري فيها.

العلاقات المصرية الخليجية، مرت ببعض الأزمات في الفترة الماضية، خاصة بعد الخلافات التي شهدتها علاقة مصر بالسعودية، في إطار الملفات الإقليمية المشتعلة، وعلى رأسها رفض مصر المشاركة في عاصفة الحزم، وموقفها من الحرب في سوريا، إلى جانب توقف شركات البترول السعودية عن التصدير لمصر، كما أن أزمة جزيرتي تيران وصنافير، زادت الأمور تعقيدا نوعا ما.

الأمر الذي دفع دول الخليج لتغيير بعض من سياستها مع مصر، وتقليص الدعم المالي المقدم لها، وإهمال الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها مصر، على عكس تقارب الدول الأوروبية معها، ومساندتها لمصر في أغلب القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية.

وتشير الدلالات إلى عودة مشاركة مصر مع دول الخليج في المناورات العسكرية التدريبية، إلا أن هناك اتجاه قوي نحو محاولة الطفرين لنزع الخلافات، ودعم العلاقات المشتركة بينهم، خاصة مع تزايد الجماعات الإرهابية، كونه يمثل تحديا وخطرا متصاعدا للأمن القومي لأغلب دول العالم.

من جانبه، يقول الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات، إن عودة المناورات العسكرية المشتركة بين مصر ودول الخليج، يمثل تقدما إيجابيا في محاولات تحسين العلاقة المتبادلة بينهم، بعد مرورها بعدة إخفاقات في الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن المخاطر الإرهابية، وتزايد التهديدات التي تمس الأمن القومي لكافة البلدان العربية، يجعل من التوحد وتغليب المصلحة العامة، ونبذ الخلافات واجبا وطنيا وضرورة حتمية، مؤكدًا أن عودة مصر إلى قلب الخليج يمثل قوة حقيقية في وجه تلك الجماعات.

وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن التدريبات العسكرية المشتركة لها أهداف سياسية وعسكرية، منها ما أكد عليه الرئيس السيسي في خطاباته ولقاءاته السابقة، حول ضرورة التوحد ونبذ الخلافات بين البدان العربية، إلى جانب الحصول على الخبرات الإضافية في المجال العسكري، والتعاون المشترك، والتعرف على أنواع الأسلحة المتجددة، وخلق مناخ آمن للوطن العربي في ظل المخاطر التي تصدرها الجماعات الإرهابية.

وفي سياق متصل، يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن التدريبات المشتركة، خير دليل على تفهم وإدراك القيادات العسكرية للمخاطر التي تواجه العالم العربي أجمع، مؤكدا على أنها خطوة جيدة، لإعادة توطيد العلاقات بين البلدان العربية، مشيرا إلى أن تلك التدريبات تعمل تعزيز العمل المشترك من الناحية العسكرية، وفرصة إيجابية لتصحيح العديد من الأوضاع خلال الفترة المقبلة.

وتابع مظلوم، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن التدريبات تشمل العديد من الفاعليات والأنشطة العسكرية في مجال عمل القوات البحرية والجوية والبرية، مؤكدا أنها تهدف لزيارة الخبرة القتالية، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وكيفية التصدي للهجمات الإرهابية وإحباطاها، مشيرا إلى أن تلك القوات التي يتم إرسالها للعلميات المشتركة، تكون حديثة العمل في المجال القتالي، وليست على قائمة العمليات، وعليه فإنها تتحصل على الخبرة الكافية من تلك المناورات.

وعلق الدكتور طارف فهمي، أستاذ العلوم السياسية، على مشاركة القوات المصرية في الفاعليات العسكرية المشتركة، بأن تلك المناورات والتعاون المشترك له جوانب سياسية أكثر منها عسكرية، فهي دليل تحسن العلاقات بين الطرفين بشكل كبير، كما أنها تعطي دلالات عدة حول التفهم الكامل للخطر الإرهابي، وضرورة عودة توحيد الصف، ونبذ كافة الخلافات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً