اعلان

تحليل مباراة موناكو ومانشستر سيتى.. فلسفة جوارديولا التى فشلت مع مانشستر سيتى

موناكو ومانشستر سيتى

انتهت رحلة نادى مانشستر سيتى الانجليزى فى دورى ابطال اوروبا هذا الموسم بالخروج امام موناكو الفرنسى من دور ال16 ليدفع النادى الانجليزى ضريبة التخبط الذى يعيشه هذا الموسم تحت قيادة المدرب الاسبانى بيب جوارديولا.

أرقام الشوط الأول كفيلة لتحكي عن الشكل المفاجئ الذي ظهر به الضيف الإنجليزي فلنا أن نتخيل اكتفاء فريق يدربه غوارديولا بنسبة استحواذ 48% إضافة لعدم تمكن الفريق من تسديد أي كرة خلال 45 دقيقة بسابقة سُجلت للمرة الأولى بتاريخ مشاركات السيتيزنز بتاريخ دوري الأبطال فحين خسر بيب فرصة تطبيق أسلوبه لم يعُد للفريق أي شيء ليقدمه.

جوارديولا لم يستطيع قراءة خصمه جيداً فلم يدرك ان فريقه فى مباراة الذهاب كان قاب قوسين او ادنى من الخسارة على ملعبه لولا ضربة الجزاء التى اهدرها فالكاو وتحولت المباراة من فوز لموناكو الى فوز للفريق الانجليزى.

اما على الجانب الآخر يارديم مدرب موناكو استطاع قراءة المباراة جيداً وأدرك يارديم ان كبر الحمل الموضوع على لاعب الارتكاز الوحيد وبالتالي حاول الضغط على هذا اللاعب ليجبر المبدعين سيلفا ودي بروين على لعب دورين متراجعين مختلفين عمّا يمتلكاه من خواص هجومية فكلاهما يجيد اللعب بالمركز رقم 10 أكثر من التواجد بالمحور إضافة لذلك لا يملك فيرناندينيو أي خواص جيدة بإخراج الكرة وهذا زاد الأمر سوءاً.

الشيء الآخر الذي بحث عنه موناكو تمثل باستثمار عنصر الشباب من حيث الجري والسرعة وزيادة الضغط على مدافعي مانشستر سيتي الذين أظهروا مرة أخرى معاناتهم بإخراج الكرة على عكس ما اعتدنا عليه بفرق بيب ليخسر المدرب أي فرصة لإخراج الكرة وتطبيق أسلوبه ويقبل تلقي ضغط الضيوف.

وفى الشوط الثانى تغير الحال مع إجبار لاعبي السيتي لخصومهم على العودة للخلف فالمجهود البدني الذي قام به المضيف كان لابد من ترك أثر إضافة لهذا بدأ سيلفا ودي بروين توجيه البينيات من مواقعهم الخلفية وهو ما يفسر ارتباط التسديدات الست الأولى بشكل كامل تقريباً بمتابعة الكرات البينية عبر ثلاثي المقدمة وهذا الحال كان ذاته طريق السيتي لتقليص الفارق.

أسلوب مانشستر سيتي الدفاعي كان مرة أخرى موضع جدل ورغم فقدان موناكو قدرته على السيطرة على الوسط لكن كرة وحيدة كانت كفيلة لاستقبال هدف وهذا شيء بات جزءاً من فلسفة الفريق هذا الموسم

لايزال جوارديولا محتفظاً بتقديم اداء هجومي مع مانشستر سيتى مثلما فعل مع برشلونة وبايرن ميونيخ قبل ذلك لكن مع مانشستر سيتى فالأمر صعب لان الفريق يفتقد العوامل الاساسية لهذا الاسلوب.

أبرز ما كان يساعد جوارديولا على تقديم هذا الاداء الجيد هو لاعب المحور القادر على نقل اللعب بين الهجوم والدفاع وهو العامل المهم الذى افتقده جوارديولا بشدة مع مانشستر سيتى فالاعتماد على ديفيد سيلفا ودى بروين هجومياً له كبير الأثر على الاداء الدفاعى للفريق لان كلا اللاعبان لا يستطيعون تقديم اداء دفاعى مميز مثل الاداء الهجومي وهذا الدور يتطلب وجود لاعبين بقيمة تشابى هيرنانديز واندرييس انييستا أو كما كان يُظهر جندوجان قبل الإصابة، إضافة لذلك لا يملك مدافعو السيتي القدرة العالية على لعب الكرة للأمام بشكل مميز وهو ما جعلهم ضحية ضغط موناكو بالشوط الأول دون أن يتمكنوا من إيجاد أي حل على غرار ما كان يفعل بواتينغ أو بيكيه حيث يملك هذين اللاعبين قدرة ممتازة على تقديم التمريرات الطويلة دون أن ننسَ الحالة الدفاعية الكارثية للفريق السماوي.

لطالما قارن الجميع فريق موناكو الحالي بذلك الذي فاجأ العالم عام 2004 لكن الفارق الجذري يرتبط بكون المجموعة الحالية تضم خيرة من مواهب أوروبا بمقدمتها مبابي وسيديبي وميندي وفابينهو على عكس الفريق المكتفي مادياً لحد كبير والذي ظهر قبل 13 سنة لكن بكل الأحوال بات نادي الإمارة يملك أسلوباً أوروبياً واضحاً شاهدناه بالسنوات الثلاث الأخيرة من خلال قدراته الهجومية العالية وسعيه الدائم للضغط بمنتصف الملعب وبالتالي لن يكون من المستبعد أن تستمر معجزة موناكو إلى ما بعد ربع النهائي لأن هذا الفريق لن يخاف من أي منافس.

اسوأ رقم لجواريولا خلال تاريخه التدريبى :

بعد 7 مواسم من الظهور بدورى ابطال اوروبا مع برشلونة وبايرن ميونيخ فشل بيب للمرة الأولى من بلوغ نصف النهائي فبعد أن كان أبرز خصومه يفشلون بسرقة التفوق بالاستحواذ منه بات الكاتالوني يخسر هذه النسبة أمام نادٍ فرنسي معدوم الخبرة تقريباً وكل هذه مؤشرات تدل على أن رحلة بيب في السيتيزنز لن تكون شبيهة بسابقاتها لأنه لا يملك كل عناصر النجاح الكافية للتفكير بتطبيق المتعة الكروية.

وفى النهاية لابد من الاثناء على المدرب يارديم والذى يقدم موسماً مبهراً للغاية سواء فى الدورى الفرنسى او دورى ابطال اوروبا بلاعبين شباب لا يملكون الخبرة الكافيه فى اعرق البطولات الاوروبية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إسرائيل تستهدف مهندسًا بوحدات الدفاع الجوي لحزب الله