كشف موقع New Scientist عن سر انهيار حضارات مجموعة الثمانية "المصريون، والحيثيون، والكنعانيون، والقبرصيون، والمينويون، والميسينيون، والآشوريون، والبابليون" التي أذدهرت في أواخر العصر البرونزي.
ووفقًا للموقع فقبل حوالي 3200 عام، انحدرت تلك الحضارات بعد أن حاصرتها الحروب والمجاعات والفساد والتغير المناخي والزلازل.
وحول سبب انهيارهم اقترح عالم الآثار الجيولوجي إيبرهارد زنجر وجود سبب أكبر بكثير من ذلك لانهيار تلك الحضارات ألا وهو سلسلة ممتدة من النزاعات القديمة، سماها "الحرب العالمية رقم صفر".
إذ أطلق زنجر، رئيس مؤسسة الدراسات اللوفية "إحدى الحضارات القديمة" ومقرها جامعة زيورخ في سويسرا، تقريرًا بأن حضارة اللوفية بدأت سلسلة من عمليات الغزو انتهت بتدمير الحضارات التي كانت موجودة في العصر البرونزي.
وأورد زنجر أن شعوب تركيا، التي كانت تتحدث في معظم الأحيان بلسان مشترك يُسمى "اللوفية"، شكلت مصدرًا آخر مهمًا للقوة في المنطقة.
وفي هذا السياق كتب زنجر "لآلاف السنين، كانت أغلبية منطقة غرب تركيا مقسّمة سياسيًا إلى العديد من الممالك والولايات الصغيرة، وهو ما أدى بالقطع إلى إضعاف الأهمية السياسية والاقتصادية للمنطقة.
وقال زنجر أن اللوفيين تمكنوا في نهاية المطاف من تشكيل ائتلاف قويٍ بما يكفي لمنافسة الإمبراطورية الحيثية "حضارة يعود تاريخها لـ 3 آلاف قبل الميلاد وامتدت لتشمل أجزاء من تركيا وسوريا ولبنان حاليًا" كما يعتقد زنجر أن اللوفيين هم "شعوب البحر" المذكورين في الوثائق المصرية، الذين أغاروا على الإمبراطورية وساعدوا في عدم استقرارها.
ووفقًا لزنجر، أطلق اليونان حينها، بعد أن توقعوا أن اللوفيين سيوجهون ائتلافهم ضدهم، سلسلة من الهجمات على مدن اللوفيين الساحلية، وبعد تحقيق انتصارات، عاد الرومان اليونان الميسينيون أدراجهم ليجدوا أن من نابوا عنهم في الحكم يرفضون ترك السلطة، ما أدى إلى نشوب حرب أهلية وانزلاق البلاد إلى عصور الظلام.
فيما أكد زنجر تناسب الوثائق التي تخص كافة فترات العالم القديم مع فرضيته، وأن جميع المدن الكبيرة في المنطقة تقريبًا تعرضت للتدمير بحلول سنة 1200 قبل الميلاد. كما يعتقد زنجر وجود المزيد من الأدلة لاستكشافها.
ويتوقع زنجر أن يتم التعرف على 340 موقعًا محتملًا للوفيين في تركيا لم يتم التنقيب عنها بعد، وذلك خلال 2017، على أن يتم تنقيب بعضها عبر القمر الصناعي، ليصنفها هو بالتعاون مع جامعة زيورخ.
أما كريستوف باشهوبر، عضو هيئة التدريس المساعد في كلية الآثار بجامعة أكسفورد، يتشكك في الفكرة، ويرى ضرورة وجود المزيد من الأدلة الأثرية لتجعلها أمرًا ممكنًا؛ غير أنه أضاف أن العمل على هذه الفكرة ربما يساعد في رد الانتباه إلى بعض الأحداث الغامضة في العصر البرونزي.