بـ 2457 صوتًا، استطاع عبد المحسن سلامة مدير تحرير جريدة الأهرام، حسم مقعد نقيب الصحفيين لصالحه بفارق 567 صوتًا عن أقرب منافسيه يحيى قلاش النقيب السابق الذي حصد 1890 صوتًا فقط، في انتخابات التجديد النصفي التي جرت اليوم بنقابة الصحفيين.
جاء عبد المحسن سلامة من بعيد، شاهرًا سيفه لخوض المعركة بعدما دعاه كبار الصحفيين لنزول الانتخابات، للحفاظ على علاقة النقابة بمؤسسات الدولة التي انتابها كثير من التوتر خلال فترة تولي "قلاش"، والتي كان آخرها الأزمة الشهيرة مع وزارة الداخلية على إثر اقتحام قوات الأمن للنقابة للقبض على صحفيين اثنين قالت الداخلية إنهما مطلوبان بتهمة حيازة أسلحة.
في هذا التقرير يحاول "أهل مصر" رصد عددًا من الأمور التي كان لها دور واضح في حسم عبد المحسن سلامة لمعركة نقيب الصحفيين.
بداية؛ استند عبد المحسن سلامة لقاعدة قوية من جماعة الصحفيين بعدما أعلن شيوخ المهنة دعمه وكونوا جبهة لترشيحه نقيبًا بينهم أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق، ومكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأٍسبق، وعبد الله حسن رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط الأسبق، وإبراهيم حجازي الإعلامي الرياضى الكبير، وكرم جبر ومرسي عطا الله رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق.
عقب الأزمة الأخيرة التي خاضتها النقابة مع وزارة الداخلية، بات قطاع كبير من الصحفيين غاضبًا مما آلت إليه الأزمة وتراجعها عن مطالب الجمعية العمومية التي نادت باعتذار من وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بل واعتذار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، على اقتحام أفراد الشرطة للنقابة.
بالتزامن مع هذا الغضب جاءت تصريحات عبد المحسن سلامة، التي أكدت إعادة الأمور إلى نصابها وإصلاح ما أفسده مجلس النقابة القديم وتهدئة الأوضاع بين النقابة ومؤسسات الدولة، الأمر الذي دفع هذا القطاع لانتخاب سلامة.
اعتمد عبد المحسن سلامة، في برنامجه الانتخابي على تقديم عدد من الخدمات لجماعة الصحفيين بينها في مشروع الإسكان واستصلاح الأراضي بل وإقامة نادي للصحفيين، لكن هذا جانب ليس بقيمة إعلانه زيادة بدل التكنولوجيا للصحفيين وأنه سيكون أكبر زيادة في تاريخ النقابة، دونما الإعلان عن قيمته، الأمر الذي جذب قطاع آخر من الصحفيين لانتخاب سلامة.
اعتبر صحفيون أن سيطرة التيار الناصري على مجلس نقابة الصحفيين ومقعد النقيب، سبب الارتباك في سياسة النقابة وعلاقتها بمؤسسات الدولة، وجعل سلالم النقابة منبرًا للتظاهر والاحتجاج الأمر الذي أدخلها في دوامة الصراع مع الدولة، وكان عبد المحسن سلامة الفارس الذي سيعيد إصلاح هذا الأمر.
على الجانب المهني، خسر يحيى قلاش جمع كبير من الصحفيين بسبب "تقصيره" في الدفاع عن الصحفيين والإفراج عن المسجونين، وكذلك فيما يتعلق بقيد أبناء المهنة، إلى جانب عدم تقديم خدمات ملحوظة تحسب له، فضلًا عن عدم وضوع الرؤية في برنامجه الانتخابي الجديد وعدم التعهد بخدمات أفضل للصحفيين.
"سلامة" وعد بالوقوف الجاد إلى جانب المحبوسين في قضايا رأي ونشر، وأنه سيناشد رئاسة الجمهورية والتواصل مع الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس لجنة العفو، لمعالجة قضايا ومشكلات الصحفيين المحبوسين احتياطيا وعلى ذمة قضايا النشر.
موقف عبد المحسن سلامة من المواقع الإلكترونية جذب قطاع كبير من الصحفيين للتصويت له، حيث أكد رفضه لإنشاء نقابة مستقلة للصحفيين، ووعد بضمهم للنقابة بضوابط وشروط محددة ومعينة.