محمود عباس في قطر.. ماذا قال "تميم" لأبو مازن قبل ساعات من زيارته "المفاجئة" لمصر؟

الرئيس الفلسطيني محمود عباس
كتب : وكالات

اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، صباح اليوم الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، مع أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وذلك قبل ساعات من زيارة "أبو مازن" المفاجئة إلى مصر.

وتضمن الاجتماع، الذي حضره من الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، والسفير الفلسطينى لدى قطر منير غنام، بحث العلاقات الثنائية وآخر التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

تنسيق حتمي

من جانبه، لفت "عريقات"، إلى أن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدوحة تأتي في وقت بالغ الأهمية قبيل انعقاد القمة العربية، وذلك في إطار حتمية التنسيق والتشاور بين القيادتين القطرية والفلسطينية في القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما، القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الممارسات الاسرائيلية التعسفية وفرض سياسة الامر الواقع".

وأشار عريقات، إلى أن "الزيارة تتناول إلى جانب العلاقات الثنائية، مناقشة جملة من القضايا كتعزيز فرص السلام والاستقرار والأمن، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وبحث القضايا الإقليمية في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة والإدارة الأميركية الجديدة"، منوها إلى "أهمية إيفاد الولايات المتحدة لجيسون غرينبلات إلى فلسطين، وهو الممثل الخاص للرئيس الامريكي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أجرى محادثات حول النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، إذ التقى الرئيس الفلسطيني من أجل بناء الثقة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني استهلالا لأي حلول مستقبلية، في ظل أجواء وصفت بالمشجعة".

وأشار عريقات، إلى أن "الزيارة لا تنفصل عن تأكيد القيادة الفلسطينية الدائم عرفانها لدولة قطر على دعمها المتواصل لفلسطين اقتصاديا وانسانيا وفي مجال الاعمار وفرص التمكين والتنمية والتعليم والمواقف السياسية الداعمة والمؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية"، مشدداً على أن "اللقاء بين القيادتين القطرية والفلسطينية ينسجم والتمسك بالثوابت الفلسطينية ومنها مبادرة السلام العربية، والحفاظ على خيار الدولتين إلى حدود 1967 والحاجة إلى تدخل دولي من أجل تحقيق ذلك، وأهمية الحل العادل لقضايا اللاجئين، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، وتنفيذ القوانين الدولية المتعلقة بوجوب وقف الاستيطان، وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، ووقف الممارسات الاسرائيلية التعسفية في القتل والتطهير العرقي والتهجير والاستيطان والتهويد ومصادرة الحقوق والعقوبات الجماعية من اغتيال واعتقال وحصار وغيرها.

وشدد على "ضرورة استثمار المرحلة خاصة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة وتفويت الفرصة على اسرائيل التي تسعى إلى تدمير خيار الدولتين عبر استمرارها بممارسات تعسفية، مؤكدا أن السلام لن يتأتى طالما ظل الاحتلال ولا يتحقق إلا بزواله واستقلال فلسطين وتمتعها بسيادة كاملة على حدود 67 بدولة عاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة"، مشيرا إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبدى مرونة وانفتاحا حيال إيجاد حلول تؤدي إلى السلام".

قطر.. حاملة اللواء

قال سعادة السيد منير غنام سفير دولة فلسطين لدى قطر، إن الزيارة الرسمية للرئيس الفلسطيني للدوحة تأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمرين في المواقف بين القيادتين القطرية والفلسطينية في المجالات كافة انطلاقا من العلاقات الثنائية الراسخة والمتميزة، لافتا إلى أن لقاءات التشاور والتنسيق بين القيادتين هي سنة حميدة مستمرة تعكس انسجاما وتوافقا حيال القضايا العربية والإقليمية والدولية.

وأشار إلى أهمية توقيت الزيارة التي تأتي في ظل التطورات والمستجدات في المنطقة، وتصاعد الهجمة الاستعمارية في الأراضي المحتلة، لافتا إلى أهميتها قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في عمان.

وأضاف أن القضية الفلسطينية، تتصدر سلم اهتمامات القيادة القطرية التي لم تألُ جهدا في نصرتها ودعم صمود الشعب الفلسطيني، رافعة لواء الدفاع عن صوت الحق الفلسطيني في كافة المحافل الدولية وبشتى الوسائل الدبلوماسية، كما وتحرص دولة قطر على المساعدة في توحيد الصف الفلسطيني في وجه كل المخططات التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومواصلتها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وانتهاكها لحقوق الشعب الفلسطيني وقيامها بممارسات تهويد القدس الشريف والاعتداء على الأإماكن المقدسة بما ينافي كل المواثيق الدولية.

ولفت إلى أهمية دور قطر في تعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية في المجالات كافة ولاسيما في إطار مشاريع الإعمار والدعم الانساني في كافة المناطق الفلسطينية.

زيارة مصر "مفاجأة"

أعلن الناطق الرسمى باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، بأن السيد الرئيس محمود عباس، سيقوم بجولة عربية واوروبية لحشد الدعم لقضيتنا الوطنية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وقال ابو ردينة فى تصريح له اليوم الجمعة، "إن الجولة ستبدأ بزيارة رسمية إلى دولة قطر، سيلتقى سيادته خلالها مع أمير قطر والمسؤولين القطريين، لبحث العلاقات الثنائية، وسبل دعم القضية الفلسطينية، والمصالحة الوطنية، والقمة العربية التى ستعقد فى الأردن أواخر الشهر الجاري. وأضاف ابو ردينة، كذلك سيزور سيادته ألمانيا، وسيلتقى مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وكبار المسؤولين الألمان، ومن ثم سيتوجه إلى بلجيكا، وذلك من اجل حشد الدعم الأوروبى للقضية الفلسطينية. واشار الناطق الرسمي، الى ان الرئيس سيختتم جولته بالمشاركة فى القمة العربية الهامة التى ستعقد فى الأردن، وذلك من اجل التأكيد على اولوية القضية الفلسطينية كقضية العرب الأولى، وحشد الدعم العربى وتنسيق المواقف العربية فى دعم القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة.

قبل 5 أيام؟

وقبل 5 أيام، استقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، الثلاثاء الماضي، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات، فى وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية الجديدة لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الإثنين الماضي، إن "جرينبلات" اجتمع مع نتنياهو فى إطار محاولات الإدارة الأمريكية الجديدة الرامية لاستئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.

وحسب بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن جرينبلات أكد مجددا التزام الرئيس ترامب بأمن إسرائيل وبجهود مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق سلام دائم من خلال المفاوضات المباشرة، وتوقفت محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ 2014 ويخشى الفلسطينيون من نهج أكثر محاباة لواشنطن تجاه نتنياهو منذ أن تولى ترامب السلطة فى يناير.

وأوضح البيان، أن نتنياهو وجرينبلات ناقشا خلال المحادثات التى استمرت أكثر من خمس ساعات بناء المستوطنات الإسرائيلية "على أمل التوصل إلى صيغة تهدف إلى تعزيز السلام والأمن"، وإحدى القضايا الأكثر سخونة بين إسرائيل والفلسطينيين بناء إسرائيل للمستوطنات فى أراضى الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة التى يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم فى المستقبل مع قطاع غزة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً