تسببت الأحداث المشتعلى على الصعيد السياسي في الوطن العربي والشرق الأوسط بأكمله في نزوح مئات من الأفراد لدول أخرى هربا من ظروف قاسية تعاني منها بلادهم، ومع إستحالة العيش على أراضيهم وجدوا من أرض مصر ملجأ يتميز بالأمن والأمان الذي يفتقدونه في أي أرض أخرى.
وربما كان هذا الأمر هو العامل الأساسي في استقبال مصر لالاف النازيحن من الجنسيات العربية المختلفة، ومن بينها أهل سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الشعوب التي تبحث عن حياة امنة.
وهذا النزوح تبعه تجمعات لنفس الجنسية في مكان واحد، ربما جمعتهم الجنسية الواحدة أو القرابة أو الصداقة، وهذه التجمعات احتلت مساحات من المساكن والمحال التجارية واتسعت حتى صارت شوارع بأكملها يعيش بها جنسية واحدة متقاربين وكأنهم في بلدهم باختلاف الشكل المعماري فقط.
منطقة السادس من أكتوبر
يحتل كثير من شوارع منطقة السادس من اكتوبر النازحين من سوريا الشقيق هربا من الدمار الذي أصاب بلادهم بسبب الظروف السياسية الأخيرة، وتميزت المنطقة التي أصبح معظم سكانها من السوريين إن لم يكن كلهم بطابع سوري واضح في ترتيب المنازل والستائر التي تغطي النوافذ الكبيرة والصغيرة.
كما قام السوريون بفتح محلات مختلفة في نفس المنطقة وأشهرها الأطعمة الشامية وبعض الخدمات التي من شأنها خدمة المنطقة وما يجاورها من مناطق، ومن هذه الخدمات تصليح الأجهزة الكهربائية وتفصيل الملابس والمفروشات، والتنظيف بالبخار وبالتجفيف، بالإضافة إلى مهن أخرى مثل الطبيب ومصفف الشعر الرجالي، وعديد من المقاهي والكافيهات.
منطقة الرحاب
وهي المنطقة التي تميزت بالوجود العراقي لمئات من الأشقاء العراقيين النازحين أيضا، وتجد في هذه المنطقة كثير من السيارات والأنشطة المرتبطة بها، حيث لا يفضل العراقيين افتتاح مشاريع من شأنها الاهتمام بالطعام ومستلزماته، بل تجد كثير من قطع غيار السيارات والزيوت والشحوم الخاصة بها، كما تجد الإطارات المستوردة من الأنواع المتميزة.
ولا يمتاز الحي بكثير من المقاهي والكافيهات بعكس المنطقة التي يكثر بها السوريين، بل يمتاز بالضجة والحركة لساعات الليل والنهار، وان كان العراقيين يفضلون الاستيقاظ مبكرا مثل السوريين، ولا يميلون للكسل.
منطقة التجمع الأول
هي المنطقة التي يحتل معظم المساكن فيها النازحين من ليبيا، وهي تتميز بوجود سيارات فارهة تحمل لوحات الجمهورية الليبية، ولا توجد علامات في هذه المنطقة من كافيهات أو مقاهي شهيرة، بل تعتبر هذه السيارات الفارهة أكثر علامة تميز الحي الليبي هناك.