"نقص الأسمدة" بسيناء.. قضية تائهة بين الفلاح والزراعة والأمن

صورة ارشيفية

لأكثر من شهر ونصف، لم تدخل "شيكارة" سماد واحدة محافظة شمال وجنوب سيناء؛ ولم تمر من معديات قناة السويس؛ وهو ماجعل السوق السوداء تحتكر أسعار سوق السماد بمحافظة شمال سيناء؛ التي مر بها مشروع ترعة السلام الذى هو أهم مشروعات التنمية العملاقة.

ويضم مساحة 400 ألف فدان شرق قناة السويس و220 ألف فدان غرب قناة السويس؛ والتي يسكنها أكثر من 30 ألف فلاح تقريبا؛تم نزوحهم من جميع محافظات الجمهورية لاستلام أراضيهم منذ عام 1995.

الحاج عمر المسعودي، أحد أصحاب الأراضي بمنطقة سهل الطينة شمال سيناء يقول: "كل يوم نتوجه إلى الجمعية الزراعية لشراء الأسمدة المتأخرة في الصرف؛ لكن رئيس الجمعية يرد بأن جررات الأسمدة لم تسمح لها بالمرور من معديات المرور بقناة السويس ولهذا رجعت السيارات ثانيًا؛ وهو ما أضطرنا فى نهاية الأمر لشراء الأسمدة من السوق السوداء والمحتكرين؛ حيث وصل سعر "شيكارة" اليوريا أكثر من 250 جنيها؛ والنترات 200 جنيها؛ وهذا الأمر غير محتمل لأن المكسب في النهاية لايوازي الخسارة من مستلزمات الزراعة.

الحاج محمد العقاري، النقيب العام للفلاحين يطالب بتأمين محافظة شمال سيناء، بالكيفية التي تراها الدولة ولهم كامل الحرية فى طريقة التأمين؛ لكن لابد من مراعاة الفلاحين والزراعيين بشمال سيناء؛ لأنهم عصب التنمية التي نطالب بها منذ سنين في بلدنا الحبيبه سيناء؛ لأنه لو تم تطهير سيناء من الإرهاب ولم تنمى وتستثمر سيعود لها الإرهاب ثانيا؛ ومشيرا الى تدخل القيادة السياسية فى توفير ومرور الأسمدة لفلاحين سيناء، مع مراقبة عملية التوزيع بالجمعيات من مندوبين الزراعة والداخلية والجيش كلما أمكن؛ حتى لاتموت الزراعات ويستنزف عرق الفلاح ؛ وتظل التنمية كما هي.

الحاج محمد عامر، أمين نقابة الفلاحين بجنوب سيناء يؤكد: "لم تدخل لفلاحين سيناء شكارة سماد واحدة ؛ ولابد من تحرك المسؤولين لحل مشكلة إدخال الأسمدة عبر نفق الشهيد أحمد حمدي، للحفاظ على الاستثمارات القائمة؛ ولضمان استمرار الاستثمار الزراعي والتنمية في سيناء.

الشيخ عبد الحميد الأخرسي، النقيب العام للفلاحين بشمال سيناء، ومنطقة سهل الطينة بمنطقة شرق بورسعيد يقول: "مشكلة نقص الأسمدة الزراعية ومنع دخولها إلى شمال سيناء، من جانب الجهات الأمنية المتمركزة على المعديات بالجانبين الغربي والشرقي لقناة السويس؛ لم تحل حتى الآن؛ بالرغم من أن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الدكتور عبد المنعم البنا؛ قد وعدنا أنه سيجري اتصالًا مع الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، لعبور الأسمدة والاتفاق على آلية أمنية لتوزيعها من خلال الجمعيات الزراعية بإشراف أمني تنفيذي.

النائب رائف تمراز وكيل لجنة الزراعة والرى بالبرلمان يكشف من خلال تصريحات خاصة ؛ أن اللجنة ناشدت جميع الجهات التنفيذية فى الدولة ؛ وكان الرد بأنهم متفهمين الموقف كاملا ؛ وسيتم قريبا تدارك الازمة ويتم التعاون مع الفلاحين.

المهندس عاطف حامد، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة جنوب سيناء يقول: أن الأسمدة الأزوتية يتم توفيرها عن طريق الجمعيات التعاونية الزراعية، أما بالنسبة لباقى احتياجات المزارعين، فطالب المزارعين بالتوجه للجمعيات وحجز الكميات المطلوبة لإنهاء كافة الإجراءات اللازمة لعبور الأسمدة عبر النفق ؛ وهو ما يثير التساؤل هل الزراعة لها طرقها فى مرور الأسمدة أم هو كلام من مسؤل لم يقوم بتجربته ؛ بالرغم من شكاوى جميع الفلاحين ؟!

وفى نفس الثياق أكدت مصادر خاصة موثوق بها بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى؛ أن الزراعة أرسلت حتى الآن أكثر من 9 جرارات أسمدة على معديات المرور بقناة السويس وتم رفض مروهم الى مزارعى سيناء ؛ وتبرر قوات تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس " أنها حالة طوارئ وغير مسموح جذريا مرور أي أسمدة إلى سيناء؛ وهذا بخلاف أن وزير الزراعة تواصل مع رئيس مجلس الوزراء بسبب مشكلة مرور الاسمدة الى سيناء فوافق ؛ وبالتالى تم مخاطبة وزارة الدفاع فلم تعترض قيادات وزارة الدفاع على مرور الاسمدة الى فلاحى سيناء بشرط عدم الاضرار بأمن المنطقة ؛ ولكنه حتى الان لم تمر شكارة سماد واحدة ؟!.

بينما الدكتور صفوت الحداد، نائب وزير الزراعة يقول خلال تصريحات خاصة، أن الزراعات الشتوية بسيناء أخذت حصتها بالفعل منذ منتصف فبراير، والاختلاف الوحيد هو مع مزارعى الفاكهة والخضروات، حيث أن الفاكهة تتحمل تخفيض كميات التسميد لفترات ولا يحدث لها أضرار فعليه.

وعلى الجانب الاخر بررت مصادر أمنية بشمال سيناء لنا سر منع الاسمدة الازوتيه من المرور الى سيناء ؛ هو أن الكميات الكبيرة من المواد المتفجره التى استخدمت فى تفخيخ السيارات التى يقودها انتحاريون ضد المقرات الامنيه فى شمال سيناء تأتي عن طريق خلط اسمدة الآزوت والنترات الزراعية الى المواد المتفجره مما يؤدى الى انتاج كميات كبيره منها ؛ وهى التى أستخدمت فى هجمات العريش الاخيره ؛ والتى استخدم فيها ما لا يقل عن 4 الاف طن من المواد شديده الانفجار وتم التنبيه على جميع الاكمنه بسيناء بضروره مراجعه اي سيارات تحمل اسمدة زراعيه وعدم السماح بدخولها الا بعد التعرف علي الجهة الموجهة اليها.

ويشير المصدر إلى أن حالة الطوارئ التي تم اعتمادها ضد الأسمدة؛ بسبب ضبط حملات القوات المسلحة خلال العامين الماضيين كميات كبيره من الأسمدة التى يتم خلطها من المتفجرات وكان من بينها مخزن سماد داخل مزرعة برفح عثر بداخلها على حوالي 500 شيكارة للسماد العضوي.

وبفحصها تبين احتواء 200 منها على مادة "ABC" المتفجرة يقدر وزنها بحوالى "10" أطنان ؛ حيث أن مادة "ABC" المتفجرة تستخدم لتصنيع الصواريخ المحلية الصنع والعبوات المتفجرة ويتم تهريبها على فترات مختلفة إلى قطاع غزة عبر الأنفاق للتصنيع وإعادتها لإستخدامها أو استخدامها مباشرة فى أعمال التفجير ضد أهداف داخل الأراضى المصرية، هذا بخلاف ان مادة " نترات البوتاسيوم" المستخدمة فى تسميد أشجار الفاكهة ؛ يستخدمها التكفيريون في تجهيز العبوات الناسفة بإضافة مواد أخرى عليها بنسب معينة منها لتعطي قوة تفجيرية كبيرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً