يعتقد ثلثا الموظفين في العالم العربي، بنسبة 67% أنهم سعداء بالعمل مع مديريهم، أثبت ذلك استبيان لموقع الوظائف الشهير "بيت.كوم" وحوالي 54% منهم يعتبرون علاقتهم بالمدير في العمل "ودية ومثمرة"، و30% يعتبرونها قائمة على التوازن والمهنية.
لكن رغم تباين هذه النتائج مع الواقع هناك غالبية من الموظفين في الدول العربية يصفون علاقتهم بمديريهم بالرسمية والمرتكزة على شؤون العمل فقط، وذلك بنسبة 66%. في المقابل يتمذر 6.9% منهم من علاقتهم بالمدراء ويصفونها بــ" غير المثمرة وغير المهنية".
توافر الإبداع وروح القيادة في العمل هي الأمر الذي تحتاجه المؤسسات والشركات في العالم العربي، لتناطح به المؤسسات الكبرى التي تعلي من شأن الإنسانيات قبل المهنية، الأمر الذي يكون عسيرا مع العديد من المديرين في الوطن العربي، ما يجعلهم لا يساوون بين موظفيهم خاصة من يملكون قدرات إبداعية خلاقة وما يؤدي إلى قتل الإبداع داخلهم ليحولهم بالضرورة إلى موظفين نمطيين.
صوت المدير هو الصوت الأعلى، بعض المديرين لا يميلون إلى الأفكار الإبداعية التي يطلقها الموظفون لعدة أسباب، وتنتهي الأفكار إلى الدرج أو سلة المهملات أو لا تتجاوز حنجرتك.
في مقابلة مع "بي بي سي" قالت لين إزابيلا، أستاذة السلوك التنظيمي في كلية داردن للاقتصاد بجامعة فرجينيا الأمريكية: هناك ما هو أهم من طرح الفكرة على مديرينك، وهي الطريقة التي تطرح بها الفكرة، وكيفية إقناع الآخرين بها. فطريقة تقديمك للفكرة أكثر أهمية من الفكرة ذاتها، مضيفة أنه لسوء الحظ، في كثير من الأحيان لا تقبل الأفكار المبتكرة لأنها لا تقدم جديدا بالشكل الكافي ولا تدفع باتجاه التغيير.
ينقل عن نيكولاو ميكافيلي، الذي كان مستشارا لكبار الأغنياء وأصحاب السلطة في القرنين الخامس عشر، والسادس عشر في إيطاليا، أنه قال: "المبتكر صاحب الأفكار يحصل على عداوات من قبل أولئك الذين يشعرون بارتياح تحت النظام القديم، بينما يأتي بعض التأييد الفاتر من أولئك الذين ستصبح أوضاعهم أفضل تحت النظام الجديد والسبب في ذلك التأييد الفاتر يعود جزئيا إلى أن الرجال متشككون بطبيعتهم بشكل عام، ولا يثقون في الأمور الجديدة إلا إذا اختبروها بشكل عملي".
وفند بعض المختصين في علم الإدارة الأسباب وراء رفض الشركات والمؤسسات للأفكار الإبداعية:
1-يرفض المديرون الأفكار التي يرون أنها تتسم بالمجازفة. لا يريد المسؤولون أن يجازفوا فهم يفضلون التركيز على جهودهم في تحقيق أرباح سريعة.
2-يكون تركيز أغلب الشركات في التحول من التفكير بعيد المدى إلى التركيز على الأرباح السريعة وفي اللحظة التي يركز فيها مسئول العمل على الأرباح في المدى القريب، وليس على العائدات بعيدة المدى، فإن عملية الابتكار تقتل في مهدها.
3-توظف الشركات الكبيرة أشخاصا أذكياء، لكنها لا توظف مجازفين.
4-إذا كان موظف ما غير مرغوب فيه داخل بيئة العمل، فغالبا لن تقبل أفكاره ولو كانت جيدة.
5-إذا لم يكن المدير من المجازفين، فمن المرجح أن يتعاقد مع شخص آخر ليس مجازفا. وعن مسؤوله الأعلى، إنه على نفس الشاكلة في الغالب.
6-إذا كان شخص ما غير محبوب داخل المؤسسة، فإن فكرته سيقضى عليها إذا وصلت إلى المسؤولين. حتى لو كانت فكرتك من النوع الذي من شأنه أن يحدث تغييرا في المستقبل، وكنت من غير المرغوب فيهم لدى إحدى دوائر الهيكل الإداري، فإن فكرتك العظيمة سيتم قتلها في مهدها، حتى لو كان ذلك بلا سبب مقبول.
7-القدرة على الفهم، بعض الناس ليسوا أذكياء بالقدر الذي يمكنهم من معرفة أن الفكرة جيدة أم لا، لكن كن حذرا، فنحن جميعا مذنبون في هذا الأمر أحيانا، وخصوصا عندما يكون الإبداع أو الابتكار شديد التطرف.