"الخيامية" اسم فن وشارع، ربما يعتبر من المهن القليلة والنادرة التي لا يزال يحافظ فئة قليلة من العمال المهرة على مواصلة العمل بها، رغم كونها مرهقة ومتعبة يدويا، فلا يلجأون إلى المكن والإستيراد، وهذا ما يميز الحرف والأشغال اليدوية المصرية.
كلمة "الخيامية" تعني صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم في عمل السرادقات، وهي فن الرسم على القماش بالقماش، وهي مشتقة من كلمة الخيم، وتمتاز بأنها عمل يدوي تتوارثة الأجيال، رغم وجود اختلاف بدايتها في مصر لكنها أصبحت أكثر ازدهارًا في العصر الإسلامي بالأخص المملوكي.
أما عن "الخيامية" المكان فهو يقع في أجمل شوارع القاهرة الفاطمية أمام بوابة المتولي بالقرب من منطقة "تحت الربع"، يقع على امتداد شارع المعز، وقد سُمي بهذا الاسم نسبة لحرفة "الخيامية".
يرجع وجود هذا الشارع إلى العصر الفاطمي، ويتكون الشارع من طابقين السفلي منه حيث الورش حاليًا كان قديمًا إسطبلاً للخيول، والطابق الذي يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام، حيث كان هؤلاء التجار يستخدمون الخيام في سفرهم، وكانوا يعملون على إصلاحها في تلك المنطقة، كما كان يحرص كل منهم أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى، ومن هنا بدأت مهنة "الخيامية" ويستغرق صناعة "الخيامية" من عشرة أيام لأكثر من ثلاثة أشهر، على حسب حجم الرسومات على القطعة.
ارتبطت "الخيامية" قديمًا بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة؛ حيث تعد من أشهر أعمالها، وكانت مصر تقوم بتصنيعها حتى فترة الستينيات من القرن الماضي، ويتم إرسالها للحجاز في موكب مهيب بالجمال، يُعرف باسم "المحمل".
لم يكن من السهولة دخول أي حرفي لهذه المهنة فكانت هناك طقوسا خاصة لاعتماده؛ يجتمع أصحاب المهنة وشيخهم لرؤية وفحص أعمال الخيامي الجديد، فإذا كانت على المستوى المطلوب يقيم الحرفي مأدبة اعتماد لجميع "الخيامية" للاحتفال بانضمامه للمهنة.
يبدأ الحرفي تنفيذ "قطعة الخيامية" برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالباً ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك ثم يقوم بتخريم الرسم وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الفنان بعملية التطريز إذ يقوم الفنان بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها البعض، وقد نقوم بعمل ما يسمى "تفسير" وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش وذلك لعمل الملامح إذا كان التصميم عبارة عن منظر طبيعي وذلك لإضفاء روح على التصميم وغالبا ما تكون التصميمات إما فرعونية أو إسلامية هذا بالإضافة إلى الآيات القرآنية والمناظر الطبيعية.
اقتحمت المرأة هذه المهنة بعد أن كانت مقتصرة فى السابق على الرجال فقط، هناك العديد من السيدات تعلمن هذه المهنة بل زاحمن الرجال فيها حيث إنهن يرتضين بأسعار أقل من الرجال وذلك لأنهن يعملن فى بيوتهن فلا يتكلفن ثمن المواصلات.