بعد توقف دام 5 أشهر، أعلن وزير البترول المصري طارق الملا، اليوم، أن المملكة العربية السعودية سوف تستأنف إرسال شحنات المنتجات البترولية إلى مصر، دون أن يوضح الموعد المحدد لوصول الشحنات، مؤكدا أنه تم الاتفاق على استئناف الجانب السعودي توريد شركة أرامكو شحنات المنتجات البترولية، وفقًا للعقد التجاري الموقع بين هيئة البترول وشركة أرامكو.
وتابع الملا في بيان لوزارة البترول المصرية، أنه جارى حاليًا تحديد البرامج الزمنية لاستقبال الشحنات تباعا، موضحا أنه كان هناك تواصل بين الجانبين لاستئناف توريد الشحنات، قائلا "التعاقد كان ساريا".
وذكر البيان، أنه "طبقًا لإفادة شركة أرامكو، فإن تأجيل الشحنات كان لظروف تجارية خاصة بها في ظل المتغيرات التي شهدتها أسعار البترول العالمية في الأسواق خلال الفترة الماضية وقيام السعودية بتخفيض في مستوى إنتاجها من البترول وتزامن ذلك مع أعمال خاصة بالصيانة الدورية لمعامل التكرير".
الأمر بدت ملاحمه في اليومين السابقين، خاصة بعد إعلان مصر عودتها للمناورات العسكرية المشتركة "زايد2" و"حمد 2"، كما أن تصريحات الشيخ صالح كامل، رئيس مجلس الأعمال "المصري- السعودي"، حول سبل زيادة حجم استثماراته في مصر، والتنسيق المستمر مع كافة المؤسسات المصرية لاستعادة العمل المشترك، كل هذا أعطى مدلولات ومؤشرات عدة حول متقبل العلاقات المصرية السعودية والخليجية بشكل عام.
القضية أثارتها "أهل مصر" في تحقيقها المنشور، أمس، حول عودة مصر لقلب الخليج مرة ثانية، فمن المعروف العلاقات المصرية الخليجية، مرت ببعض الأزمات في الفترة الماضية، خاصة بعد الخلافات التي شهدتها علاقة مصر بالسعودية، في إطار الملفات الإقليمية المشتعلة، وعلى رأسها رفض مصر المشاركة في عاصفة الحزم، وموقفها من الحرب في سوريا، إلى جانب توقف شركات البترول السعودية عن التصدير لمصر، كما أن أزمة جزيرتي تيران وصنافير، زادت الأمور تعقيدا نوعا ما.
في سياق متصل، يقول الدكتور طارق فهمي، الخبير السياسي، إن الجهود التي تبذلها الحكومة ومؤسسات الدولة المصرية كافة، تهدف لاستعادة العلاقات مع دول الخليج، والتعاون المشترك لحل المشكلات والأزمات التي تواجه المنطقة ككل، مشيرًا إلى أن المؤشرات كلها تصب في صالح نجاح المباحثات المتواصلة بين الطرفين، قائلًا "عودة العلاقات بين البلدين.. بشرة خير"
وتابع فهمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن عودة المناورات العسكرية، لم يكن له دلالة عسكرية فقط، بل لها جانب سياسي أيضًا، رغم عدم الإعلان عنه بشكل واضح، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التقارب المصري الخليجي، مما يؤثر بشكل إيجابي على كافة الإصلاحات التي تحاول مؤسسات الدولة تنفيذها.
ومن جانبه، يقول الدكتور رفعت سيد أحمد، إن مصر في أمس الحاجة لتوفيق أوضاعها وتصحيح المسار مع الدول العربية خاصة، حيث إنها كانت ولا تزال الداعم الأساسي لها عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، مؤكدا أن استئناف توريد شركة أرامكو شحنات المنتجات البترولية، هو بداية وخطوة أساسية في التغاضي عن الخلافات السابقة بين الطرفين، مطالبا المسؤولين في مصر بدعم ملفات الاستثمار خلال الفترة المقبلة، وتبادل الزيارات مع الجانب السعودي لرسم خارطة جديدة تسعى في الأساس لدفع عجلة الاقتصاد المصري.
وتابع سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن مصر بالنسبة للخليج أكثر من مجرد دولة بحدودها المعروفة، فعلى مدار التاريخ، هي شريك أساسي في كافة الملفات المطروحة على الساحة العربية، كما أنها تمثل دعم وقوة أساسية لدول الخليج في أزماتها مع العالم الغربي.
وعلى هامش الإعلان عن استئناف توريد شركة أرامكو شحنات المنتجات البترولية، قال الخبير الاقتصادي محمد سمير، إن الأمر في مضمونه، يعطي دفعة قوية للاقتصاد المصري، ويوفر على الحكومة والمؤسسات المصرية، طاقتها في حل الأزمة البترولية التي لاحقت إعلان السعودية وقف توريد البترول.
وتابع سمير، أن الكرة الآن في ملعب مصر، ولابد من استغلالها، وطرح ملفات عدة على طاولة المناقشات بين البلدين الفترة المقبلة، مما يساعد على حل مزيد من الأزمات التي يعانى منها الاقتصاد المصري.
يذكر أن مصر وقعت، في وقت سابق، اتفاقا مع المملكة العربية السعودية لتمويل احتياجاتها البترولية لمدة 5 سنوات، وبدأت أرامكو في إرسال شحناتها منذ مايو الماضي، وعقب توتر في العلاقات بين القاهرة والرياض في أكتوبر الماضي، أوقفت أرامكو ارسالها لشحنة المواد البترولية لمصر.
البترول: أرامكو السعودية تستأنف تصدير منتجاتها لمصر مرة أخرى"فيديو"